الواقع المعيشي والهجرة يتسببان بارتفاع معدلات الطلاق
دمشق – رحاب رجب
ارتفعت معدلات الطلاق في الآونة الأخيرة وتزايدت انعكاساته وآثاره السلبية على الأسرة والمجتمع السوري، وخاصة الأطفال الذين يتحمّلون نتائج التفكك الأسري، كما هو واضح من خلال علاقاتهم مع أقرانهم ومحيطهم.
وبيّنت المرشدة التربوية شيرين سلوم أن المتضرّر الكبير من الطلاق هم الأطفال، إذ يفقدون الوظيفة التربوية مما يشعرهم بالنقص مقارنة مع أقرانهم الذين يعيشون مع والديهم، مما يؤثر سلباً أيضاً على مستواهم الدراسي وتظلّ عقدة الانفصال ملازمة لهم في حياتهم، فيخافون من الارتباط في سن الزواج خوفاً من الانفصال، وحتى إن ارتبطوا فإنهم في بعض الأحيان لا يفضّلون إنجاب الأطفال. ولفتت سلوم إلى أنه رغم الجهود التي تبذل على الصعيد التربوي أو في مجال الإرشاد للتخفيف من الآثار السلبية على الأطفال إلا أن التعويض عن حياة الأسرة ليس بالمهمة السهلة.
المحامي أيمن فوزي تحدث عن أسباب واقعات الطلاق والانفصال، واعتبر وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك) المسبّب الرئيسي في حصول الانفصال بين الأزواج. وأضاف أن الخيانات الزوجية ارتفعت بنسبة كبيرة بسبب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تسبّبت بدورها برفع نسبة الطلاق بشكل كبير.
ودعا فوزي إلى ضرورة تسخير مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة المجتمع والسمو به، لا في تدمير العلاقات الأُسرية وهدمها، وهناك أسباب أخرى للطلاق وازدياد نسبته، أهمها ارتفاع معدلات الفقر، الذي يؤثر على مستوى المعيشة، وبالتالي ظهور المشكلات بين الزوجين، كما أن عدم الانسجام الفكري والتفاهم بين الزوجين، هي أسباب أخرى قد تؤدي إلى الطلاق.
وتعتبر الهجرة أيضاً من الأسباب الجديدة للطلاق في المجتمع السوري، وفق حديث المحامي فوزي، حيث وثق عدداً كبيراً من حالات الطلاق بسبب رفض الزوجة للسفر، وهناك أمثلة لرجال سبقوا زوجاتهم وتغيّرت أحوالهم الاجتماعية والاقتصادية، ما دفع بهم إلى الطلاق والزواج مباشرة من أجنبية.