مستويات ضعيفة ومصاعب مالية أبرز سمات دوري كرة السلة للسيدات.. والثورة استحق الفوز بالنجمة السادسة
البعث الأسبوعية -عماد درويش
حط دوري كرة السلة للسيدات رحاله لكن الحديث عن الدوري لن ينته، حيث أظهرت مبارياته فروقات كثيرة ومستويات متفاوتة بين الأندية المشاركة، فجاءت بعض المباريات باهتة ونتيجتها معروفة مسبقاً والفوارق الرقمية والمباريات الطابقية كانت السمة الأبرز، باستثناء بعض المفاجآت لكنها لم تؤثر على الترتيب العام، حيث نجحت سيدات الثورة من الاحتفاظ باللقب للسنة الثالثة على التوالي والسادسة في تاريخ النادي.
الدوري شهد الكثير من المشاكل لم يستطع اتحاد السلة الحد منها، حيث تم تأجيله مرتين إضافة إلى لاعتذار نادي قاسيون عن المشاركة بعد أن تم حل اللعبة في النادي، وهنا لابد أن نذكر أن هذه النسخة من الدوري قد اختلفت عن الموسم الماضي بعدم اعتماد وجود اللاعبات الأجنبيات في المرحلة النهائية كما جرى في الموسم الماضي واقتصر الدوري على اللاعبات المحليات فقط في جميع مراحله.
أما المشكلة الحقيقية التي واجهت أغلب الأندية تمثلت بعدم توفر السيولة المالية اللازمة للتعاقد مع اللاعبات “النخبة”، فبعض الأندية لا يملك في خزائنه أي مبلغ مالي لصرف حتى رواتب اللاعبات.
نجمات جديدات
المستوى الفني الضعيف للدوري مرده إلى غياب الكثير من الأسماء من لاعبات منتخبنا الوطني، اللواتي هجرنّ اللعبة بحثاً عن تأمين لقمة العيش، وأبرزهن (سنا جلبي وسلاف خليل ورشا سكران وماريا دعيبس وسارة اللو وغيرهنّ) كما غابت أسماء لها وزنها على صعيد كرة السلة الأنثوية مثل ميريام جانجي (بسبب ظروف عائلية) أما أبرز الغائبات فكانت نجمة سورية الأولى أليسيا مكاريان لاعبة الثورة والتي حققت آخر 11 بطولة دوري مع جميع الفرق التي لعبت معها لأسباب غير معروفة، وهذه الغيابات أرخت بظلالها على الدوري، وأفقدته الكثير من رونقه رغم وجود بعض الأسماء التي انضمت للدوري في مراحل متقدمة، إلا أنها لم تكن على مستوى الطموح، وكان انضمام بعضها مخالفاً للقوانين والأنظمة..!!
عدد كبير من النجمات الصاعدات أخذن مكانهن مع الأندية وأثبتن جدارتهنّ وينتظرهن مستقبل جيد مثل ماريا الموسى من الجلاء، وأية محمد ويانا عفيف من الوحدة، وإليسا الدبل من الثورة، وسمرا كامل من الأهلي، وبيروين خليل من الحرية، كذلك ماريا البدر وياسمين عاصي من بردى، وروعة الحاج ودلع حمود الأشرفية، ويارا سليمان من تشرين، ومي عثمان الساحل.
كما شهد الدوري غياب بعض المدربين عن التدريب بهذه الفئة وتوجههم لتدريب فرق الرجال، ومن الأسماء عبدالله كمونة الذي قاد الثورة لتحقيق لقب الدوري والكأس للموسم الماضي، حيث توجه للعمل كمدرب لفريق رجال الوحدة تحت 23 سنة، وكمساعد لمدرب فريق الرجال، وغياب عدي خباز الذي حقق لقب وصافة الدوري مع تشرين، وكذلك الحال بابتعاد موسى الفحل(مدرب بردى) وغيره من المدربين، وهذا الموسم كسبت السلة الأنثوية المدرب القدير هلال دجاني الذي عاد للدوري من بوابة بردى (وحقق المركز الثالث) بعدما درب رجال الثورة الموسم الماضي، كما كسب الدوري المدربتين ريم صباغ (مدربة الأهلي) وصيفة البطل، وكارلا مغامز (مدربة الجلاء) رابع الترتيب.
فائدة محدودة
مدربة سيدات أهلي حلب ريم صباغ أكدت لـ”البعث الأسبوعية” أن المستوى الفني لم يكن بالجيد بالنظر إلى أن الدوري أقيم بظروف صعبة عن طريق التجمع، وهو نظام غير مجدٍ، فقد ظلمت فرق على حساب فرق أخرى خصوصاً ناديي تشرين والوحدة، إضافة إلى أن معظم اللاعبات لم يكن مستواهن جيداً ولم يتطور، بل على العكس كان التراجع واضحاً ووضح بشكل جلي من خلال اللعب بهذه الطريقة، فمثلاً لاعبتنا جونا مبيض كانت مقيمة في دبي ولم تتدرب جيداً والتحقت بالفريق في أخر أسبوع لم تستطيع الانسجام بشكل كامل، مبينة أن عدم تحسن المستوى الفني يعود لعدم الاستقرار في روزنامة الدوري، فتطوير الدوري يبدأ من رفع المستوى الفني للاعبات.
من جهته مدرب سيدات بردى هلال دجاني رأى أن الدوري واجه صعوبات كثيرة منها على سبيل المثال أن الدوري كان في مرحلة تبديل فني في معظم الفرق، وشهد دخول لاعبات جدد بحاجة إلى احتكاك ومباريات كثيرة، وكل ذلك يقابله ضعف الإمكانات المادية عند معظم الأندية، حيث تكون مطالب إدارات الأندية باختصار المراحل والسفر وغيرها من الأمور، ما يؤثر سلبا على المستوى ويؤدي إلى تأخير تطور الفرق إضافة لتقص الخبرة لمعظم اللاعبات.
وأضاف دجاني: بالنسبة للاعبات البارزات في الأندية فقد غابت مجموعة منهن هذا العام أبرزهم اليسيا مكاريان ورشا سكران وميريام جانجي وسنا جلبي، في المقابل برزت عدد من اللاعبات القديمات الجديدات مع غير أنديتهنّ مثل ابتسام الزير وجود فطيمة وبتول السيد، كما استمرت سدرة سليمان ونورا بشارة وجيسيكا حكيمة وجيهان مملوك وآنا أصلانيان وجيسيكا دميان وسوسن جمال الدين بالتألق، وظهرت عدد من الصاعدات كماريا الموسى وماريا البدر ودلع حمود و يارا سليمان وبيروين ججو وبيروين خليل واليسا الدبل وآية المحمد وهن بحاجة لاحتكاك قوي ودوري طويل لرفع مستواهن، والثورة استحق اللقب نظراً لما قدمته بعض الأندية من مستوى لا يليق بها.