تغير المناخ.. أزمة مناخية أم سياسية؟
إعداد: هيفاء علي
وافقت الأمم المتحدة مؤخراً على التقرير السادس للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى تقديم الحقائق لتوضيح أنه لم يتبق سوى القليل من الوقت للعالم للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، مقارنةً بما كانت عليه قبل عصر الصناعة، بمعنى أن هذه هي الفرصة الأخيرة للبشرية، اذ يقول 60٪ من الشباب إنهم “قلقون للغاية” بشأن تغير المناخ، بل إنهم يعتبرون مستقبلهم “مخيفاً” لدرجة أن 40٪ منهم يعلنون أنهم “لا يريدون إنجاب طفل خوفاً من تغير المناخ”.
وبحسب خبراء وعلماء المناخ، يجب أن تقود هذه الكارثة إلى التساؤل عما تنشره وسائل الإعلام المدعومة فيما يتعلق بالمناخ، والحديث هنا عن حالة الطوارئ والاحتباس الحراري، حيث قيل إن المتخصصين في هذا المجال يتفقون على نفس الرأي. ومع ذلك، من الواضح أن المناقشات العامة حول هذه القضية نادرة، اذ يبدو أن مؤيدي الاحترار العالمي بسبب النشاط البشري فقط لهم الحق في التحدث.
إن إقصاء الباحثين عن الخلاف يمنع أي نقاش موضوعي، وبمجرد أن يتساءل المرء عن الموضوع يعاود ظهور تعبير نظرية المؤامرة، لكن في هذا الصدد من المهم تذكر كلمات عالم الاجتماع إدغار موران: “أي اعتراض على بيان رسمي أو اعتقاد واسع الانتشار يمكن اعتباره تآمرياً. في الواقع لا يتفق جميع الخبراء في هذا المجال مع هذا التأكيد على ظاهرة الاحتباس الحراري، ولكن أولئك الذين يشككون في الخطاب الرسمي غير مرئيين، وحتى في هذه الحالة، من المحتمل أن يكونوا أكثر عدداً إذا لم تكن هناك تهديدات لحياتهم المهنية أو لتمويلهم إذا تجرأوا على التحدث علانية، مع ملاحظة أن العديد من خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ليسوا علماء”.
فما الذي يجب التفكير فيه حينما يؤكد عالم المناخ الفرنسي مارسيل ليرو، من جانبه، أن هناك مناطق تزداد دفئاً وأخرى تزداد برودة، ولا أحد يعلم ما إذا كانت الأرض تزداد دفئاً؟ ومع ذلك، حسب قوله، فإن القول بأن التغير المناخي ناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري هو أمر جديد، ذلك أن الأسباب معروفة، فهو ناتج عن “دورات ميلانكوفيتش”، وهي الدورات الفلكية التي تولد تغيرات دورية في مناخ الأرض، والتغيرات في النشاط الشمسي التي قد تؤدي إلى الاحتباس الحراري للنظام الشمسي، والمغناطيسية الأرضية، والإشعاع الكوني، والبراكين.
وعلى عكس الرأي السائد، فإن ارتفاع درجات الحرارة، بسبب “دورات ميلانكوفيتش”، هو الذي يتسبب في زيادة تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وهذا يرجع إلى حقيقة أنه إذا ارتفعت درجة حرارة المحيط، فإنه يطلق ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي يزيد تركيز الغلاف الجوي، وهذا هو تطبيق “قانون هنري” على قابلية ذوبان الغازات في الماء وليس العكس.
إذاً.. كيف يمكن لمعدل ثاني أكسيد الكربون، الذي يتبع ارتفاع درجة الحرارة، أن يفسر ارتفاع درجة الحرارة؟ يقول الفائز الأخير بجائزة نوبل في الفيزياء (2022)، جون كلوزر: “لا توجد أزمة مناخية”. ووفقا له، فإن درجات الحرارة العالمية عند مستواها في عام 1998، وهذا ما أكده العلماء الذين قاموا بتحليل لب الجليد في القارة القطبية الجنوبية وأظهروا أنه كان، على سبيل المثال، أكثر دفئاً في عام 1000 مما هو عليه اليوم. وأشاروا إلى أن أدنى درجات الحرارة حدثت حوالي عام 1875 عندما بدأت سجلات الطقس ودرجة الحرارة، وهو ما يفسر سبب ظهور الارتفاع غير الطبيعي بالنسبة للعلماء.
درجات الحرارة الحالية مرتفعة بالتأكيد، ولكنها جزء من “الدورات العادية” لارتفاع درجات الحرارة، ثم انخفاضها. لذلك ربما يكون الارتفاع الحالي قد تسارع بسبب النشاط البشري. والسؤال الملح هو هل يجب أن تشعر البشرية بالذعر؟ يعترف الرئيس التنفيذي السابق لمنظمة “السلام الأخضر”، باتريك ألبرت مور، بأن تغير المناخ يعمل على تخويف الناس والسيطرة عليهم. وعليه يتساءل علماء المناخ، هل قضية تغير المناخ مناخية حقاً أم سياسية، وبذريعة أزمة المناخ المزعومة هل يستعد العالم لدخول مجتمع السيطرة؟