ريابكوف: التهديدات الأمريكية بخصوص القرم غير مسؤولة
موسكو- تقارير
كل المحاولات الأمريكية الرامية إلى استهداف الداخل الروسي عبر الأداة الأوكرانية ستجد طريقها إلى الفشل، ما دام العالم يعلم جيّداً أن الحرب في أوكرانيا هي حرب بالوكالة تشنّها الولايات المتحدة على روسيا باستخدام أوكرانيا وسائر الأدوات الأوروبية الأخرى، وبالتالي أيّ محاولة أمريكية لإقناع العالم بأن استخدام الأسلحة الأمريكية في قصف شبه جزيرة القرم يندرج ضمن سياق الردّ الأوكراني الطبيعي على القوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية ستجد الردّ الروسي المناسب عليها، وهذا بالضبط ما يؤكّده الجانب الروسي دائماً، حيث ليس من الممكن أن تطير طائرة إف 16 أمريكية من مطارات أوروبية لتقصف أراضي روسية أو الجيش الروسي في إقليم دونباس ثم لا تجد ردّاً روسيّاً مناسباً على المطار الذي انطلقت منه الطائرة، وهذا يعني أن الردّ سيكون مباشرة على قوات حلف شمال الأطلسي، وعلى الإدارة الأمريكية أن تدرك ذلك جيّداً.
وفي هذا الإطار، أكّد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن القرم جزء من روسيا، وأن التهديدات الأمريكية بخصوصه غير مسؤولة.
وتعليقاً على تصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان حول جزيرة القرم، قال ريابكوف للصحفيين وفقاً لوكالة سبوتنيك: “القرم جزء لا يتجزأ من روسيا، ومحاولات عرض الأمر بطريقة مختلفة، وتهديده تأكيد آخر لمسار واشنطن التصعيدي غير المسؤول، وسنجد طريقة لمنع تنفيذ مثل هذه التهديدات، وسيتم ضمان سلامة الأراضي الروسية”.
وأعلن سوليفان أمس أن واشنطن لا تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية لضرب الأراضي الروسية، لكن تسمح في شبه جزيرة القرم لأنها بنظره أراضٍ أوكرانية.
وتعليقاً على مسألة إجراءات ونيّات الولايات المتحدة زيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، بما في ذلك تدريب الطيارين على مقاتلات إف 16 قال ريابكوف: إن “التسليح والمعدات العسكرية التي هي قيد المناقشة، سينتهي بها المطاف في أوكرانيا، وهذا ينطبق على تدريب الأفراد العسكريين في القوات المسلحة الأوكرانية.. كل هذه الجهود بلا معنى وبلا فائدة، إمكانياتنا كالتالي، كل أهداف العملية الخاصة قطعاً ستتحقق، وأيّ تعدّ على أمن روسيا الاتحادية لن يؤدّي إلى النتائج التي يرجوها الغرب”.
ومن جهة ثانية، قال ريابكوف: إن انسحاب واشنطن المفترض من معاهدة ستارت لن يؤثر في موقف موسكو من هذه المعاهدة.
وفي الأسبوع الماضي، طرحت مجموعة من الجمهوريين من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون يقضي بانسحاب الولايات المتحدة من معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية النووية المبرمة مع روسيا، وتعزيز القدرات النووية الأمريكية.
وأضاف ريابكوف: “أعتقد أن هذا جزء من الصراع الحزبي المستمر في الولايات المتحدة.. بشكل عام مهما كانت القرارات التي ستتخذ هناك بشأن معاهدة ستارت اليوم تبقى من الشؤون الداخلية للولايات المتحدة نفسها”، مشيراً إلى أن روسيا علّقت سريان المعاهدة، لكنها تواصل طواعية “الالتزام بالقيود الكمية الأساسية على الرؤوس القتالية ووسائط نقلها”.
واعتبر ريابكوف أن “الانسحاب الافتراضي لواشنطن من هذه المعاهدة لن يؤثر في موقفنا الحالي، أما بالنسبة لبعض الإجراءات التي يمكننا ويجب علينا اتخاذها لضمان أمننا، فنحن نقوم بذلك بالفعل.. لذلك دعونا نرَ ما سيبتدعه السياسيون في واشنطن، وكما هو ملاحظ هناك الكثير من الأسباب للخلاف والنزاع بين الحزبين”.
من جهته، حذّر السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف الولايات المتحدة من أن أيّ هجوم أوكراني على شبه جزيرة القرم هو بمنزلة هجوم على باقي الأراضي الروسية، وسيقابل بالردّ.
وقال أنطونوف في بيان اليوم وفقاً لوكالة نوفوستي: “أريد أن أحذر ممثلي الإدارة الأمريكية من الأحكام التافهة في تصريحاتهم الخاصة بشبه جزيرة القرم، ولا سيما فيما يتعلق بمباركة نظام كييف لشن هجمات جوية على شبه الجزيرة”.
وأضاف السفير أنطونوف: “اسمحوا لي أن أذكّركم بأننا سنعدّ الضربات على هذه الأراضي هجوماً كما على أي منطقة أخرى لروسيا، ومن المهم أن تدرك الولايات المتحدة تماماً أنه ستكون هناك إجراءات انتقامية من روسيا”.
وتعليقاً على المعلومات حول احتمال تسليم كييف مقاتلات (إف-16)، أعرب أنطونوف عن اعتقاده أن الولايات المتحدة أخضعت الدول الأعضاء في مجموعة السبع بشكل كامل لخطها الخاص فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا.
وأوضح أنطونوف: حتى الآن تشنّ واشنطن ضدّنا حرباً بالوكالة، وفي الوقت ذاته يعرف كل خبير أنه لا توجد في أوكرانيا بنية تحتية لاستخدام مقاتلات (إف- 16)، كما لا يوجد عدد كافٍ من الطيارين وعمال الصيانة، وتساءل: ماذا سيحدث إذا أقلعت المقاتلات الأمريكية من مطارات الناتو بقيادة متطوّعين أجانب.
وحذرت موسكو الدول الغربية أكثر من مرة من أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا لن تغيّر شيئاً، ولن تؤدّي إلا إلى إطالة أمد النزاع.
وفي شأن آخر بعيد نسبياً عن الساحة الأوكرانية، أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن مسار روسيا الاستراتيجي يتضمّن توسيع التعاون مع الصين على نحو متزايد.
ونقلت وكالة تاس عن باتروشيف قوله في تصريح اليوم: إن “تطوير وتعميق العلاقات مع الصين الصديقة يعدّ ضمن المسار الاستراتيجي لروسيا.. تولي بلادنا الأولوية لتطوير التعاون المتبادل المنفعة مع الصين في جميع المجالات، وتقديم المساعدة المتبادلة، وزيادة التنسيق على الساحة الدولية من أجل ضمان الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة على الصعيدين العالمي والإقليمي في أوراسيا، وفي أجزاء أخرى من العالم”.
وأشار باتروشيف إلى أن الثقة السائدة في الاتصالات على أعلى مستوى، تلعب دوراً خاصاً في تعزيز الشراكة الروسية الصينية.
ولفت باتروشيف إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قام بزيارة دولة لروسيا في الفترة من الـ20 إلى الـ22 من آذار، واصفاً تلك الزيارة بأنها تعكس مستوى عالياً وغير مسبوق للعلاقات الروسية الصينية والالتزام الثابت بتعميقها.