كتاب وأدباء وخبراء: عودة سورية للجامعة انتصار للثوابت وتعزيز للعمل العربي المشترك
دمشق – موسكو – سانا
استئناف مشاركة سورية في الجامعة العربية وحضورها مؤتمر القمّة في جدّة تركا آثاراً إيجابية عند الكتاب والأدباء والمثقفين في رؤية مشتركة لواقع الأمة العربية ومستقبلها، فأكّدوا أن سورية ما زالت كما هي على الدوام وفق ثوابتها لا تفقد إيمانها بالتضامن العربي، وأن عنوان المرحلة القادمة هو تعزيز التعاون والعمل العربي المشترك.
رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني أكّد أن مشاركة سورية خلال قمّة جدّة استحوذت على اهتمام الحضور والرأي العام العربي والعالمي، مشيراً إلى أن سورية دافعت عن الثوابت نيابة عن الأمة جمعاء، وهي تحمل عمق وثقافة ووعي العروبة والدفاع عن مفهوم الهوية والانتماء عند أبناء الأمة، وهو المفهوم الذي استهدف في كثير من الحروب التي تعرّضت لها الأمة عموماً وسورية خصوصاً ولا سيما في العقد الأخير.
ورأى الأديب العراقي عبد الرضا الحميد، رئيس تحرير جريدة الصحيفة العربية أن سورية انتصرت في معركتها ضدّ الإرهاب، وفي محاولات تغيير بوصلة ثوابتها وقرارها الوطني، مبيّناً أن الجامعة العربية ربحت عودة سورية إليها فهي سر وعنوان الأمة وقلب عروبتها.
الدكتور الشاعر عيسى درويش أشار إلى أن سورية رغم كل ما جرى، والحرب الإرهابية التي تعرّضت لها تعاملت بالمحبة والوفاء مع الشعوب العربية، مؤكداً أن كل الأحرار العرب ينتظرون انتصار سورية، وشاهدوا حضورها الفاعل في القمة وحفاظها على مبادئها وانتمائها القومي.
وبيّن الدكتور فايز عز الدين أن استئناف مشاركة سورية في الجامعة العربية نقلة مهمّة في النظام العربي، وسيساهم في تعزيز قوة العرب وأمن واستقرار المنطقة التي يحاول الغرب العبث بأمنها واستقرارها.
واعتبر الأديب سامي طه مدير ثقافة حماة أن قمّة جدة هي قمّة لمّ الشمل بما تعني الكلمة، مبيّناً أن عودة سورية بهذا الحضور المشرّف بعد ما عانته من حرب وإرهاب وأن ترحيب العرب جميعاً بهذه العودة هو انتصار للتضامن العربي الذي شكّلت وتشكّل سورية أحد ركائزه الأساسية.
الدكتور الشاعر جهاد بكفلوني عضو المكتب التنفيذي باتحاد الكتاب العرب، أكّد أن سورية لم تفقد يوماً إيمانها بالتضامن العربي في أحلك الظروف، وظلت متشبثة بالعروبة عقيدة حية متجدّدة، وعودتها إلى الجامعة العربية هي قوة للعرب ولسورية، ولا بد من التعامل مع هذا الأمر بشكل عقلاني.
وفي سياقٍ متصل، أكّد عدد من الخبراء الروس المختصين بالقضايا العربية والإسلامية خلال طاولة مستديرة عقدتها وكالة نوفوستي الروسية اليوم أهمية استئناف مشاركة سورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية.
فقد أكّد نائب رئيس مجلس رابطة الدبلوماسيين الروس السفير، أندريه باكلانوف، خلال افتتاح أعمال الطاولة أن استئناف مشاركة سورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية يشكّل أحد العناصر الرئيسية في مقاومة المدّ الرجعي في المنطقة وفق وجهة نظر الجانب الروسي، مشيراً إلى ثبات الموقف الروسي ومبدئيته تجاه محاربة الإرهاب الدولي في سورية منذ اندلاع الأزمة فيها حتى اليوم.
وقال باكلانوف: إن هذه العودة تدلّ أيضاً على أن الأغلبية أحياناً لا تكون على حق في حين يمكن للأقلية أن تكون على صواب، كما انفردت سورية بمحاربة الإرهاب، لافتاً إلى الشجاعة التي تحلّت بها سورية شعباً وقيادة في التمسّك بموقف مبدئي ثابت والدبلوماسية المرنة التي اتبعتها وفق تطور الأحداث والتفاعل مع منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
وأشار باكلانوف إلى أن الكثير من القرارات الأممية بشأن سورية باتت غير مجدية وعقيمة بالتقادم ولكن من الصعب تغييرها، لذا يجب على روسيا الاعتماد على التقييمات الموضوعية للتطوّرات الإقليمية والدولية حول سورية وبالتعاون مع دول المنطقة، مؤكداً أن الموقف الروسي على المسار السوري أثبت صحته وجدارته.
ولفت باكلانوف إلى أن موقف السيد الرئيس بشار الأسد الثابت ينطلق من مصلحة وطنه وشعبه، معتبراً أن عودة سورية إلى الصف العربي انتصار للتعاون الروسي السوري على الجبهة الدبلوماسية، وأن هذه العودة ستسهم في حل القضايا الاقتصادية بسورية وفي عودة المهجّرين إلى ديارهم.
بدوره اعتبر الباحث العلمي الأقدم في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إيغور ماتفييف، أن جامعة الدول العربية عادت إلى سورية وليس العكس، وقال: إن الدبلوماسية السورية أكّدت للمجتمع العربي دائماً ضرورة عودة الأراضي السورية بأكملها إلى السيادة السورية وضرورة فتح حوار عربي شامل دون تدخل خارجي حول الشأن السوري.
وبيّن أن كل الاتهامات ضدّ سورية تبدو فاشلة أمام الواقع الموضوعي الذي ظهر أخيراً للجميع في الإعلام العربي والغربي أيضاً بمساعدة حلفاء وأصدقاء سورية وبعض الدول العربية.
من جانبه، اعتبر الباحث الأقدم في مركز بريماكوف لدراسات الشرق الأوسط بمعهد العلاقات الاقتصادية العالمية والعلاقات الدولية، نيكولاي سوركوف، أن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية جاءت نتيجة الحاجة العربية لحل القضايا المستعصية في المنطقة العربية وغيرها التي لا يمكن تجاوزها دون مشاركة سورية.
واعتبر سوركوف أن العقوبات الغربية تزيد من مصاعب حل القضايا الاقتصادية في سورية لذا لا بدّ من إزالة هذه العقوبات بموقف عربي موحد، مؤكداً أن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية تعدّ انتصاراً للدبلوماسية السورية ويجب أن يتمّم ذلك بحل المعاناة الاقتصادية في سورية.