الدوري الممتاز لم يكن له من اسمه نصيب.. ولجنة الانضباط نقطة إيجابية
أُسدل الستارُ أمس على منافسات الدوري الكروي الممتاز في نسخته الحادية والخمسين بتتويج مستحق للفتوة باللقب، وهبوط فريقي المجد والجزيرة إلى مصاف الدرجة الأولى، لكن بعيداً عما حصل من نتائج فإن الأكيد أن المسابقة لم تكن بالشكل الأمثل لا فنياً ولا تنظيمياً ولا حتى انضباطياً.
حصد الفتوة للقب الثالث في تاريخ النادي جاء طبيعياً بالنظر إلى ما امتلكه الفريق من لاعبين مميزين في مختلف الخطوط، إضافة لإدارة وفرت كلّ مستلزمات النجاح، وخاصة من الناحية المالية، وربما كان الفوز باللقب ليتحقق بشكل أسهل لو توفر الاستقرار الفني منذ بداية الموسم.
أما بالنسبة لهبوط الجزيرة فكان مقدّراً منذ صعوده بعد أن وضعت إدارة النادي مجموعة من الشروط التعجيزية للمشاركة والتي لم يقدر اتحاد الكرة ومن خلفه الاتحاد الرياضي على توفيرها، لتكون النهاية أسرع من المنتظر وينسحب الفريق من الدوري بعد أن خاض سبع مباريات فقط، فيما كان وداع فريق المجد حزيناً بعد أن قدّم مستويات جيدة في رحلة الإياب، لكن جدول المباريات الصعب في آخر الدوري قلل فرص البقاء، وبالتالي تحققت قاعدة: (الصاعدان هما الهابطان) في الموسم التالي.
فنياً يمكن القول إن الموسم المنقضي يعدّ أحد أفقر المواسم من حيث المستوى الذي قدّمته كل الفرق دون استثناء، فطغى ضغط النقاط على المباريات وسيطر اللعب السلبي على أداء اللاعبين وسط غياب الاستقرار الفني عن كل الفرق التي بدل بعضها مدرّبه لأربع مرات!.
تنظيمياً لم تستقر روزنامة الدوري على حال لعدة أسباب، والبداية كانت مشاركات منتخبي الرجال والشباب في الاستحقاقات الخارجية، كما أن آثار الزلزال جعلت تأجيل المباريات حتمياً لفترة قاربت الشهرين ما حمّل الأندية تبعات مادية وفنية كثيرة وزاد من قتامة الصورة العامة للمسابقة.
ولعلّ الجانب الإيجابي شبه الوحيد كان في لجنة الانضباط التي انتخبتها الجمعية العمومية لاتحاد اللعبة، وساهمت بشكل كبير في السيطرة على مجريات المنافسات، ولجم حوادث الشطط عبر عقوبات كانت قاسية في بعض الأحيان ومحقة في كل القضايا، إلا أن الملاحظة الأبرز كانت تعرّض جميع الأندية للعقوبات ولمرات عديدة، ما يؤشر على غياب الوعي والالتزام عند أغلب الكوادر وانتفاء قواعد اللعب النظيف عند بعض اللاعبين.
خلاصة القول إن المسابقة بشكلها الحالي ليست وافية بالغرض ولن تستطيع أن تقدم الفائدة المرجوة منها، وخاصة على صعيد رفد المنتخب الوطني باللاعبين المميزين، فالدوري الضعيف فنياً والمشتّت تنظيمياً والسيئ انضباطياً لن يؤتي الثمار المرجوة بل سيكون مجرد مسابقة شكلية ضمن أجندة الاتحاد لا أكثر، والأمل أن تسهم قضية التراخيص وتوافر شروط الاحتراف التي سيفرضها اتحاد الكرة ابتداء من الموسم المقبل في تحسين الأوضاع وتلافي العديد من الثغرات التي باتت واضحة ومؤثرة على مستقبل اللعبة ككل.
المحرر الرياضي