الاحتلال يسعى لتقسيم “الأقصى”.. وفصل شمال الضفة عن جنوبها
الأرض المحتلة – تقارير
كشفت مصادر متطرّفة في كيان الاحتلال الإسرائيلي نيتها وضع خطة لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه بين المسلمين واليهود، وأدانت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية الاعتداء الوحشي لقوات الاحتلال على الأسير المحرّر محمد تيسير زهران خلال إعادة اعتقاله مؤخراً في الضفة، كما أُصيب سبعة فلسطينيين واعتقل أربعة عشر آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال أنحاء مختلفة في الضفة الغربية.
وفي السياق، أعلن عضو كنيست الاحتلال عن حزب الليكود المتطرّف “عميت هاليفي” عن خطة لتقسيم المسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود، أعدّها بالتعاون مع أعضاء من حزبه، وفق ما نشره موقع “زمان يسرائيل”.
وحسب الخطة فإن المسلمين سيستمرون في الصلاة في المسجد الأقصى، وسيحصلون على المصلى القبلي (الجهة الجنوبية) وملحقاته، ويستولي اليهود على المنطقة الوسطى والشمالية خصوصاً قبة الصخرة، بحجّة أنها شُيّدت على أنقاض الهيكل المزعوم.
ويقترح هاليفي في الخطة التي يعكف حالياً على حشد التأييد لها في “الكنيست” تجريد المملكة الأردنية من الوصاية على المسجد الأقصى، والبدء في عملية من شأنها إزالة المكانة السياسية التي اكتسبتها المملكة على مرّ السنين، كجزء من الاتفاقات مع “الحكومات الإسرائيلية”، كما سيجري تغيير جميع إجراءات اقتحام اليهود للمسجد الأقصى، إذ يطالب هاليفي بأن يُسمح لهم باقتحامه من جميع البوابات، وليس فقط بوابة المغاربة كما يحدث حالياً.
وفي سياق متصل، تعتزم سلطات الاحتلال المضي في إنشاء كتلة استيطانية جديدة في منطقة تفصل بين شمال وجنوب الضفة الغربية المحتلة، بعد سنوات من التأجيل بسبب “المعارضة الأوروبية والأمريكية”، وتقع الكتلة الاستيطانية المعروفة باسم “E1” شرقي القدس المحتلة، وتقضي فعلياً على أي قابلية لإقامة دولة فلسطينية على حدود الأراضي المحتلة عام 1967، بعد قطع أوصالها وفصل ارتباط جنوب الضفة المحتلة بشمالها.
من جانبها، اعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أن الاستيطان أصبح يشكل خطراً استراتيجياً على وجود الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني.
وقالت الهيئة في بيان صحفي: إن إعادة طرح تنفيذ المشروع الاستيطاني المعروف باسم “E1” من جديد ينطوي على آثار تدميرية على الشعب الفلسطيني على المستويين السياسي والجغرافي في تقطيع أوصال الضفة وتقسيمها إلى معازل، مؤكدةً أن تنفيذ هذا المشروع من شأنه فصل القدس نهائياً عن محيطها الفلسطيني، وتهديد العديد من التجمعات السكانية الفلسطينية بالإزالة، وفي مقدمتها التجمعات البدوية في الخان الأحمر، وتحويل عشرات التجمعات الأخرى إلى معازل تتصل مع بعضها بمناطق تسيطر عليها المستوطنات.
ودعت الهيئة الفصائل والقوى الفلسطينية إلى ضرورة التحرّك لمواجهة هذا الخطر، ووضع خطة ورؤية سياسية ونضالية وتبني مقاربات جديدة تفضي إلى تحديد حالة جديدة من الصراع مع الاحتلال قادرة على الدفاع عن وجود الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني.
وأكّدت الهيئة أن عودة هذا المشروع إلى الواجهة من جديد تشكّل تحدّياً من الاحتلال للمجتمع الدولي، لما يشكّله من تداعيات سياسية وتصعيد خطير في الصراع القائم بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال.
في الأثناء، طالب وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي المجتمع الدولي بالخروج من إطار المناشدات والإدانات الدولية لانتهاكات الاحتلال وجرائمه المتواصلة ضدّ الشعب الفلسطيني إلى خطوات عملية رادعة، وإجباره على الانصياع للقرارات الدولية والقانون الدولي.
وأشار المالكي خلال لقائه في مدينة رام الله وفداً برلمانياً ألمانياً إلى استمرار المستوطنين باعتداءاتهم ضدّ الفلسطينيين وممتلكاتهم وأرضهم ومقدساتهم، بحماية قوات الاحتلال التي نفّذت أحدث جرائمها منذ يومين في بلدة النبي صالح بمدينة رام الله، وأسفرت عن ارتقاء الطفل محمد التميمي بعمر عامين شهيداً.
وبيّن المالكي أن الاحتلال يواصل الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وهدم منازلهم في مدن الضفة، بهدف توسيع الاستيطان وإلغاء الوجود الفلسطيني ضمن ما يُعرف بنظام الفصل العنصري “أبارتهايد”، ما يقوّض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.
من ناحيتها، أدانت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية الاعتداء الوحشي لقوات الاحتلال الإسرائيلي على الأسير المحرّر محمد تيسير زهران، خلال إعادة اعتقاله مؤخراً في الضفة، الذي أسفر عن إصابته بكسور في عظم الجمجمة.
وأوضحت الهيئة في بيان، أن هذا الاعتداء الهمجي على الأسير زهران 41 عاماً يندرج ضمن سياسة قتل متدرّجة تُعرّي منظومة الاحتلال واستهدافها للأسرى المحرّرين، مشيرةً إلى تعرّضه للضرب على جميع أنحاء جسده بأعقاب البنادق، وهو مقيد اليدين ومعصوب العينين عقب اقتحام منزله في بلدة دير أبو مشعل شمال غرب مدينة رام الله واعتقاله، ما أسفر عن فقدانه الوعي لساعات طويلة.
وشدّدت الهيئة على أن هذا الاعتداء الخطير على الأسير زهران يستوجب من المؤسسات الحقوقية والإنسانية الضغط على الاحتلال ومطالبته بالتوقّف عن ملاحقته واعتقاله، إذ يتماثل حالياً للعلاج نتيجة إصابته بأربعة كسور في التجويف العظمي للعين.
كذلك حذّرت الهيئة من تفاقم الحالة الصحية للأسير “فلاح شحادة” الذي تعتقله سلطات الاحتلال منذ عام 2004 ومحكوم عليه بالسجن لمدة 27 عاماً، حيث يعاني آلاماً حادة جداً في البطن، نتيجة جريمة الإهمال الطبي المتعمّد التي يواصل الاحتلال اتباعها بحق المئات من الأسرى داخل معتقلاته.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عقبة جبر في أريحا وبلدة كفر دان في جنين وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة سبعة فلسطينيين بجروح، كما قامت باعتقال أربعة آخرين.
كذلك داهمت قوات الاحتلال عدّة أحياء في مدن نابلس وقلقيلية وطولكرم ورام الله، وبلدات قارورة ونعلين غربها وسلوان في القدس وبروقين في جنين، واعتقلت عشرة فلسطينيين.