القبار.. موسم حراجي داعم لمعيشة الفلاحين.. و4 آلاف طن تصدّر للخارج
“البعث الأسبوعية” بشير فرزان
تكتنز الطبيعة ثروات كبيرة مُخبّأة، من بينها عشبة القبار أو الشفلح، التي ﺗﻨﺘﻤﻲﺇﻟﻰ ﻓﺼﻴﻠﺔ القابريات، ويطلق عليها مسمى الذهب الأخضر حيث بيّن مديرالحراج في وزارعة الزراعة الدكتور علي ثابت أن نبات القبارينتشر بشكل كبير في ريفي حمص (منطقة المخرم) وإدلب (منطقة معرة النعمان) ومنطقة جبل الحص جنوب شرق مدينة حلب فضلاً عن شمال حلب (منبج) وفي محافظة الرقة و وادي الفرات وكذلك في منطقة السلمية ولفت إلى أنّ الإنتاج يقدر بشكل سنوي بما يقارب 4 آلاف طن ويتم تصديره للخارج، بالمقابل قدّر الإنتاج العالمي بـ 10 آلاف طن، ما يشير إلى الميزة الإنتاجية المطلقة التي تتمتع بها سورية في مجال إنتاج القبار عالمياً.
وأكد ثابت أن ثمن كيلو القبار الجاهز في السوق الأمريكية 25 دولار تقريباً، بينما يباع الكيلو في الحقل بـ 5 دولارات ويباع كيلو القبارالجاهز(مخلل قبار) بـ 45 دولاراً كسعراستهلاكي.
وبيّن أنالوحدات التنظيمية “الحراجية” في محافظات جني ثمار القبار تقوم بالكشف الحسي على محصول القبار المتواجد في المستودعات الحراجية والمنشأة المرخصة وتدون الكميات في سجلاتها، ثم يتم منح الرخص لنقل الحاصلات الحراجية أصولاً لبقية المحافظات.
ولاشك أن هذه الشّجيرات الحراجية التي لا تحتاج إلى خدمات أو مستلزمات في الزراعة والحراثة، وتحقق عائداً تقدمه الطبيعة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة تشكل مصدراً مهماً للرزق في العديدمن المناطق حيث يمتدّ موسم الإنتاج لأربعة أشهر ابتداء من حزيران/يونيو وحتى نهاية أيلول/سبتمبر، وهوقابل للتخزين لمدة سنتين في الماء والملح، وتنتشر شجيرة القباربكثافة على مساحة واسعة من أراضي حمص في بلدة المشرفة باتجاه منطقة المخرم وجبّ الجراح ومحيطها ويصل إلى منطقة السلمية بريف حماه.
وأكد عدد من الذين يعملون في قطاف القبارعلى أنهم يعملون في جمع ثمرة القبار والبراعم الزهرية في الصباح الباكر وفي المساء حيث يخرجون يومياً إلى الأراضي وعلى جوانب الطرقات حيث ينمو القبار، فيبدأون بالعمل منذ الخامسة صباحاً لمدة ثلاث ساعات ومثلها عند المساء ليجنون أكبر كمية ممكنة من البراعم وويبيعونها إلى مراكز التجميع”.
وأضافوا: “يستطيع الفرد جني كيلو غرام إلى ثلاثة في اليوم الواحد وهذا مايؤمن للعائلات دخلاً مساعداً في هذه الظروف القاسية، ويقدّر ثمن الثمرة حسب حجمها، حيث تفرز إلى ثلاثة أنواع يوجد نوع صغير وهو الأجود والكبير يكون أقل سعراً” وتحتاج عملية القطاف إلى الصّبر والعمل ساعات طويلة ، فالبراعم تجنى بصعوبة كل حبة يتم قطفها محاطة بالأشواك التي تنفد إلى الأيدي من فوق القفازات وفي المقابل يقوم التجار بتصدير نبات القبار capparis spinosa إلى دول أوروبا والخليج العربي، خاصة بعد أن أثبتت الأبحاث خصوصيته الدوائية .
ريا محمود”مهندسة زراعية” بينت أن ثمار القبار أو الشفلح سواء الزهور غير المتفتحة، أو الأجزاء الأخرى التي تنمو فوق الأرض تستخدم في العلاجات للعديد من الحالات الصحية بسبب غناها بمضادات الأكسدة وأشهرها مركب كيرسيتين (Quercetin)، الذي يعد مركباً فعالاً في الوقاية من الجذور الحرة وحماية الخلايا وأغشيتها من التلف، وبالتالي قد يساعد في الوقاية من السرطان والأمراض الجلدية، كما أكد الدكتور مجدي أبو سيف أنه يساعد في الحماية من الحساسية الموسمية لاحتوائها على المركبات المضادة للهيستامين، بالإضافة إلى الوقاية من الأنيميا التي تساهم في علاج فقر الدم، وذلك بسبب احتوائها على كمية عالية من الحديد الذي يشجع على تكوين الهيموغلوبين المسؤول عن نقل الأكسجين إلى الخلايا المختلفة في الجسم، كما أنها تحتوي على نسبة عالية من فيتامين C وB وK التي تعمل على تحسين صحة العظام والحفاظ على صحة الكبد والجلد وفي بعض الصناعات الدوائية ومستحضرات التجميل إلى جانب الاستعمالات الأخرى الغذائية “المخللات ” التي تعتبر الأغلى ثمناً عالمياً وبإعداد بعض أنواع السلطات، والباستا، والبيتزا، وغيرها من الأطباق، كما أن بعض الدول تستخدم أوراقه في تحضير السلطة، مثل اليونانيين، بحسب تعبيرها.