مجلة البعث الأسبوعية

دعم الصناعات اليدوية ضرورة معيشية في ظل الظروف الراهنة

 

 البعث الأسبوعية  – مروان حويجة

لا يمكن التقليل مطلقاً من شأن وأهمية الصناعات اليدوية  ،ولاسيما في يومنا الراهن الذي يشهد ظروفاً معيشية صعبة تجعل من هذه المشروعات المحدودة الحجم والتكلفة والأدوات مورد عيش للأسرة ومصدر رزق لها ، وبالتالي تغدو مشروعات نباتات الزينة والتصنيع الغذائي اليدوي والحفر على الخشب وزراعة أسطح المنازل والحدائق المنزلية وغيرها مشروعات حقيقية بكل معنى الكلمة وهذا يستوجب الحفاظ على هذه المهن وتأمين الدعم لها وتشجيع مزاوليها .

مصطفى بدوي – صاحب  حرفة تصنيع أعمال خشبية : أعمل بتصنيع أعمال خشبية تراثية وتحف وشرقيات وهذه الحرفة ورثتها عن والدي ، وأعرضها في محلّي لتسويقها كونها المصدر الوحيد للرزق والعيش ، وقد باتت تكاليفها عالية  من حيث المادة الأولية مع حساب المحلّ ومتطلباته من كهرباء وماء وضريبة ورسوم وغيرها ، وأشارك في المعارض التي تتم دعوتي إليها للترويج لهذه المنتجات كونها أعمالاً تراثية تتطلب الخبرة والمهارة و الكثير من الوقت والجهد وطول البال .

الحرفي المصمّم رؤوف بيطار قال :  أعمل في دراسة وتصميم الأدوات الطبّية الخشبية للنهايات العصبية لكل أعضاء الجسم إضافة إلى ابتكار صناعة اللوحات الفسيفسائية من الخشب بأنواعها بدلاً من اللوحات الحجرية ، واستحضار شخصيات تاريخية من خلال ١٩٠ لوحة إضافة إلى صناعة لوحات فسيفسائية لمولّدات الطاقة ، ومع ذلك فإنّ القسم الأكبر من هذه التصاميم لا تزال محفوظة ومكدّسة ، ولذلك من الضروري دعم مثل هذه الحرف والأعمال المجهدة والمكلفة من خلال تأمين العرض العلمي لها قبل التجاري الذي سيأتي حكماً كحصيلة ونتيجة للعرض العملي وأيضاً إطلاع طلبة المدارس والجامعات على الأعمال والتصاميم النوعية المتقنة وضرورة توفير المواد الأولية والمستلزمات الإنتاجية بكلفة أقل وبأسعار مناسبة وتوفير الفرص التي تحقق تبادل الخبرات والمعارف والمهارات على المستويين المحلي والخارجي .

 

أمل الحسين – حرفة تصنيع يدوي  قالت : أقوم بتصنيع منتجات متعددة و جميعها صناعة يدوية كاستخدام ورق الشجر والقنّب والخرز، وأتعامل مع  منتجات الخيش ،والصدفيات وأشياء مرتبطة بالبحر والأرض ، وأعتمد على تسويق وتصريف هذه المنتجات للحصول على مردود ، وهذا مشروعي في الحياة ، وبرغم جمالية ما أنتجه وأصنّعه إلّا أنّ هذا العمل يحتاج الوقت والتعب والتكلفة، ولذلك أتمنى أن تحظى هذه المهن والحرف المرتبطة بالتراث وبحياة المشتغلين فيها باهتمام الجهات المعنية وإيجاد صيغة دعم تكفل استمراريتها وتعود بالنفع علينا وتخفف من أعباء مزاولتها .

آمنة رستم قالت: إنا مهندسة زراعية وقد وظّفت دراستي واختصاصي وخبرتي في زراعة سطح البناء بنباتات الصبّاريات والعصاريات ،لافتة إلى فوائدها الكثيرة المتنوعة وتأمل أن تلقى مثل هذه المشروعات كل الدعم لأنها مشروعات أسرية أو منزلية ويمكن أن يتشارك فيه أفراد الأسرة لأن التعامل مع النبات واحتياجاته يتطلب جهداً جماعياً تشاركياً ، وتطلب إدراج هذه الفكرة الإنتاجية ضمن خطة دعم تمكن أوسع الشرائح من مزاولتها لما لها من أهمية اقتصادية وجمالية واجتماعية بآنٍ معاً .

 

ولدى سؤال مديرة فرع هيئة تنمية المشروعات في اللاذقية كنانة عدره أوضحت أن للهيئة دور هام في التشجيع على إقامة المشروعات التشغيلية الصغيرة ومتناهية الصغر ودليل ذلك أنّ هناك عدداً متزايداً من أصحاب مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر هم ممن تدرّب في الدورات التي أقامها فرع الهيئة باختصاصات عديدة مختلفة مكّنت الشباب  المشاركين من اكتساب مهارات واختصاصات مهنية في العديد من المجالات ، ولم يتوقف دور الهيئة عند حدود تدريب الباحثين عن فرص عمل وصقل خبراتهم وتأهيلهم بل إلى مساعدتهم في الترويج لأعمالهم ومنتجاتهم وتصاميمهم من خلال المعارض العديدة التي تحرص الهيئة على المشاركة فيها ،وأيضاً العمل على وضع دليل تعريفي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر حيث يكون هذا الدليل لغة مشتركة ما بين مختلف الجهات التي تريد العمل ضمن هذا القطاع ،و الاتفاق مع المصارف التي ترغب بإصدار منتجات تمويلية تخدم قطاع المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر مع أولوية التركيز على تقديم المنتجات في المعارض بوصفها مساحة هامة تتيح  للمشاركين المتدربين المنتجين من طرح منتجاتهم ومشغولاتهم ونتاجاتهم أمام الزائر والمستهلك حيث يتسنى للمتدرب  عرض منتجه من مستحضرات ومنتجات قماشية ويدوية بشكل مباشر أمام المستهلك .

وتؤكد رئيسة لجنة المرأة العاملة في اتحاد عمال اللاذقية ليلى اسبر  على الأهمية الكبيرة لتدريب المرأة وإكسابها مهارات بعد إتباعها دورات تدريبية نوعية وهذا بحد ذاته يشكّل رافداً حقيقياً داعماً للمرأة والأسرة ضمن مشروع دعم اقتصاديات الأسرة العاملة الذي يلقى كل الدعم والاهتمام من الاتحاد العام لنقابات العمّال  .

المهندس سومر مريم مدير محمية الفرنلق الطبيعية أوضح أنّ منتجات المحمية الغذائية والطبيّة والطبيعية تستقطب طاقة تشغيلية داعمة للأسرة الريفية في مفاصل ووحدات العمل  بشكل عام ، ويتم تسويق المنتجات  ضمن منافذ تابعة لمشروع المحمية التي تستقطب الأيدي العاملة في المجتمع المحلي المجاور للمحمية من خلال عدة وحدات عديدة  منها وحدة التنمية المستدامة التي تعنى بشؤون المجتمع المحلي بشكل أساسي وتدعم التنمية المستدامة والمنتجات الطبيعية للمحمية وتصنيعها وتسويقها من خلال عدة منافذ تمّ إحداثها لتقديم المنتجات الطبيعية  بالجودة العالية وأهم ما يميزها أنها منتجات طبيعية تماماً .