“مركز الدراسات الاستراتيجي والتدريب الصحي” يتطلع لتطوير النظام الطبي وتحسين جودة الخدمات
دمشق – حياة عيسى
انطلاقاً من ربط التدريب الصحي بالمسار الوظيفي، انطلقت رؤية مركز الدراسات الاستراتيجية لتقديم خدمة متكاملة مبنية على الاحتياجات الحقيقية للقطاع، وتتماشى مع التطورات العلمية الصحية من جهة، وطرق التدريب الحديثة، وذلك بهدف تنمية المهارات القيادية وتأهيل الأطر البشرية في مجال إدارة النظم الصحية والمشافي واقتصاديات الصحة والصحة العامة.
مديرة مركز الدراسات الإستراتيجية والتدريب الصحي التابع لوزارة الصحة، الدكتورة رشا محمد، بيّنت في حديث لـ”البعث” أن الرؤية التي تبناها المركز جاءت لتصبّ في إطار المساهمة في تطوير النظام الصحي وتحسين جودة الخدمات الصحية والكفاءة الاقتصادية وتطوير الكوادر والخبرات العاملة في المؤسّسات والقطاعات العاملة في الحقل الصحي، بالإضافة للقيام بالبحوث والدراسات الصحية المختلفة ليصار إلى تحسين جودة الخدمات الصحية والحالة الصحية للمواطن، ولتنسجم مع السياسة العامة التي تبنّتها الدولة في مشروع الإصلاح الإداري وتتلاءم مع أهداف وزارة الصحة من تحديث وتطوير القطاع الصحي من خلال دراسة الاحتياجات التدريبية في القطاع الصحي، وتصميم وتنفيذ برامج تدريبية متعدّدة المستويات والتخصصات في مجال الصحة العامة واقتصاديات الصحة وإدارة النظم الصحية والمشافي، وإعداد المدرّبين الصحيين من خلال برنامج تدريبي 60-75 ساعة ومتابعة مستمرة بعد البرنامج، إضافة إلى إجراء بحوث ودراسات علمية تطبيقية في المجالات المختلفة للقطاع الصحي، وإعداد الباحثين الصحيين من خلال برنامج تدريبي 75 ساعة، وتقديم استشارات علمية وبحثية لقطاع الصحة، ونشر الوعي وثقافة السلوك الصحي بطرق إبداعية، من خلال تفعيل المكونات الأساسية للنظام الصحي بالاستخدام الأمثل للمعرفة العلمية والصحية (اقتصاد المعرفة) والموارد المتوفرة والمشاركة الفعالة للمجتمع، وبالتالي إلى تحقيق العدالة في التقديم والتوزيع للخدمات الصحية.
وتابعت محمد أن البرنامج التدريبي لاختصاص إدارة النظم الصحية والمشافي يهدف إلى تزويد القطاع بالقادة والمدراء والعاملين المؤهلين لإدارة منشآت الرعاية الصحية بكفاءة وفعالية، وتعزيز معارف وقدرات الخريجين لمواجهة التحديات التي تواجه القطاع الصحي محلياً، وتعزيز الطب الوقائي وتنمية المهارات البحثية لتطوير الخدمات الصحية بما يتناسب مع المستجدات الوبائية.
وفي بداية الدراسة – حسب الدكتورة محمد – بيّنت أنه يتمّ تأهيل المقيمين وتزويدهم بنوعين من المهارات، المهارات الحاسوبية، حيث يتمّ التدريب على البرامج الأساسية وطريقة استخدامها وتوظيفها في المجالات الصحية، وطرق البحث عن المعلومات الصحية وكيفية الاستفادة من المواقع العلمية الموثوقة، والمهارات الشخصية وفيها يتمّ تنمية المهارات الحياتية اللازمة خلال دراستهم ولاحقاً خلال عملهم ضمن القطاع الصحي، وأهمها المهارات الإدارية والعمل ضمن فريق وحلّ النزاعات وإدارة الضغوط وإدارة التفاوض وإدارة الوقت، بالإضافة إلى مهارات العرض والإلقاء التي يجري التدرّب عليها من خلال تقديم عروض فردية وجماعية حول مواضيع صحية واجتماعية مختلفة، علماً أن هناك تطلعاً لبناء علاقات وشراكات مع الجامعات ومراكز التدريب والدراسات في الوزارات الأخرى وفي القطاع الخاص، بالإضافة إلى إمكانية عقد شراكات مع جامعات ومراكز تدريب وبحث علمي دولية أو إقليمية، ولاسيما أن البعد الاستراتيجي هو أهم ما يميّز المركز عن باقي المؤسسات العلمية والأكاديمية والوطنية والإقليمية العاملة في المجال الصحي، وذلك لكون هذا المركز ضرورة وحاجة وطنية لإدارة ومواكبة مسيرة الإصلاح والتطوير في كلّ القطاعات بالطرق العلمية والبحثية المنهجية والاستراتيجية.