80 صرافاً عقارياً و365 صرافاً تجارياً.. والعامل منها 150 صرافاً!!
دمشق – محمد العمر
تتكرّر معاناة المواطن اليومية أمام الصرافات الآلية والتي يشهد أغلبها توقفاً مفاجئاً عن العمل، وعبارة “خارج الخدمة” هي الحاضرة والماثلة على شاشاتها. ففي بداية كل شهر أو منتصفه لا توجد أي تفسيرات منطقية لما يحدث للصرافات، لتبدأ الجولات المكوكية للعاملين بالدولة في كلّ مكان للبحث عن أي صراف يعمل أو تتواجد به قطع النقود، وإن وجدت هذه الصرافات فهناك الطوابير المزدحمة أمام هذه الأجهزة للحصول على بعض النقود، والتي بالكاد تكفي عشرة أيام من الشهر، لتنعكس هذه المسألة المتكررة على الموظفين والمتعاملين بشكل سلبي وتؤدي في بعض الحالات إلى تأخرهم بتسلّم رواتبهم، إلى جانب فقدان جزء من الرواتب إثر مشكلات تبرّرها المصارف بأخطاء تقنية!.
غياب الحلول..!
شكاوى عديدة وردت لـ “البعث” حول مشكلات الصرافات الآلية للمصرفين التجاري والعقاري في دمشق، والتي لا تنتهي بعدم وجود شبكة الانترنت والكهرباء، والتعطل المفاجئ وقيام الصرافات بسحب النقود بعد وضع كلمة السر وإجراء المعالجة، لتحدث الكارثة الحقيقية حين يتمّ ابتلاع المال وإجراء سباق الماراثون في عملية تعبئة الطلب في الإدارة لاسترجاع النقود ومرحلة مرهقة من الانتظار الطويل، لأن هذه العملية تحتاج كما علمنا إلى 10 أيام على الأقل بعد إجراء الجرد لكميات النقود الموضوعة في الصراف الآلي من تاريخ عملية السحب.
يحيى البصل (موظف) قال: في بداية قبضي للراتب أول الشهر وبعد انتظار دوري أمام الصراف الآلي أمام كلية الفنون الجميلة، أدخلت البطاقة وتمت عملية المعالجة، لكن الكهرباء للأسف انقطعت، ما أدى لابتلاع البطاقة والنقود معاً، لتبدأ رحلتي الشاقة من إجراء الطلب اللازم وانتظار أكثر من عشرة أيام لإعادة مالي، لافتاً إلى أن الأعطال المفاجئة للصرافات تؤدي إلى فقدان البعض لبطاقاتهم التي تظلّ عالقة في أجهزة الصرف، وسط غياب الحلول المجدية لتلك المشكلات المتكرّرة كل يوم!!.
عدد من المواطنين أوضح أن صراف فرع المزة للتجاري السوري أمام وزارة الإعلام، غالباً لا يعمل قبل التاسعة صباحاً وذلك بعد انتظار طويل أمام الصراف الخارجي، والحجة أنه لا يوجد شبكة خدمة والمعاناة تزداد في قيامه بابتلاع النقود دون دفعها، وحصلت هذه المعاناة مؤخراً مع أكثر من ثلاثة أشخاص باللحظة نفسها دون الانتباه إلى العطل الموجود، مما جعل الآخرين يتقدمون بالطلب لاسترداد أموالهم، حيث إن موظفة الفرع وكاتبة الطلب تقول لمقدمي الطلب إنه يتمّ استرداد النقود بعد عشرة أيام، ليكون التناقض في قول الإدارة أنه بعد ثلاثة أيام سيتمّ الجرد لكمية النقود الموضوعة في الصراف وتعاد الأموال لأصحابها. وأشار المتقدمون بالطلبات إلى أنه مرت سبعة أيام على الطلب المقدّم ولم يتم استرداد النقود، ليطالب هؤلاء إدارة المصرف التجاري بإجراء الصيانة الدورية للصرافات، والتأكد من عملها ووجود خدمة الانترنت، ووضع إشارات تنبيهية وتحذيرية للمواطنين من الاقتراب من الصراف حين يكون هناك خلل حاصل، كما لا بدّ من تأمين عدد كافٍ من الصرافات الآلية الجديدة وضمان تغذيتها بالتيار الكهربائي، وفي حال تعذر ذلك لا بدّ من اللجوء للطاقات المتجددة لتشغيل الصرافات.
بدوره مدير فرع المصرف التجاري السوري بالمزة تمام قصير أكد لنا صحة الواقعة من ابتلاع النقود في أيام 28 و29 و30 من الشهر الماضي، وأن هناك خللاً في الحساس بالصراف جراء تراكم الغبار على الحساس في وضع النقود ليؤدي ذلك إلى تعطل الصراف وإجراء المعالجة دون دفع النقود، وهذه العملية -برأيه- تتكرر كل فترة، وتحتاج إلى 3 أيام فقط للتصحيح والتشغيل، وذلك بعد أن يأتي فريق الصيانة ويجري تجهيز الصراف من جديد ويصلح العطل الحاصل.
معاناة مستمرة..
ولا تكمن المشكلة حسب -قول أحدهم- في صراف واحد أو فرع واحد، بل المعاناة موجودة في أغلب مناطق دمشق والمحافظات الأخرى، حتى وصلت العدوى للأجهزة المتراكمة أمام إدارات المصرفين التجاري والعقاري، وإن كان هناك شبكة، فالصرافات خالية من النقود! كما يحدث أمام فرع 11 للمصرف التجاري السوري الذي تتواجد فيه أربعة أجهزة، ولكن الذي يعمل واحد، أو اثنان، كما أن الصرافات الموجودة أمام وكالة سانا ليست بالأحسن فهي على الأغلب خارج الخدمة، ولسان حال الآخرين يقول ما الفائدة من وجود هكذا أجهزة لا تعمل؟!!.
مدير الدفع الإلكتروني في المصرف التجاري السوري، المهندس وسيم العلي، لم يخفِ بأن وجود المشكلات التشغيلية هو أحد العوائق في عمل الصرافات الآلية نتيجة انقطاع الكهرباء وساعات التقنين المستمرة، وازدياد الضغط على الصرافات من قبل سكان الريف والمدينة مع صعوبة توفير قطع التبديل التشغيلية للصرافات، مشيراً إلى أن المعالجة تتمّ بالسرعة القصوى فور ورود الشكوى، حيث تتمّ معالجة ما أمكن من الأجهزة المتعطلة لوضعها بالخدمة أمام المواطنين. أما إدارة المصرف العقاري، فحاولنا جاهدين التواصل معها، لكن دون جدوى، فالأجوبة الشفهية السريعة والمقتضبة التي تمّ التقاطها لتوقف الصرافات، تتمثل بالانقطاع المستمر للكهرباء وعدم توفر المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل المولدات، لتبقى مشكلة الصرافات وتوقفها عن الخدمة متراكمة منذ سنوات دون حلول تذكر، ومنها من أكلها الغبار في الطرقات نظراً لتعطلها دون صيانة.
يُشار إلى أن عدد الصرافات التابعة للمصرف العقاري والعاملة في دمشق يبلغ نحو 80 صرافاً، فيما عدد الصرافات التابعة للتجاري السوري يصل إلى 365 صرافاً، في حين أن عدد الأجهزة الآلية العاملة على أرض الواقع لا تتجاوز 150 صرافاً من كلا المصرفين!!.