وزير التربية يبحث في المغرب مع عدد من نظرائه العرب إمكانيات التعاون المشترك
الرباط – سانا
على هامش المؤتمر الثالث عشر لوزراء التربية والتعليم العرب الذي نظّمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، التقى وزير التربية الدكتور دارم طباع عدداً من نظرائه العرب، حيث جرى بحث إمكانيات التعاون التربوي المشترك.
وفي السياق، التقى الوزير طباع، وزراء التربية المصري الدكتور رضا السيد حجازي، والمغربي المهندس شكيب بن موسى، والفلسطيني الدكتور مروان عورتاني، ووزير جزر القمر الدكتور تقي الدين يوسف.
كذلك التقى وزراء التربية، الصومالي فارح شيخ عبد القادر، والجيبوتي مصطفى محمد محمود، والقطرية الدكتورة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، والكويتي الدكتور حمد عبد الوهاب حمد العدواني، والليبي الدكتور موسى محمد المقريف.
وأعرب الوزراء العرب عن سعادتهم بعودة سورية إلى نشاطها المعهود في جمعيات ومنظمات جامعة الدول العربية، متطلعين إلى تعاون مشترك معها.
بدوره، أشار الوزير طباع إلى أهمية العمل التربوي العربي المشترك في التطوير وتنمية مهارات الجيل، موجّهاً الدعوة لهم لزيارة دمشق.
وفي نهاية المؤتمر سلم الأمين العام للمنظمة وزير التربية المغربي وممثل جامعة الدول العربية للتربية للوزير طباع درع المنظمة، تقديراً للجهود التي بذلتها الوزارة في مجال التحول الرقمي.
من جهةٍ أخرى، بحث وزير التربية خلال لقائه المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو الدكتور سالم بن محمد المالك سبل تعزيز التعاون بين سورية والإيسيسكو في مجالات التربية والتعليم، وذلك على هامش فعاليات المؤتمر.
وناقش الجانبان آلية توظيف التكنولوجيا الحديثة في عملية تطوير المناهج وبناء قدرات الشباب، وتسجيل المدارس التاريخية على قوائم التراث في العالم الإسلامي إضافة إلى تنفيذ برامج ومشاريع مشتركة.
من جانبه استعرض الدكتور المالك رؤية المنظمة وتوجهاتها الإستراتيجية وأبرز ما تقدمه من برامج ومشاريع لفائدة دولها الأعضاء في مجالات اختصاصها وخصوصاً المتعلقة بتطوير قطاع التعليم وبناء قدرات الشباب وتطوير معارفهم وإعدادهم لمهن الغد، وعقد دورات تدريبية في مجال علوم الفضاء وتطبيقاته مؤكداً استعداد المنظمة للتعاون مع سورية في تشجيع عودة الطلاب إلى المدارس وتوفير فرص التعليم للطلاب الوافدين.
حضر اللقاء مدير المعلوماتية في وزارة التربية الدكتور ياسر نوح، ومن الإيسيسكو الدكتور عبد الإله بنعرفة نائب المدير العام والدكتور أحمد سعيد أباه مستشار المدير العام للشراكات والتعاون الدولي المشرف على الأمانة العامة للجان الوطنية والمؤتمرات.
وكانت أعمال المؤتمر الثالث عشر لوزراء التربية والتعليم العرب انطلقت بمشاركة سورية في الـ 31 من أيار الماضي في المغرب تحت عنوان (مستقبل التعليم في الوطن العربي في عصر التحول الرقمي).
وكان الوزير طباع قد بيّن خلال المؤتمر ضمن جلسة وزراء التربية العرب التي عقدت يوم أمس، في كلمة سورية أن الاستثمار الحقيقي للدول العربية في المستقبل هو في عقول شبابها المبدع ومهاراته المتنوعة لتكون قادرة على البقاء والمنافسة في عصر التحول الرقمي.
وقال طباع: “إذا كان للتحول الرقمي في قطاع التعليم بعض الفوائد في تتبّع تقدّم الطلاب بشكل أسرع وأكثر دقة وترشيد الوقت والتكلفة وتحسين التواصل بين المعلم وأولياء الأمور وبيّن الطلاب وأقرانهم، فإن له على صعيد الوطن العربي فائدة أهم، وهي التمكين للغة العربية لتكون لغة أدبية وعلمية للحوار بين الشباب العربي، بعد أن أصبح اليوم من خلال وسائط التواصل الاجتماعي رهينة مصطلحات غريبة ستضيع انتماءه وهويته”.
وعبّر الوزير طباع عن أسفه بأن تزخر مراكز البحوث العالمية الرقمية بالعلماء الشباب العرب وإبداعاتهم ومساهماتهم المثمرة في تطوير مستقبل العالم الرقمي، في حين تفتقر بلداننا إلى مؤسسات مفتوحة للعلماء الشباب العرب ليطوروا مفاهيم استثمارية عربية جديدة في العالم الرقمي تدعم اقتصاديات بلادهم وتطوّر مجتمعاتهم وتحسّن حياة أسرهم.
وتابع طباع: آمل أن ندرك أهمية تعاوننا ونستثمر مواردنا البشرية بالصورة الأمثل لنستطيع أن ندخل عصر التحول الرقمي من أوسع أبوابه.
ودعا طباع إلى العمل سريعاً على إصلاح النظم التربوية العربية والتوجه السريع للتحول في التعليم بكل مناحيه وتأمين مؤسسات عربية متطورة لرعاية الشباب، وردم الفجوة الكبيرة بين المدرسة وسوق العمل والتركيز على مهارات القرن الواحد والعشرين في التعليم والحياة لنضمن استقرار مواردنا البشرية في أوطانها ونحافظ على هذه الثروة المهمة التي تتسرّب أمام أعيننا.