وضاح باشا يعود بـ “طربيات” وبتحليل أوسع
ملده شويكاني
“وبرغم الجو الماطر والإعصار، الحبّ سيبقى يا ولدي” رائعة نزار قباني وعبد الحليم حافظk التي لحنها محمد الموجي على مقام النهاوند الشجي، كانت ضمن برنامج أمسية “طربيات” في المركز الثقافي العربي – أبو رمانة، بصوت الباحث وضاح رجب باشا وبعزفه على العود بمرافقة عازف الرق أيمن خربطلي، وكان الجمهور شريكاً فعلياً بدور الكورال.
وتعد افتتاحية سلسلة “طربيات” الجديدة امتداداً لسلسلة موسيقا الزمن الجميل، إذ يعود الباحث وضاح باشا إلى جمهوره من خلالها، بعد توقف دام ثلاث سنوات بسبب الكورونا، بتحليل الجمل الموسيقية وإحياء ذكرى التراث الغنائي العربي والسوري.
وقد ارتأى الباحث باشا أن تكون الافتتاحية بأمسية غنائية موسيقية قدم فيها مقتطفات من أعلام الغناء العربي المصري، مبتدئاً بالموسيقا الآلية بعزف مقاطع من مقدمة رائعة أم كلثوم “أنا في انتظارك” ثم قدم مجموعة غنائية بأسلوب “الميدلي” لمحرم فؤاد ووردة وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب.
وقد شغلت أغنية وردة “العيون السود” رائعة بليغ حمدي حيزاً من الأمسية، إذ عزف باشا مطوّلاً المقدمة الموسيقية على العود فقط، ومن ثم الغناء.
وتابع الجمهور بشغف أغنية موعود لعبد الحليم حافظ “وتاني تاني تاني” كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد عبد الوهاب، وتميزت بفواصل لحنية بالعزف.
اختُتمت الأمسية “بكلثوميات” تنوعت بين “سيرة الحب وفكروني” وفي نهاية طربيات لبى الباحث باشا رغبة الجمهور بعزف وغناء مقاطع من “من غير ليه” لعبد الوهاب وسُبقت بتقاسيم.
الصولفيج الغربي
وعلى هامش الأمسية، أوضح الباحث رجب باشا، في حديث خاص مع “البعث”، بأنه سيعتمد في “طربيات” على التحليل الموسيقي الأعمق للجملة الموسيقية بالتطرق إلى الصولفيج الغربي، المادة التي يدرّسها بالمعاهد الموسيقية، وإلى تطويع بعض الآلات الغربية لخدمة الموسيقا الشرقية، مبيّناً أن التحليل الموسيقي علم يحتاج إلى الدراسة والتقصي والبحث بشكل دائم، وستحظى سلسلة “طربيات” الجديدة بتحليل شامل.
وتوقفتُ معه عند أغنية المطربة وردة، “العيون السود”، فنوّه إلى أنها من أجمل ما غنته، وهي الأغنية التي أعادت الحياة المشتركة إلى وردة وبليغ حمدي، وبدت فيها مقدرة بليغ حمدي بالتنويع بالمقامات الموسيقية.
أما عن برنامج انطلاقة “طربيات” بالمحاضرات في الأمسية القادمة، فسيكون بتحليل إحدى روائع أم كلثوم، وتابع: أوقات جميلة عشتها مع مسلسل أم كلثوم الذي أعيد عرضه على إحدى القنوات العربية، ومواقف جديدة استوقفتي لأم كلثوم النبع الذي لاينضب، ومهما حاولنا أن نكتب أو نحكي عنها لانفيها حقها، وكذلك محمد عبد الوهاب لعبقريتهما ولما قدماه للموسيقا والغناء العربي.