مناورات حزب الله.. رعبٌ في “إسرائيل” وهروب إلى الأمام
تقرير إخباري:
على خلفية حالة الذعر التي أحدثتها مناورات حزب الله في الساحة الداخلية الإسرائيلية، فضلاً عن السجالات السياسية التي بدأت بالظهور إلى العلن بين قادة ومسؤولي الاحتلال حول كيفية التعاطي مع التطوّرات على “الجبهة الشمالية” في حال تطوّر الوضع إلى صراع عسكري مع الحزب، حاول بعض المسؤولين العسكريين التخفيف من حدّة الذعر في الشارع الإسرائيلي عبر توجيه رسائل إلى الحزب تحذّره من التصعيد، في وقت أكّد فيه محللون أن ذلك ربّما يعبّر عن حالة القلق التي تنتابهم من هذه المناورات، ويعكس حقيقة عدم استعداد الكيان لخوض أيّ صراع مباشر مع الحزب، وخاصة مع استمرار المظاهرات في الشارع الرافضة لسياسات حكومة بنيامين نتنياهو المتطرّفة وأعضاء ائتلافه الحكومي الذين يمارسون جميع أنواع الاستفزاز للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وخاصة بعد اقتحام الوزير المتطرّف إيتمار بن غفير باحات الأقصى مؤخراً الذي أدّى إلى موجة من الاستنكار في الدول العربية.
فقد قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أهارون حوليا: إن أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، قد يدفع المنطقة إلى حرب كبيرة.
وأضاف خلال كلمة ألقاها في “مؤتمر هرتسيليا”: “في كل ما يتعلق بعملية مفترق مجدو، اعتقد نصر الله أن بإمكانه شدّ المعادلات القائمة، وهو يقترب من ارتكاب خطأ يمكن أن يشعل حربا شاملة”، بينما أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هيرتسي هليفي، خلال المؤتمر نفسه، إلى أن “حزب الله يعتقد أنه يفهمنا وهذا يجعله يتجرّأ على تحدّينا”، مؤكداً أن المعركة في الشمال ستكون صعبة.
وزعم هليفي أن “حزب الله مرتدع جداً من حرب كهذه ضد إسرائيل”.
رئيس ما يسمّى مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، أكّد أن الحرب في الشمال إذا حدثت ستكون صعبة على الجبهة الداخلية، مدّعياً أن أيّ حرب على الجبهة الشمالية في حال حدوثها ستكون أصعب كثيراً على لبنان وحزب الله.
وبعد هذه التصريحات، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بتراجع قيمة الشيكل أمام الدولار الأميركي واليورو، حسبما قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
وتناولت وسائل إعلام إسرائيلية المناورة العسكرية الرمزية التي أجراها حزب الله، الأحد، جنوبي لبنان، حيث قالت: إنّ “السلاح الذي لم يُعرض في المناورة هو الصواريخ الدقيقة”، مؤكدةً أنّ “هذه هي المشكلة التي تزيل النوم من عيون المؤسستين الأمنية والعسكرية”.
وفي تقرير لـ”القناة الـ13″، رأت أن حزب الله نفّذ “عند الحدود الشمالية مناورة عسكرية في جنوبي لبنان، دعا إليها مراسلين أجانب لتغطيتها، وأطلق تهديداتٍ لإسرائيل هناك بالطبع”، متسائلين “ماذا يريد حزب الله؟”.
وعلّق مراسل الشؤون العربية في “القناة الـ13″، حيزي سيمنطوف، بالقول: إنّ “حزب الله يريد أولاً التهديد، وأيضاً تمرير رسالة”، موضحاً أنه “خلال المناورة العسكرية الكبيرة والاستثنائية في جنوبي لبنان، جرى إطلاق نيران حية، وأسلحة ضد الدروع، وآليات ومدرعات وغيرها، وهناك أيضاً أنواع من المسيّرات الانتحارية الخاصة بحزب الله”.
فإذا كانت هذه القراءة المرعبة جاءت بعد مناورة عسكرية رمزية للحزب، فكيف سيكون الحال إذا تطوّر المشهد، وخاصة أن حزب الله يعلم أنه يرسل رسالة في اتجاه معيّن وينتظر الردّ في مكان آخر، بمعنى أن الحيرة التي تنتاب الشارع والمسؤولين الإسرائيليين تكفي لإقناع الحزب بأن المشهد الداخلي ليس مؤهّلاً لأيّ صدام معه، وأن بالون الاختبار جاء بالنتيجة المطلوبة، وأنه استطاع تثبيت توازن للرعب يجعل المسؤولين الإسرائيليين يفكّرون ألف مرّة قبل إطلاق تهديداتهم، وذلك أن الهزيمة على المستوى النفسي قد حدثت بالفعل، ولدى السيد حسن نصر الله في كلمته غداً بعيد المقاومة والتحرير ما يعزّز ذلك.
طلال ياسر الزعبي