نقابة المهندسين تدعو لتحسين الواقع المعيشي لإيقاف هجرة الكوادر الهندسية
دمشق- وفاء سلمان
مطالب عدة كانت حاضرة في المؤتمر العام الخامس والأربعين لنقابة المهندسين، حيث طالب المهندسون برفع مستوى مهنة الهندسة المدنية وتطويرها لكي تواكب التطورات العالمية، فالمهندسون السوريون قاموا بالبناء في كلّ دول العالم، ومعظم المهندسين والجدد منهم يصدرون دراسات لدول الخليج لأهم المشاريع، لكن المشكلة الأساسية برأيهم ليست بالمراتب الهندسية إنما بدخلهم المحدود، حيث أكدوا ضرورة رفع السوية المعيشية للمهندسين من خلال رفع مبالغ التعويضات التي تُعطى لهم من (طبيعة عمل، اختصاصات، رواتب تقاعدية، ضمان اجتماعي.. وغيرها)، بالإضافة لنقل مسؤولية التدعيم من الدارس للداعم، كما طالبوا بتأهيل وتوثيق اختصاص هندسة البترول داخل النقابة واعتباره مستقلاً عن الميكانيك، واقتراح التشدّد في مناقشة المشاريع الافتراضية، فإعدادها خلال فترة لا تتعدى الثلاثة أشهر غير كافٍ لتحديد الخبرة.
غياث قطيني نقيب المهندسين لم ينكر الواقع المعيشي الصعب، وخاصة مع قلة الاستثمارات والمشاريع، حيث اتفق مع ما طُرح في المؤتمر لناحية ما تمّ توضيحه عن الحالة المعيشية للمهندسين، وخطورة ذلك لجهة هجرة الخبرات وإفراغ المؤسسات الخدمية والإنتاجية من الكوادر الضرورية، لافتاً إلى أن ما يجري يستدعي تدخلاً سريعاً قبل فوات الأوان لإعادة الأمور إلى نصابها، وتأمين مناخات ملائمة ودخول لتحقيق أبسط متطلبات الحياة، وذلك للحفاظ على ما تبقى من هذه الخبرات.
أما ما يتعلق بدور النقابة في المجلس ومجلس إدارة خزانة التقاعد، فقد بيّن قطيني أنه لا يتمّ ادخار جهد لتطوير واقع العمل الهندسي والنهوض به، ويتجلّى ذلك في تطوير وزيادة خبرات المهندسين من خلال الدورات وتحديث الأنظمة النقابية واستصدار الكودات الهندسية لمختلف الاختصاصات وتحديثها، والتعاون مع الجامعات لإيصال كل جديد إلى المهندسين في ميادين العمل لتعزيز قدراتهم وإمكاناتهم العلمية لتحسين جودة الأعمال، سواء في الدراسة أو التنفيذ.
وأشار قطيني إلى أن الاهتمام بالمهندسين المتقاعدين لا يقلّ عن المهندسين في ميادين عملهم، فتحسين وضعهم المعيشي وزيادة الراتب التقاعدي يبقى الشغل الشاغل في خزانة التقاعد، على الرغم من الظروف الصعبة غير المواتية للاستثمار والتنفيذ، فقد تمّ تحقيق خطوات كبيرة على أمل أن تؤتي ثمارها في الوقت القريب، فالمشاريع التي كانت في مراحلها التأشيرية يجري العمل لإنجازها ووضعها في الاستثمار. وأضاف قطيني أن تحسين دخول المهندسين مرهون بشكل أساسي بتحسين الواقع العام، وأهم ما فيه زوال الحصار والعقوبات المفروضة على سورية، وإقلاع عجلة الإنتاج الزراعي والصناعي، وإعادة السيطرة على منابع النفط وباقي الثروات، ولن يكون ذلك ناجحاً وفعالاً ما لم يقترن بالضرب على أيدي الفاسدين الذين يعبثون بمقدرات هذا البلد، ولا بدّ من الإشارة هنا إلى بوادر الانفراج التي بدأت من خلال العودة إلى الجامعة العربية.
من جهته، خليل جديد، رئيس فرع حمص لنقابة المهندسين، بيّن في حديث لـ “البعث” أن العامل المعيشي متدنٍ جداً ولا يحقق مكانة مرموقة تتناسب مع الاسم الذي يحمله المهندس، إذ يجب زيادة تعويض طبيعة العمل وتطوير سلسلة الرواتب إلى حدّ معقول أسوة ببعض المهن الأخرى، سواء أكانوا قضاة أم جهازاً مركزياً أو رقابة مالية، فطبيعة عمل المهندس تحمّله مسؤولية خطيرة ومن حقه طبيعة عمل متناسبة مع جهده المبذول، ومن الاقتراحات المضافة لخطة العمل، الاهتمام بالجانب العلمي والأكاديمي للمهندسين وتطويرهم أكاديمياً بشكل أكبر، وتحديد مستويات لتصنيف المهندسين، فهو موجود في كلّ دول العالم، مع الإشارة لوجود مراتب هندسية ولكن حتى من يكونوا في المرتبة نفسها ليسوا بسوية واحدة، لذلك يجب إيجاد نظام تصنيف محدّد بالإضافة لتطوير العمل الهندسي من الناحية العلمية والأكاديمية.
وعرج جديد على أهمية عمل المؤتمرات لأنها تحمل نقاشات بمواضيع عدة تتوصل لجهد فكري مشترك يطور العمل الهندسي، وذلك في أي مجال من مجالات الحياة من خلال اللقاءات الموسعة لأصحاب المهنة الواحدة ليتمّ الخروج بنتائج إيجابية تساهم في تطوير تلك المهنة.