للمرة الأولى في تاريخ جامعة دمشق.. منح شهادة دكتوراه في كلية الطب (قسم الأدوية والمداواة)
دمشق – لينا عدره
تأتي أهمية شهادة الدكتوراه التي حصل عليها الدكتور سمير اشريفه من عدة جوانب، أولها أنها المرة الأولى في تاريخ سورية التي يتمّ فيها منح شهادة دكتوراه لطبيب تجاوز الخمسين من عمره، إضافةً إلى أنها المرة الأولى في تاريخ جامعة دمشق، كلية الطب البشري – على الرغم من مرور أكثر من 120 عاماً على تأسيسها – التي يتمّ فيها منح شهادة دكتوراه في قسم الأدوية، حيث كانت أعلى شهادة في هذا القسم هي شهادة الماجستير.
اشريفه أكد في تصريحٍ خاص لـ “البعث” أهمية البحث الذي تمّ العمل عليه، خاصةً وأن موضوع البحث جديد ولم يتمّ التطرق له قبل الآن في الجامعات السورية، وهو بعنوان “تأثير الكيتامين على الطنين الحسي العصبي”، مشيراً إلى ندرة الأبحاث العالمية الجدية على هذا الدواء والتي ترجع لسنتين فقط، لتتمحور فكرة البحث التي عمل عليها ونُشرت بعد ذلك في أطروحته بعد التأكد منها عبر منهجية علمية دقيقة ومراقبة مكّنته من الوصول إلى نتائج محددة بتطبيقه هذا النوع من الدواء عن طريق الحقن الوريدي وهي فكرة جريئة -كما وصفها اشريفه- كون هناك رهبة من هذا الدواء باعتباره مخدراً يُستعمل في العمليات، مبيناً أن تطبيق هذا النوع من الدواء كان يتمّ في السابق بشكلٍ موضعي وبنتائج إيجابية، بعد أن أثبتت الدراسات الأجنبية الحديثة أن إعطاءه بجرعات خفيفة مفيد في الطنين.
ويوضح اشريفه أن القرار الصادر في عام 2019 والذي سمح لحاملي شهادات الماجستير في الاختصاصات السريرية متابعة الدكتوراه في مجالات تحت السريرية أعطاه فرصة ودفعه ليكمل دراسته، خاصةً وأن حبه وشغفه للعلم كان الدافع الأكبر لمتابعة بحثه رغم الصعوبات التي واجهها وعلى رأسها كورونا، كونه بدأ بحثه في فترة ظهور الوباء، حيث واجه صعوبة كبيرة في الحصول على مرضى إلا أن إرادته وتشجيع الزملاء والأطباء ساعداه في متابعة البحث، إضافةً إلى أن تاريخه العملي حافل بالنجاحات، فهو كان الأول على محافظة درعا في شهادتي الإعدادية والثانوية ومن المتفوقين في كلية الطب البشري، وقد تابع في الدراسات العليا “أذن أنف حنجرة”، مؤكداً أنه لولا شغفه بالعلم لما استمر في متابعة البحث، خاصة وأن أوراقه ضاعت عند تقديمه للطلب في المرة الأولى، لافتاً إلى أنه قام بالتبرع بالتكاليف المادية من دون اللجوء للجامعة.