رفض إطلاق “دقّة” لتلقّي العلاج.. الاحتلال يواصل سياسة إعدام الأسرى
الأرض المحتلة – تقارير:
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسة الإعدام الممنهج ضد الأسرى الفلسطينيين، فبعد استشهاد الأسير خضر عدنان في زنزانته، يبدو أن الأسير المصاب بالسرطان وليد دقة سيلاقي مصيره، إذ ترفض سلطات الاحتلال إطلاق سراحه لتلقّي العلاجات الطبية اللازمة، الأمر الذي دفع عشرات الفلسطينيين إلى المشاركة في وقفة بمدينة الرملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 إسناداً لدقة، مطالبين سلطات الاحتلال بإطلاق سراحه لتلقّي العلاجات الطبية اللازمة.
ورفع المشاركون في الوقفة التي دعت إليها عائلة الأسير والحركة الوطنية الأسيرة أمام معتقل الرملة لافتاتٍ تطالب بإطلاق سراح دقة، بينها (الحرية لوليد دقة) و(حق وليد تلقّي العلاجات).
واعتدى مستوطنون إسرائيليون على المشاركين في الوقفة، ووجّهوا لهم عباراتٍ عنصرية.
يشار إلى أن الأسير دقة المصاب بسرطان في النخاع الشوكي ينحدر من بلدة باقة الغربية الواقعة في منطقة المثلث بالأراضي المحتلة عام 1948، واعتقلته قوات الاحتلال منذ 25 آذار 1986، ورغم التدهور الشديد في صحّته ترفض الإفراج عنه.
وفي شأنٍ متصل، كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية عن تدهور الحالة الصحية لثلاثة أسرى في معتقلات الاحتلال نتيجة انتهاكاته القمعية بحقهم، وهم وليد مسالمة وأحمد صلاح وسامي جرادات.
وأوضحت الهيئة أن الأسير مسالمة 49 عاماً من بلدة بيت عوا في مدينة الخليل المحكوم بالسجن المؤبّد يواجه إهمالاً طبّياً متعمّداً ومماطلة في تقديم العلاج له، ولا سيما أنه يعاني منذ ثلاث سنوات من حصوة في الكلى وآلام في عضلة ساقه اليسرى.
ولفتت الهيئة إلى أن الأسير صلاح 52 عاماً من بيت لحم المحكوم بالسجن 21 مؤبداً و10 سنوات، يعاني من تليّف بالرئة والتهاب في القولون، بينما يشتكي الأسير جرادات 55 عاماً من بلدة السيلة الحارثية في جنين المحكوم بالسجن 21 مؤبداً و50 سنة من مشكلات في المسالك البولية وانسداد في مجرى البول.
وطالبت الهيئة المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان والصليب الأحمر بالقيام بدورها لإنقاذ حياة الأسرى ضحايا سياسة الإهمال الطبي المتعمّد بحقهم ومحاسبة مرتكبيها.
من جهة ثانية، أكدت الهيئة الإسلامية المسيحية أن تحويل الاحتلال الإسرائيلي قلعة القدس التي تقف شاهدة على التاريخ والحضارة العربية والإسلامية لمدينة القدس إلى متحف لروايته المزوّرة، يشكّل اعتداءً همجياً على تاريخ المدينة المقدسة وحضارتها.
وقالت الهيئة في بيان: إن قلعة القدس ومسجدها هما شاهدان تاريخيان وحضاريان على عروبة المدينة المقدسة، وتحويلهما إلى متحف وتهويدهما لا يعطي الاحتلال ولا روايته المزوّرة أيّ أحقية سياسية أو شرعية تاريخية في مدينة القدس، وستبقى القلعة عصيّة على التهويد وستظل على الدوام شاهداً على همجية الاحتلال وعدوانه المستمر على تاريخ المدينة المقدسة.
ودعت الهيئة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو” إلى تحمّل مسؤولياتها، وعدم الوقوف موقف المتفرّج إزاء ما تتعرّض له مدينة القدس من عدوان على هويتها وتراثها التاريخي والحضاري واتخاذ إجراءات فعّالة لوقف هذه الاعتداءات.
في الأثناء، أكّدت خارجية السلطة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل تنفيذ مخططاته لضمّ الضفة الغربية وتعميق نظام الفصل العنصري، مشيرةً إلى أن الشعب الفلسطيني ليس فقط ضحية للاحتلال، وإنما أيضاً ضحية لازدواجية المعايير الدولية، ولفشل المجتمع الدولي والأمم المتحدة في تطبيق القانون الدولي.
وشدّدت الخارجية في بيان، على أنها تواصل عملها لفضح جرائم قوات الاحتلال ومستوطنيه، باعتبارها انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي واستخفافاً بالشرعية الدولية، مطالبةً المدّعي العام للجنائية الدولية بالخروج عن صمته والالتزام بالميثاق المؤسس للمحكمة والأنظمة واللوائح التي تحكم عملها بعيداً عن سياسة الكيل بمكيالين، والإسراع بتوجيه مذكرات توقيف وجلب لجميع المسؤولين الإسرائيليين المتورّطين في الجرائم، وفي مقدّمتها الاستيطان.
وأشارت الخارجية إلى أن إعادة المستوطنين إلى مستوطنة “حومش” شمال الضفة وتوسيعها على حساب أراضي الفلسطينيين وإقامة بؤرة استيطانية جديدة في بلدة سبسطية شمال نابلس، تعني نشر المزيد من قواعد الإرهاب في الضفة بالتزامن مع التصعيد الحاصل في اعتداءات عصابات المستوطنين على الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومقدّساتهم، ما يستدعي تحرّكاً دولياً جدياً لإلزام الاحتلال بتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
ميدانياً، هاجم مستوطنون، منازل الفلسطينيين وأطلقوا النار تجاه الأهالي في بلدة جالود جنوبي نابلس، الأمر الذي أدّى إلى اندلاع مواجهات في المنطقة.
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمالي الضفة، غسان دغلس: إن مستوطنين هاجموا المنازل في المنطقة الشرقية من بلدة جالود، بحماية “جيش” الاحتلال، الأمر الذي أدّى إلى اندلاع مواجهات.
من جانبهم، تصدّى المقاومون الفلسطينيون في مخيّم نور شمس في مدينة طولكرم، لاقتحام قوات الاحتلال للمخيم بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة المحليّة الصنع، بينما قامت قوات الاحتلال باعتقال عدد من أهالي المخيم.
جاء ذلك في وقت اقتحمت فيه قوات الاحتلال عدة أحياء في قلقيلية وجنين ونابلس وبلدتي تل وعصيرة القبلية جنوبها.
كذلك كثفت قوات الاحتلال وجودها العسكري في قرى طورة وأم دار ويعبد جنوب جنين، وعرقلت حركة الفلسطينيين.
في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بعددٍ من الجرافات، وهدمت منشأة تجارية.
وفي قطاع غزة المحاصر، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم على الأطراف الشرقية للقطاع.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن 9 آليات عسكرية للاحتلال و14 جرافة توغلت شرق جباليا وشرق خان يونس جنوب القطاع، وجرّفت مساحاتٍ من الأراضي.