الزراعة أولاً وآخراً..!
وائل علي
لأن اقتصادنا زراعي، كما هو بديهي ومعلوم، نردّد ونكرر بصوت عالٍ ألا تديروا ظهوركم لهذا الكنز الطبيعي ولا تصمّوا آذانكم لأصوات الموجوعين الذين يكدّون ويتعبون ويضحّون لتبقى الملايين التي تعمل وتأكل وتلبس مما تزرع وتصنع مرفوعي الرأس..
صحيح أننا دولة لا تزال تخرج من حرب ضروس تعيش أزمات تتوالد ويتسع مداها وجغرافيتها حتى طالت أدق التفاصيل التي قلبت حياة الملايين رأساً على عقب، وحولتها لجحيم ليس من السهل تجاوز مطباته وعقباته والتغلب على أعبائه وصعوباته، لكن الصحيح أيضاً أننا بلد تنوع زراعي لا حدود له جمع السهول الخصبة والجبال الخضراء بغاباتها والصحاري الشاسعة الغنية بثرواتها الحيوانية والزراعية بآن معاً، ولا ننسى الاستخراجية “المنهوبة” بطبيعة الحال التي تؤهلنا لنتجاوز تلك المحن، لكننا نحتاج لبعض الإرادة والثقة والمبادرة.
إن إعادة النظر بالقرارات المتسرعة والمبادئ التي تخلينا عنها، والتي شكّلت لعقود ألف باء العمل الزراعي المنتج، فأساءت أيما إساءة لهذا القطاع الذي جعل حقول قطننا وقمحنا وكروم زيتوننا وحمضياتنا ودوالي عنبنا، والوردة الشامية والياسمين الدمشقي والفستق الحلبي جواز سفر وهوية حصرية في العالم، وكذا حال الخضار وباقي الأشجار المثمرة، والنباتات العطرية والطبية من الأنواع النادرة.. وكي لا نبدو كمن يقف على الأطلال وعلى لازمة “كنتم وكنّا”، فإننا نجد أنه آن الأوان لترتيب أولوياتنا على هذا الأساس، فنعمل على تأمين مستلزمات النهوض والوقوف لإعادة أمجادنا الزراعية الضائعة بقليل من الحرفنة والحنكة، لأننا بهذه الطريقة فقط سنقهر “قيصر” وكل أشكال الحصار البغيض بأقصر الطرق وأسرعها وأكثرها جدوى اقتصادية على قاعدة أن الزراعة بالنسبة لنا هي المخلص أولاً وثانياً وثالثاً وآخراً.
ALFENEK1961@YAHOO.COM