المدربون والإداريون هم “وقود الشغب”.. والعقوبات والحلول عند إدارات الأندية
ناصر النجار
الملاحظ في الفترة الأخيرة أن العقوبات التي تصدرها لجنة الانضباط والأخلاق في اتحاد الكرة انحصرت بالمدرّبين والإداريين أكثر من اللاعبين، مع عقوبات تبدو قليلة بحقّ الجمهور، ورغم منع الجماهير من الحضور إلا أن المقرّبين لم يستجيبوا لقرار المنع، فباتوا رواد الملاعب في كلّ الأحوال رغم كل القرارات.
شكلُ العقوبات يلفت النظر في شيئين اثنين، أولهما: أن من يقوم بالشغب في الأندية هم الأشخاص المقربون من الإدارات، ولما كان الحضور ممنوعاً فإن الخواص يحضرون بصفات متعدّدة من خلال الوظائف أو التبعية أو لنقل المقربين من النادي، وهؤلاء هم وقود الشغب، وهذا حدث في أكثر من مباراة ولا داعي لذكر الأسماء والأمثلة.
ثانيهما: المدرّبون والإداريون من المفترض أن يكونوا قدوة لغيرهم من اللاعبين والجمهور، لا أن يكونوا نموذجاً للخروج عن الأخلاق الرياضية، وعقوبات المدرّبين والإداريين تأتي نتيجة اتباع السلوك الشائن تجاه هيئة التحكيم أو الفريق المنافس، والحلّ هنا بيد إدارات الأندية من خلال فرض أقسى العقوبات على مدرّبيها والإداريين وأي شخص له صفة بالنادي يرتكب مخالفة ويتعرض لعقوبة، من أجل تكريس الأخلاق الرياضية كمبدأ يجب أن يسري في كلّ البطولات والمسابقات بغضّ النظر عما يحدث فيها من ظلم تحكيمي وغيره، وفرض أشدّ العقوبات على هؤلاء المخالفين لأنهم يسيئون إلى النادي ويجرّونه إلى العقوبات والغرامات.
اللاعبون هذا الموسم كانوا أكثر التزاماً من غيرهم، ولم نجد البطاقات الحمراء تلون الدوريات المختلفة بل كانت خفيفة وأغلبها نتيجة إنذارين وهو أمر مبشّر بالخير نتمنى استمراره.
أخيراً نذكّر بالعقوبات الأخيرة التي أصدرتها لجنة الانضباط والأخلاق في اجتماعها الدوري الأخير نتيجة المخالفات المرتكبة بمباريات الدوري للدرجات والفئات المختلفة استناداً إلى تقارير الحكام والمراقبين، والعقوبة الأهم فرضتها اللجنة على مدرّب رجال حطين محمد شديد بلقاء فريقه مع أهلي حلب حين قام بالبصق غير المباشر على الحكام وشتمهم بعد خسارة فريقه أمام أهلي حلب، والعقوبة كانت بالتوقيف ثلاث مباريات وغرامة خمسمئة ألف ليرة.
وعاقبت اللجنة لاعب رجال جبلة حميد ميدو بالتوقيف ثلاث مباريات وغرامة خمسمئة ألف ليرة للكمه لاعباً من فريق الجيش وشتمه، وفرضت اللجنة العقوبة ذاتها على إداري فريق النبك محمد حاج حسين لشتمه الحكام بكلمات لا تمتّ إلى الأخلاق الرياضية بصلة، وبسبب نزول جمهور فريق العربي إلى أرض الملعب ومحاولة التهجم على الحكم بعد لقاء فريق الشباب مع فريق شباب الشرطة فرضت اللجنة غرامة على النادي العربي مقدارها ثلاثمئة ألف ليرة سورية.