النباتات الطبية والعطرية.. انخفاض في تكاليف الإنتاج وتشجيع على التوسع بزراعتها
دمشق- ميس خليل
تعدّ زراعة النباتات الطبية والعطرية في سورية من الزراعات المربحة لانخفاض تكاليف إنتاجها، وارتفاع أسعارها التسويقية في السوق المحلية أو التصديرية، وهي بالتالي صيدلية طبيعية وثروة وطنية تدعم الاقتصاد الوطني.
مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة المهندس أحمد حيدر أوضح لـ “البعث” أن النباتات الطبية والعطرية تعتبر من المحاصيل الممتازة لمحاصيل الموسم القادم في الدورة الزراعية من حيث الخصوبة وقضائها على الأعشاب الضارة، فهي منافس قوي لهذه الأعشاب، بالإضافة إلى أنها نباتات عمرها الحيوي قصير بالنسبة للمحاصيل الأخرى، أي أن المزارع يستطيع أن يستغل أرضه ويزرع محصولاً آخر بعد حصاد هذه المحاصيل، كما وتعتبر تكاليف إنتاجها منخفضة قياساً للمحاصيل الأخرى وهي ذات ريعية اقتصادية على المستوى المحلي بالنسبة للمزارعين والسوق المحلية، وأيضاً ذات ريعية اقتصادية تسويقية جيدة للدخل الوطني عند تصديرها، ويمكن الاستفادة أكثر منها عند تصنيعها محلياً إضافة للقيمة المضافة لها عند تصديرها.
وذكر حيدر أنه بالنسبة للكمون المخطط لهذا العام 41891 هكتاراً والمنفذ 32342 هكتاراً، أما اليانسون فالمخطط 5127، والمنفذ 2226، حبة البركة المخطط 8074 والمنفذ 5491، كزبرة المخطط 12792 والمنفذ 13275، أنواع أخرى (شمرة وزعتر وحلبة ونعنع ودرة دمشقية) المخطط 608 والمنفذ 220 .
وبحسب حيدر فإن وزارة الزراعة وصلت إلى نسبة 78% من إجمالي المساحات المزروعة بتلك المحاصيل، فالمخطط 68517 هكتاراً والمنفذ 53554 هكتاراً، كما تصدّرت محافظة حلب إجمالي المساحات المزروعة المنفذة من النباتات العطرية والطبية بمساحة ٢٢٠٨٨ هكتاراً تليها محافظة الحسكة بمساحة ١٣٢٠٠ هكتار.
وبيّن حيدر أن وزارة الزراعة تقوم بدعم تلك المحاصيل من خلال إدخالها في جدول الاحتياج الصادر عن المصرف الزراعي التعاوني للاستفادة من القروض الميسرة، وتعمل حالياً على استفادة هذه المحاصيل من صندوق الدعم الزراعي، وبدأت الوزارة منذ العام السابق بعقد مؤتمرات تخصصية للتوسع بزراعة وتصنيع وتسويق النباتات الطبية والعطرية لأهميتها الاقتصادية والعمل على تفعيل توصيات المؤتمر مع الجهات الأخرى المعنية لتطوير هذه الزراعات.
ويقبل الفلاحون على زراعة النباتات العطرية والطبية لأسباب عدة منها، كما أشار مدير الإنتاج النباتي، أن السعر التسويقي لها مرتفع بالمقارنة مع المحاصيل الأخرى، ووجود أسواق محلية وتصديرية لها، بالإضافة إلى قصر عمرها الفيزيولوجي أي فترة إشغالها للأرض أقل من المحاصيل الحقلية الأخرى، وبالتالي استثمار الأرض بزراعتها بمحصول آخر خلال الموسم الزراعي الواحد، في حين أن متطلباتها المائية منخفضة وتكاد بعض المحاصيل الطبية والعطرية منها تكون بعلية وبالتالي التخفيف من تكلفة المحروقات والأيدي العاملة، كما أن متطلبات الخدمة فيها أقل من المحاصيل الأخرى وبالتالي انخفاض كلفة إنتاجها، والأهم من ذلك طول فترة تخزينها للاستفادة من عمليات العرض والطلب وسهولة تخزينها، وكلّ هذه الأسباب لعبت دوراً مهماً في تشجيع الفلاحين على زراعتها.