صدمة عاطفية..!!
غسان فطوم
لم يعد الكثير من الاجتماعات والجلسات الوزارية محطّ اهتمام المواطن، فهي بنظره غير مغرية للمتابعة طالما يتمّ اعتماد الآلية نفسها في المناقشات والمعالجات التي يمكن اختصارها بـ “كلام كثير وفعل قليل”. لذا ليس من حقّ أعضاء الفريق الحكومي أن يعتبوا على المواطن، فهم لا يقدّمون ما يحتاجه ويريده ولو بالحدود الدنيا التي تضمن له العيش بكرامة، وبذلك يكون وزراء الحكومة قد كسروا القاعدة التي تقول “العتب على قدر المحبة”، ما يعني أن المواطن مصدوم عاطفياً، فلم يعد يشعر أن الحكومة تحبّه وتسعى لراحته، وخاصة ما يتعلّق بإصدار قرارات حنونة تنعش جيوبه وأحواله المعيشية الصعبة، فالرواتب ضعيفة والأسعار نارية، ولعلّ من يتابع التعليقات على أخبار مثل هذه الاجتماعات على صفحات التواصل الاجتماعي سيدرك تماماً هذه الحقيقة المرّة!
وللأسف، أصبح لدى المواطن ردّة فعل سلبية مسبقة، أو لنقل سلوك سلبي بخصوص ما ينتظره من وزارات حكومته، فالواضح أن هناك اهتزازاً أو شرخاً كبيراً في العلاقة وسّع الفجوة قياساً لمعطيات الواقع الصعب، فالثقة تُبنى بالأفعال لا بالأقوال، لذا لا عجب أن تكون خطط وبرامج الحكومة موضع انتقاد نتيجة التسويف والتأجيل في حسمها، وأحياناً إصدارها لقرارات لا تكون في مصلحة المواطن!
الواقع الحالي يُحتّم على الحكومة أن تشتغل جيداً على هذا الجانب بترجمة عملية للوعود، إذ عليها وضع خارطة طريق واضحة المعالم ومحدّدة الأهداف ومواعيد تحقيقها واستثمارها، فالشفافية والدقة في العمل من أهم الروافع في إعادة الودّ المفقود.
بالمختصر، الناس متعبة معيشياً ومتأزمة نفسياً ولديها شعور بأنها في آخر اهتمامات الجهات المعنية التي تمدّ يدها لجيب المواطن أكثر مما تعطيه، رغم أن هناك الكثير من الأمور والقضايا بأيدينا إمكانية حلها لكن ذلك لا يحصل! ويبقى السؤال: لماذا يُغيّب أصحاب العقول الذكية والإرادة القوية والإدارة المبدعة عن المشاركة في صناعة القرار الاقتصادي القادر على إنقاذنا من هذه الظروف الصعبة؟!