رئيس الوزراء العراقي يبحث مع الوزير المقداد تعزيز العلاقات السورية العراقية
بغداد – سانا
بحث رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وأكّد السوداني خلال اللقاء ترابط الأمن الوطني العراقي بأمن سورية، والاستعداد التام لمساعدة الشعب السوري في تجاوز الأزمة، مشدّداً على موقف العراق الداعم لوحدة الأراضي السورية وسيادتها.
وأعرب رئيس الوزراء العراقي عن استعداد بلاده للتعاون مع سورية في المجالات الثقافية والاقتصادية، وتسهيل المبادلات التجارية بين البلدين.
بدوره نقل الوزير المقداد لرئيس الوزراء العراقي تحيّات السيد الرئيس بشار الأسد، معرباً عن تقدير سورية للموقف العراقي الداعم لها خلال فترة الأزمة، وأيضاً في مواجهة التداعيات الكارثية للزلزال الذي أصابها.
كذلك، أكّد الوزير المقداد دعم سورية للجهود العراقية ودورها المحوري في المنطقة لتوطيد العلاقة بين الأشقاء العرب، معرباً عن الرغبة في العمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ومواجهة التحدّيات المشتركة، وفي مقدّمتها مكافحة الإرهاب.
إلى ذلك، أكّد الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد أهمية التشاور والتنسيق بين العراق وسورية حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيراً إلى أن تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات يخدم المصالح الثنائية والشعبين الشقيقين.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس رشيد في قصر بغداد اليوم وزير الخارجية والمغتربين الذي نقل تحيّات السيد الرئيس بشار الأسد، للرئيس رشيد وللشعب العراقي.
وشدّد الرئيس العراقي خلال اللقاء على عمق العلاقات القائمة بين العراق وسورية، وضرورة تعزيزها وتوثيقها في مختلف المجالات، وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين والتشاور والتنسيق حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأشار الرئيس رشيد إلى أهمية التعاون بين البلدين من أجل ملاحقة فلول الإرهاب، وضبط الحدود بما يرسّخ الأمن والاستقرار، لافتاً إلى أن العراق كان يؤكّد على الدوام أهمية تطوير العلاقات مع سورية إدراكاً منه لأهمية ذلك على صعيد المنطقة.
وأكّد الرئيس رشيد وقوف الشعب العراقي إلى جانب الشعب السوري الشقيق خلال كارثة الزلزال ودعمه بكل ما يمكن، ما يعكس الترابط الأخوي بين الشعبين.
من جانبه، ثمّن الوزير المقداد مواقف العراق المشرّفة إزاء سورية، ودوره الدبلوماسي اللافت من أجل استئناف مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية، مشيراً إلى تطلّع سورية لتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين والعمل المشترك لمواجهة الإرهاب، وتعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري.
كذلك شرح الوزير المقداد الآثار الكارثية للعقوبات المفروضة على الشعب السوري.
وأعرب الوزير المقداد عن سعادته للتطوّرات المهمة في العراق على الصعيد السياسي والتنموي والأمني، التي انعكست إيجاباً على المستويين الإقليمي والدولي، مثمّناً دور العراق الإيجابي والواضح في مساعدة سورية، وخصوصاً خلال فترة كارثة الزلزال.
وفي وقتٍ سابق اليوم، بحث الوزير المقداد مع نظيره العراقي فؤاد حسين في بغداد اليوم سبل تعميق العلاقات بين البلدين والارتقاء بها لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، وأكّدا الحرص على تعزيز التنسيق الثنائي في المحافل العربية والإقليمية والدولية حيال جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال المقداد خلال مؤتمر صحفي مع حسين عقب مباحثاتهما: “أنا في بلدي وأشعر بالاعتزاز لزيارة بغداد عمق التاريخ والحضارة، وعندما نزورها فإن هذا يعطينا دائماً دافعاً لبذل كل الجهود من أجل الاستمرار بتعزيز أواصر العمل، فموقف سورية والعراق واحد بمواجهة التحدّيات المشتركة، وعندما يكون هناك تواصل دائم بين قيادتي البلدين، وتتوحّد إرادة شعبيهما يمكن مواجهة جميع المخاطر”، معرباً عن الشكر للعراق للمساعدات التي قدّمها لسورية عقب كارثة الزلزال.
