مارتيني لـ “البعث”: السياحة السورية تستعد لمرحلة جديدة عنوانها “الانفتاح”
دمشق- وفاء سلمان
المتغيّرات على الساحة العربية والدولية والتي تبشّر ببدء الانفتاح الجزئي على بعض الدول العربية تستوجب إعادة الأسواق التقليدية للسياحة السورية كـ(السياحة الثقافية من الدول الصديقة التي تعدّ من أكبر الدول المصدّرة للسياحة في العالم كالصين، روسيا، الهند.. والمغتربين)، إلى جانب العمل على اجتذاب الاستثمارات في القطاع السياحي، ولاسيما أن هناك مشاريع عديدة سيتّم افتتاحها في الصيف القادم بأغلب المحافظات، وخاصة (اللاذقية، طرطوس، دمشق، ريف دمشق، حلب، حماة، حمص) وقريباً في السويداء ودرعا.
محمد رامي مارتيني وزير السياحة بيّن في حديث خاص لـ”البعث” أن الوزارة تعمل على خطة القطاع السياحي التي تمّ إعدادها في عام 2019– 2030 ببرامج تتماشى مع البرنامج الوطني لسورية بعد الحرب، والتي شملت أربع مراحل (الاستجابة، التعافي، الانتعاش، الاستدامة)، إضافة إلى العمل على خارطة للتعليم السياحي الشامل لنشر المعايير العالمية وآخر ما استجد منها بمعايير الجودة، سواء بالتدريب أثناء العمل أو تدريب الكوادر الشابة أو بمعاهد السياحة ومدارسها، بالتزامن مع تحديث أغلب المناهج وإحداث مدرسة أو معهد في كلّ عام تقريباً.
وأشار مارتيني إلى وجود أكبر معهد فندقي وسياحي في ضاحية قدسيا شُيّد أثناء الحرب الإرهابية على سورية وافتتح في صيف 2021، وتمّ افتتاح المدرسة الفندقية في حمص في الوعر في عام 2022، وسيتمّ في نهاية 2023 وبداية 2024 افتتاح مدرسة فندقية في حلب، ويوجد المعهد الفندقي في حلب ومشروع لمعهد فندقي في السويداء، ويتمّ بشكل دوري تحديث وتجديد كافة الأبنية التعليمية (مركز دمر، المدرسة والمعهد الفندقي في طرطوس، المعهد الفندقي في اللاذقية، مدرسة اللاذقية، ويتمّ ترميم معهد في السويداء واستكمال المعهد الفندقي في درعا ووصلت نسبة الإنجاز فيه إلى 60%، وتمّ تزويده بكافة التجهيزات التعليمية من مناهج ولغة وبصريات ووسائل إيضاح مشاريع الجانب العملي التدريبي، مع وجود مناهج أونلاين لأهم شركات التدريب في العالم، ويتمّ بشكل دوري التدريب، سواء لموظفي الوزارة أو لعمال المنشآت السياحية وأيضاً للطلاب الذين يبلغ عددهم عشرة آلاف طالب في المدارس والمعاهد الفندقية والمراكز التدريبية ومركز دمر والجامعات بكليات السياحة الذين سيرفدون سوق العمل لاحقاً.
أما عن التشريعات الناظمة لعمل السياحة، فقد أكد الوزير أنه تمّ إلغاء قانون السجل التجاري ليحلّ محله السجل السياحي الذي يعدّ مهماً جداً لفصل الهوية الاستثمارية للقطاع وإعطائه الخصوصية والميزات المعنوية والتنافسية، وتحديث قانون مكاتب السياحة والسفر والعمل على القانون 65 الجديد المعدّل لعام 2002 لغرف السياحة، حيث سيكون اتحاد غرف السياحة الشريك الوطني الثاني في الترويج سياحياً إلى جانب الوزارة، علماً أنه سيتمّ إحداث عدة هياكل إدارية، ومن الممكن إحداث مراكز تحكيم خاصة بغرف السياحة لحلّ جميع المنازعات التي تحصل بين المنشآت أو بينها وبين جهة أخرى، إضافة إلى تخطيط المناطق في الساحل كـ(وادي قنديل، أم الطيور، رأس البسيط، برج رسلان، سد تركمان، عمريت، بانياس، الحميدية، حميميم)، والعمل على المناطق ذات الأهمية الثقافة السياحية والدينية كالمسارات السياحية في (دمشق القديمة، حلب القديمة، حمص، القلاع) بالتعاون مع وزارة الثقافة، وقريباً في شمال سورية.
وتابع مارتيني: وزارة السياحة بصدد الإعلان عن معرض وطني سياحي تخصّصي ليكون لسورية معرضها الخاص بها، كي يتمّ جذب الاستثمارات والشركات المهتمة بتنظيم الرحلات السياحية، بالإضافة للترويج للقطاع والمنشآت السياحة، لافتاً إلى أنه في العام القادم سيكون هناك ملتقى جديد للاستثمار وسيتمّ خلاله دعوة المنظمة العالمية للسياحة وشركاء من الدول الشقيقة والصديقة، مع تأكيده أن التخطيط لمستقبل سياحي كبير لم يتوقف كونه مرتبطاً بأهداف قابلة للقياس، حيث ستنطلق قريباً ورشة عمل مفتوحة للمختصين ولمجالس الأعمال بالتعاون مع وزارات الخارجية، الداخلية، الثقافة، الإعلام، النقل، الطيران السورية، لإعادة اجتذاب وتعزيز العلاقة السياحية مع الدول الصديقة والشقيقة، وذلك بهدف تسهيل دخول السياح، إضافة إلى العمل على منصة القدوم التي ستعمل على جمع كافة البيانات لإدخال طلبات القدوم إلى سورية ليتمّ التعاطي معها من قبل مكتب الهجرة والجوازات والجهات المعنية، والتي من شأنها اختصار مدة تقديم الطلبات للحصول على سمة دخول، والتي قد تكون بضع ساعات والحدّ الأقصى خمسة أيام، كما تمّ العمل على تقنيات التحول الرقمي ليتماشى مع روح العصر، لذلك أوجد مشروع “المنصة” المشترك بين وزارات الداخلية والسياحة والخارجية وهو قيد التجربة الآن والذي سيبدأ بالمجموعات السياحية ومكاتب السياحة والسفر وسينشر لكلّ الراغبين بالدخول إلى البلد.
يُشار إلى أن الترويج السياحي لم يتوقف، ولاسيما بوجود مشاركات خارجية مستمرة كمعرض فيتور بمدريد من العام 2018 ولغاية الآن، وأيضاً مشاركات مهمّة من منظمة السياحة العالمية، وكانت هناك مشاركة للوزارة في الرياض عام 2021 والتي تعدّ خطوة إيجابية باتجاه العلاقة السياحية مع الدول العربية، ويتمّ الآن المشاركة في معرض دبي الأكبر في الشرق الأوسط.