إعلاميون وباحثون روس يؤكدون أهمية سورية في الجامعة العربية
موسكو – سانا
أكّد الإعلامي والمحلل السياسي الروسي رئيس المركز الإعلامي الأوراسي ألكسي بيلكو أن الدور الريادي للسيد الرئيس بشار الأسد أثمر انتصاراتٍ شعبية لسورية على سياق العدوان الإرهابي.
ولفت بيلكو في مقابلة مع مراسل “سانا” في موسكو إلى أن عودة سورية للاضطلاع بدورها في الجامعة العربية جاءت على خلفية الانتصارات التي حققها الشعب السوري على الإرهاب وفعّلت دور الجامعة كمركز إقليمي.
ونوه الإعلامي الروسي بالمستوى العالي الذي ترتقي إليه العلاقات السورية الروسية خلال السنوات الماضية، والتي جعلت البلدين حليفين كاملين سياسياً وعسكرياً.
كذلك، نوه الإعلامي الروسي بالنشاط الدبلوماسي المميّز لسورية خلال القمّة العربية التي اختتمت أعمالها في جدة الجمعة الماضي.
وفي مقابلة مماثلة أكّد رومان بيريفيزينتسيف المعلّق السياسي في قناة “تي في تس” الروسية المركزية أهمية عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، مشيراً إلى أن العالم أصبح متعدّد الأقطاب، ويهتم بمصالحه الوطنية ويتحدّث بلغات متعدّدة ولم يعُد تابعاً للقطب الأنغلوساكسوني.
وأعرب بيريفيزينتسيف عن الأمل بأن تفعّل جامعة الدول العربية بعودة سورية دورها كمركز قوة سياسية واقتصادية إقليمية مستقلة.
ونوه الإعلامي الروسي بالترحيب والاستقبال الحافل الذي حظي به الرئيس الأسد خلال مشاركته بالقمّة العربية، معتبراً أن ذلك يشكّل رسالة واضحة الدلالة للولايات المتحدة والبلدان الأوروبية التي اعتادت زرع بذور الشقاق بين شعوب المنطقة.
وشدّد بيريفيزينتسيف على أن بلدان المنطقة هي اليوم أكثر شجاعة وقادرة على نزع كل الأسافين التي دقّها الغرب الجماعي بين البلدان العربية، وتؤكد استقلالها وحريتها في ترتيب علاقاتها بنفسها دون أي إملاءات خارجية والتفات إلى الذين ساهموا في سفك دماء أبناء المنطقة.
وأشار كبير الباحثين في جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية يوري زينين، إلى أن مشاركة الرئيس الأسد في أعمال القمّة العربية في جدة تركت انطباعاتٍ عميقة لدى المتابعين والمحللين، ومثّلت حدثاً مهمّاً في تاريخ هذه المنظمة العربية.
ولفت زينين إلى أن سورية كانت تنادي على الدوام بالعمل العربي المشترك، حتى في تلك الفترة التي عانى خلالها الشعب السوري من صعوبات كثيرة نتيجة الأزمة في البلاد الناجمة عن الحرب الإرهابية والتدخّل الخارجي فيها.
وبيّن أن سورية ضربت بذلك المثال أمام العالم أجمع على الدفاع عن السيادة الوطنية مع التمسّك بالهوية القومية رغم كل الضغوط والتدخلات.
وشدّد الباحث الروسي على أن الاعتراف بالدور السوري من جديد جاء بفضل صمود سورية التي قدّمت تضحياتٍ كبيرة وانتصرت على جميع التحدّيات بمساعدة أصدقائها، وبالدرجة الأولى روسيا الاتحادية، ووقفت حائلاً دون انتشار وباء القرن الحادي والعشرين المتمثل بالإرهاب والتطرّف.
من جهته، قال كبير الباحثين في قسم الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق الروسي بوريس دولغوف: إن عودة سورية لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية تنطوي على أهمية كبيرة جداً، ليس بالنسبة للبلدان العربية فحسب بل للعالم بأسره أيضاً، إذ إن هذا الحدث يعني فشل مخططات الولايات المتحدة و(إسرائيل).
وقال دولغوف في مقابلة مماثلة: إن العودة المظفّرة لسورية إلى الجامعة العربية التي تجلّت من خلال مشاركة الرئيس الأسد في قمّة جدة تشير إلى تغييرات كبيرة مقبلة في الشرق الأوسط، مؤكداً أن عودتها تشكّل انتصاراً لأصدقائها ونكسة للإمبريالية الأمريكية وأعوانها.