أخبارصحيفة البعث

استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

الأرض المحتلة – تقارير   

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائمها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث استُشهد ثلاثة فلسطينيين وأُصيب آخرون برصاص جنودها في مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة التي شهدت عدة مناطق فيها اقتحاماتٍ واعتقالاتٍ طالت عدداً من الفلسطينيين، كما استولت قوات الاحتلال على 14 دونماً من أراضي قرية عابود شمال غرب رام الله، وهدمت منزلين في رام الله والخليل، مع مواصلتها حصار قرية المغير شرق رام الله في الضفة لليوم العاشر على التوالي.

وفي السياق، استُشهد ثلاثة فلسطينيين وأُصيب ستة آخرون فجر اليوم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء اقتحام مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.

وذكرت وكالة “وفا” أن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم بعدة آليات عسكرية وجرافة ونشرت قناصة على أسطح عدد من المنازل وأطلقت الرصاص باتجاه الفلسطينيين، ما أدّى إلى استشهاد كل من فتحي جهاد عبد السلام رزق، 30 عاماً، وعبد الله يوسف محمد أبو حمدان، 24 عاماً، ومحمد بلال محمد زيتون، 32 عاماً، إضافةً إلى إصابة ستة آخرين بجروح، كما اعتدت على سيارات الإسعاف ومنعتها من الوصول إلى المخيم.

جاء ذلك في وقت أُصيب فيه فلسطيني واعتُقل آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال مناطق متفرقة بالضفة.

واقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء من مدينة جنين، وداهمت عدة منازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، وأطلقت الرصاص الحي على الفلسطينيين ما أدّى إلى إصابة أحدهم بجروح، إضافة إلى قيامها باعتقال ثلاثة فلسطينيين.

كذلك اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العوجا شمال مدينة أريحا، وبلدتي بني نعيم ودورا في الخليل، وبلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، واعتقلت أربعة فلسطينيين بينهم طفل، كما اعتقلت شاباً آخر لدى مروره على أحد حواجزها العسكرية شمال شرق مدينة القدس المحتلة، بينما اعتقلت شاباً قرب الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، وآخر في بلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة، ونصبت حاجزاً عسكرياً على مدخل مدينة أريحا الجنوبي، وأعاقت حركة الفلسطينيين.

في سياق متصل، نصبت قوات الاحتلال حواجزها العسكرية عند مداخل الخليل الشمالية، ومداخل بلدات سعير، وبني نعيم، وحلحول، وأوقفت مركبات الفلسطينيين وفتشتها.

في الأثناء، تواصل قوات الاحتلال حصار قرية المغير شرق رام الله في الضفة لليوم العاشر على التوالي، وتواصل إغلاق المدخلين الرئيسين للقرية، وتمنع الفلسطينيين من الدخول إليها أو الخروج منها، ما يضطرّهم إلى سلوك طرق وعرة وطويلة.

ويعتدي المستوطنون بشكل متواصل على قرية المغير تحت حراسة مشدّدة من قوات الاحتلال، بغية تهجير سكانها الفلسطينيين، والاستيلاء على المزيد من أراضيهم.

وفي رام الله استولت قوات الاحتلال على 14 دونماً من أراضي قرية عابود شمال غرب المدينة، بهدف توسيع عمليات الاستيطان في المنطقة.

وفي شمال غرب رام الله أيضاً داهمت قوات الاحتلال منطقة جبل الراس شرق قرية أم صفا، وهدمت منزلاً قيد الإنشاء تبلغ مساحته 200 متر مربع، وجرّفت أراضي وطرقاً زراعية بالمنطقة.

كذلك اقتحمت تجمّع ماعين بمسافر يطا جنوب الخليل، وهدمت منزلاً لفلسطيني مساحته 80 متراً مربعاً، ومنشأة زراعية، كما سلّمت إخطارات هدم لعدد من المنازل.

من جانبهم، اقتحم عشرات المستوطنين أسواقاً وأحياء بالبلدة القديمة في الخليل وصولاً إلى الحرم الإبراهيمي، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية فيها، مردّدين هتافاتٍ عنصرية، واعتدوا على الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وفي القدس المحتلة، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته تحت حراسة مشدّدة من قوات الاحتلال التي فرضت قيوداً مشدّدة على دخول المصلين إليه.

إلى ذلك، حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينيين من أن الأسير الفلسطيني المصاب بالسرطان وليد دقة في وضع صحي حرج للغاية، ويمكن أن يُستشهد بأي لحظة في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرةً في بيان إلى أن “صحة الأسير دقة تتدهور بشكل سريع وخطير نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمّد بحق الأسرى، وهو بحاجة لرعاية صحية حثيثة بسبب سرطان نادر في نخاع العظم”، وموضحةً أنه خضع الشهر الماضي لعملية استئصال جزء من رئته اليمنى، ويعاني من وجود التهاب وتلوّث في رئته اليسرى، إضافةً لإصابته بهزال عام وفقدان للوزن وعدم القدرة على النطق بشكل جيد.

والأسير دقة 60 عاماً من بلدة باقة الغربية بالأراضي المحتلة عام 1948 ويعتقله الاحتلال منذ 38 عاماً، ويُعدّ أحد أبرز الأسرى الذين ساهموا في العديد من الخطوات النضالية للحركة الوطنية الأسيرة.

سياسياً، قال المتحدث باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن جريمة الاحتلال في مخيم بلاطة هي مجزرة حقيقية واستمرار للحرب الشاملة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني.

وحذر أبو ردينة من مغبّة العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني عامة ومدينة نابلس وقراها ومخيماتها بشكل خاص، ما سيؤدّي إلى تدهور خطير في الأوضاع وإشعال المنطقة.

وطالب أبو ردينة المجتمع الدولي بالتحرّك العاجل لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، مشدّداً على أن الفلسطينيين سيواصلون الدفاع عن أرضهم ومقدّساتهم وسيفشلون مخططات الاحتلال.

من جانبها، أدانت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية في بيان لها الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم بلاطة، مؤكدةً أنها جزء لا يتجزأ من مسلسل القتل اليومي وتحدٍ للمجتمع الدولي والأمم المتحدة.

وشدّدت الخارجية على أن إرهاب الاحتلال وجرائمه بحق الفلسطينيين لن تكسر إرادتهم، ولن تحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم في نيل حريتهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.