وأضاف المقداد: ناقشنا الأوضاع والعلاقات الثنائية، واتفقنا على مواصلة التعاون لتطويرها في جميع المجالات وتعزيز التنسيق في الجانب الاقتصادي، ونتطلع لأفضل العلاقات بين بلدينا، وهذه هي توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد لتكون هذه العلاقات استراتيجية وبنّاءة بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.
وتابع المقداد: سنلتقي قريباً في اجتماع هيئة المتابعة العربية في القاهرة لكي يكون هناك خط عربي في إطار دعم سورية وإنهاء التحديات التي تواجهها، وخاصة تلك الناجمة عن وجود التنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب وفي الشمال الشرقي، وإنهاء الاحتلال الأمريكي لبعض الأراضي السورية، مشيراً إلى أن سورية تريد حل هذه المشكلات بما يحفظ سيادتها وسيادة العراق، فما يؤذي سورية يؤذي العراق، والعكس صحيح.
وشدّد المقداد على ضرورة عمل البلدين معاً لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه وعلى خطر المخدرات، وتنسيق الجهود لتجاوز آثار الإجراءات الاقتصادية القسرية الغربية التي لا هدف لها إلا تجويع الشعوب، وهي عقوبات غير أخلاقية، مبيّناً أن الشعب العراقي الذي تعرّض للعقوبات يعرف أن من يتأثر بها هو الشعب، وليست الحكومات، لذلك يجب المضي معاً لإقناع الآخرين بأن هذا الأسلوب المناسب الذي يجب أن يحكم العلاقات بين الدول، ويجب رفع هذه الإجراءات عن سورية لأنها فاقمت معاناة شعبها.
وبشأن عودة سورية إلى الجامعة العربية، أكّد المقداد أن سورية كانت دائماً قلب العروبة، ووجودها في إطار عمل المؤسسات العربية سيعزز ثقل هذا العمل ويعطي أملاً متجدّداً للشعوب العربية بأننا عندما نعمل كدولٍ بيد واحدة من أجل مواجهة ما نتعرّض له فإن قوتنا ستزداد على الصعيد الدولي لمواجهة التحديات الخارجية وعلى الصعيد الداخلي لتلبية متطلبات بلداننا الاقتصادية والثقافية والعلمية، معرباً عن ارتياح سورية للعلاقات المتميزة مع العراق التي تسهم في تعزيز العلاقات العربية العربية.
وبخصوص الاعتداءات التركية على الأراضي العراقية والسورية، قال المقداد: ندين هذه الاعتداءات، ونطالب بوقفها وبوقف الدعم الذي يقدّم للتنظيمات الإرهابية في بعض المناطق في سورية، وخاصة لـ”جبهة النصرة” و”داعش”، مشيراً إلى أن سورية والعراق مستمرّان بالتنسيق فيما بينهما لمواجهة هذه التحدّيات.
من جهته، شدّد وزير الخارجية العراقي على أن العلاقات العراقية السورية تاريخية وعميقة، وموقف بلاده ثابت بدعم سورية والوقوف إلى جانبها، مبيّناً أن العلاقات المجتمعية بين شعبي البلدين مستمرة لأن هناك على طرفي الحدود عائلاتٍ وقبائل مشتركة، وهي جزء من العلاقات بين الدولتين.
وقال حسين: إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية، تباحثنا في كيفية العمل المشترك لمحاربة تجارة المخدرات لكون العراق ممراً لها، ومن المهم العمل مع الدول المحيطة لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة على المجتمعين العراقي والسوري.
وأشار حسين إلى أن الوضع الإنساني في سورية صعب ويحتاج إلى تحرّك على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي لمعالجته، وإلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية وتأمين ظروف عودة اللاجئين إلى وطنهم، وستكون لدينا مباحثات مستمرة مع سورية والأشقاء العرب في مجموعة الاتصال لكيفية التعامل مع هذا الوضع.
وأعرب حسين عن ترحيب العراق بعودة سورية إلى الجامعة العربية التي ستزيد فعالية العمل الثنائي والجماعي العربي، لافتاً إلى أن العلاقات المتميزة بين سورية والعراق يمكن أن تشكّل مثالاً للعلاقات بين الدول العربية، والعراق سيدفع بهذا الاتجاه بالتعاون مع الدول الأخرى، وخاصة في مجموعة الاتصال.