علاج الأسنان.. تكاليف عالية تثقل كاهل المرضى والمسكنات البديل لتخفيف الألم
دمشق- رحاب رجب
يبحث مرضى الأسنان من ذوي الدخل المحدود عن بدائل مؤقتة للعلاج بهدف تجنّب التكاليف المرتفعة التي لا يتمكنون من تأمينها، بعد أن ارتفعت أسعار العلاج لأرقام تفوق إمكانيات المواطن، حيث أكد العديد ممن التقيناهم لجوءهم إلى المسكنات فقط والمضادات الحيوية للتخفيف من آلام الأسنان بسبب عدم قدرتهم على تأمين تكاليف المعالجة التي تصل إلى مئات الآلاف من الليرات السورية.
وفي المقابل لجأ الكثير ممن يعانون من أسنانهم إلى كلية طب الأسنان بجامعة دمشق ليحصلوا على علاج مجانيّ في مخابر الكلية، ورغم ذلك هناك حالات علاجية غير متوفرة إلا في العيادات الخاصة ولكنها فوق قدراتهم.
وما يثير الاستغراب حديث البعض عن عودة ظاهرة قديمة اندثرت، هي ظاهرة مصلحي الأسنان الجوالين الذين يتجولون في الأحياء الشعبية ويعالجون الأسنان بأسعار مخفضة، حيث قال لنا “زهير” إنه قام بتركيب ضرس مع معالجة بقيمة ١٥٠ ألف ليرة وعلى دفعتين، بينما في العيادة التكلفة أضعاف مضاعفة، وأكد لنا أن العديد من أقربائه يتعاملون معهم.
ماذا يقول الأطباء؟
الطبيب عدنان يؤكد أن مرضى كثيرين لا يتوجهون للعيادات السنية إلا بعد فقدان الأمل بالتسكين الدوائي، الأمر الذي يفاقم حالاتهم ويؤزّم أوضاعهم، ويزيد من تكاليف المعالجة. وأضاف: نظراً لتكلفة علاج الأسنان الباهظة تراجع الاهتمام تراجعاً كبيراً بالصحة الفموية لأنها أصبحت عبئاً كبيراً على المريض، إذ بات كثير من الناس لا يذهبون إلى الطبيب إلا بعد أن يصل الأمر بهم إلى درجةٍ لا يتمكنون فيها من تحمّل الألم.
وعن سبب الغلاء في المعالجات السنية يؤكد الطبيب عدنان أن جميع المواد التي يتمّ تأمينها مستوردة، إلى جانب سعر الصرف، وعدم توافر العديد من المواد والتجهيزات وصعوبة النقل والشحن وغلاء تكاليف الاستيراد، ما ينعكس ذلك بشكل مباشر على أسعار المواد والمستلزمات لطبيب الأسنان.