فريق الوثبة يفرّط بلقب الدوري للموسم الثالث بسبب افتقاده لشخصية البطل
حمص- نزار جمول
يبدو أن قدر فريق الوثبة بات المنافسة على بطولة الدوري دون الوصول إلى شرف التتويج بأول لقب له، فمنذ ثلاثة مواسم وصولاً لهذا الموسم صارعت الكرة الوثباوية لمقارعة كلّ فرق الدوري، حتى أن فريقها الأول تصدّر في كل موسم لعدة جولات متتالية، وأنهى مرحلة الذهاب في هذا الموسم متصدراً لكنه كما الموسمين السابقين فرّط بالصدارة وحتى المنافسة قبل نهاية الدوري بعدة مراحل، وتبدو الأسباب متعدّدة، أولها أن النادي “كروياً” لم يستطع امتلاك شخصية البطل التي تستوجب وجود مقومات يأتي على رأسها الاستقرار الفني، بدءاً من اللاعبين وصولاً للجهاز الفني، ففي الموسمين الماضيين وهذا الموسم تبدل حال الفريق مراراً وتكراراً، فلم تستطع إدارة النادي المحافظة على دعائم الفريق القوية، كما أنها استسلمت للتدخلات في الفريق والتي أدّت لتغيير عدة مدربين في كل موسم من المواسم الثلاثة، وهذا الأمر وضع الفريق في ميزان مختل كان من المؤكد ابتعاده عن المنافسة على اللقب.
“البعث” استطلعت رأيين من كوادر النادي الكروية، أولهم مدرّب الفريق السابق الذي أحرز مع الفريق لقب بطولة كأس الجمهورية عام 2019 الكابتن رافع خليل، حيث أكد أنه ليس من المقبول أن يهرب الدوري بعد الصدارة لثلاثة مواسم متتالية، مشيراً إلى أن سوء العمل الإداري في النادي كان أحد أهم الأسباب في فشل الفريق بالمحافظة على الصدارة.
واعتبر خليل أن قدوم المدرّب فراس معسعس كان له وقع إيجابي على الفريق، فقبل قدومه ومع رحيل معظم نجوم الفريق توقع الجميع أن يكون مركز الفريق في وسط لائحة الدوري، لكن المعسعس استطاع أن يوظف إمكانيات اللاعبين بالشكل الصحيح وأنهى مرحلة الذهاب بالصدارة دون أية خسارة، فجاء تبديله في وقت حرج وغير مفهوم وهذا خلل إداري واضح بالاستماع لآراء متعددة متباينة، موضحاً أن أي فريق لا يمكنه إحراز بطولة الدوري إلا بالتماسك ما بين العمل الإداري والفني والجماهيري، فيجب تكاتف الجهود ونسيان كل المصالح لأن الوثبة واسمه هو الأهم.
وفي الجهة الأخرى يرى نجم الوثبة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى عبد الحليم بيريني أن أية بطولة تحتاج لأسس ومقومات، وكل واحدة منها لها أسس بوجود إدارة متفهمة للعبة ومتطلباتها من أجهزة فنية خبيرة ومتمكنة لقيادة فرق النادي وعلى رأسها الفريق الأول إضافة لجمهور محب ومشجع ومحاسب ولاعبين جيدين فنياً ولائقين بدنياً ومنضبطين أخلاقياً والأهم طموحين للوصول للقمة، وتساءل بيريني ما هي النسبة التي يملكها فريق الوثبة من هذه الشروط، مؤكداً أن الوثبة يحتاج للكثير للوصول لهذه الشروط والمقومات لكي يحرز لقب بطولة الدوري.