من طرطوس .. عليشي يطلق “اللمحات” الشعرية ويحتفي بديوانه الجديد
طرطوس – محمد محمود
“بصمة طويلة الأمد في الذاكرة يبعث الشاعر فيها على الورق كائناً إبداعياً مؤسطراً، معمداً بحبر الخلود والوسامة والاستدامة، وقد نفخ في طين مولوده شغفه بالشعر وتيمنه به” بهذه التعابير لخص النقاد ديوان “اللمحات” الجديد الذي أطلقه الشاعر صقر عليشي صباح اليوم من مقر فرع اتحاد الكتاب في طرطوس، ليكون إضافة جديدة ومتميزة لشعر من طبيعة خاصة تميز بها الشاعر صقر عليشي وتفرد بها دون غيره من الشعراء.
منذر عيسى رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس أكد أن الاحتفاء بالشاعر صقر عليشي توج اليوم بتوقيع مجموعته الشعرية “اللمحات” الصادر عن اتحاد الكتاب. مضيفاً: يعتبر عليشي من الشعراء المميزين في سورية ونستطيع أن نقول أنه يقتطع من جسده وروحه شعرا كعفوية نبع يتدفق عنوة في جبالنا، فالشاعر يكتب بصدق وعفوية يسيطر عليها المنطق والبساطة، وهدفه عالم خال من الشرور يسوده الحب والإيثار، عالم منسجم مع ما يؤمن به من أفكار ومبادئ، وللشاعر خط مميز لا يشبهه فيه أحد فهو ابن الريف إضافة لما اكسبته المدينة والحضارة من إضافات فكان بحق شاعراً مميزاً وكان ديوانه إضافة جديدة للمكتبة الشعرية، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وفي تصريح للبعث بينت الشاعرة ميرفت علي التي قدمت الديوان الجديد برؤية نقدية، أن الديوان يشكل انعطافة نوعية في الاختزال على مستوى التعامل مع اللغة، فنحن نسمع أن هناك أدباً وجيزاً، أما ما يقدمه الشاعر من ومضات فهو أكثر كثافة وأكثر انضغاطاً وهذا إن دل على شيء يدل على تمكن الشاعر الذي يوصل الفكرة بطريقة متماسكة فخير الكلام ما قل ودل، وهو ما يميز الشاعر.
ومن ناحية الموضوعات بينت علي أن الميتفيزيقي عند الشاعر يعامله معاملة غير الميتافيزيقي والعكس فالتشخيص والأنسنة والمتخيل الذي نحوله إلى شيء مادي يطلق لها أجنحة كمفهومات خرجت من إطار تحجمها، وهذه الأمور كلها تعمقت في ديوان الشاعر أكثر وأنا اعتبر الديوان نقلة نوعية من ناحية أنه أوغل في التكثيف الدلالي والترميز وفي رهافة الإحساس والمشاعر مكرسا أستاذية يحسد عليها، فهو يحلق بعلو كصقر نحو الذروة.
أما الشاعر صقر عليشي فتحدث للبعث عن ديوانه الجديد مؤكداً أن ارتباطه بالبيئة الجبلية التي عاش فيها انعكست بالديوان بكل مفرداته وموضوعاته حتى وإن اختلفت المواضيع وتعمقت، فالبيئة التي عشت فيها ستلاحظونها موجودة وإن بشكل مختلف ودلالة متغيرة، والقارئ سيجد أن القصائد ليست بموضوعات تقليدية واضحة بل متشابكة ومتداخلة وهناك ايحاءات مختلفة كالحب والتاريخ والوطن والسياسة وغير ذلك، فأنا لا أكتب قصيدة بمفاهيم تقليدية، ولها تصنيفات خاصة.
مؤكداً أن كل قصيدة وكل نوع من الإبداع له جمهوره وأنا افتخر مع جمهوري الذي تعبت حتى وجدته ووجدني فقصائدي لجمهور خاص يمتلك مفاهيم وثقافة معينة ليتلقى القصيدة ويفهمها لذا أطيل في الكتابة والنشر أحياناً فالكتابة لدي مرتبطة بحالة إبداعية لتقديم تجربة مختلفة من ناحية الموضوع والمعالجات فأنا شاعر أكره التكرار ولست ممن يفتخرون بكثرة الإصدارات وقد يمتد كتابة الديوان لدي لسنوات عدة وديوان اليوم هو العاشر في مسيرة الكتابات الشعرية التي أطلقتها.
وختم عليشي: لا يمكنني الغياب عن طرطوس ودائما هناك مواعيد جميلة فلي فيها جمهور ولي محبين وذكريات جميلة توقد الشعر باستمرار وتترك بصماته في كلماتي وقصائدي التي أكتبها.