نبض رياضي.. مسابقة غير ممتازة
البعث الأسبوعية -مؤيد البش
فشلت النسخة الحادية والخمسين من الدوري الكروي الممتاز التي اختتمت الأسبوع الماضي في تقديم نفسها كمسابقة تضم أفضل الفرق واللاعبين “المحترفين” وينتظر منها أن تكون رافداً للمنتخب الوطني.
الشكل العام للدوري خيّب الآمال والبداية من المستوى الفني الذي تدهور عن المواسم الماضية، وبدت أغلب الفرق وكأنها غير مستعدة لخوض غمار المباريات، ليبرز ضغط النقطة مسيطراً على المباريات فرفعت بعض الفرق شعار عدم الخسارة ولعبت على أساسه فغابت المتعة وخرجت اللقاءات عن السياق الفني المنتظر خصوصاً من الأندية التي صرفت المليارات من الليرات على تعاقدات اللاعبين والمدربين.
وللإنصاف فإن سوية الأداء تأثرت بشكل كبير ببعض الظروف اللوجستية الخارجة عن إرادة الفرق وكوادرها، فالتأجيلات المتتالية جعلت الحديث عن التحضير البدني والتكتيكي شبه مستحيل، كما أن سوء أرضية الملاعب لم تسمح للاعبين بإبراز قدراتهم فتكفي الإشارة إلى أن أندية الجيش والوحدة والفتوة والمجد خاضت مبارياتها على ملعب واحد من العشب الصناعي دون وجود ملعب مؤهل أخر في العاصمة دمشق!
وهنا لابد من التأكيد على أن غياب الحضور الجماهيري عن أغلب المباريات بعد الزلزال أفقد الدوري متعته ورونقه، فالمعروف أن جمهور كرتنا يتفوق في شغفه على مستوى اللعبة بأشواط كبيرة.
ما تكرر في هذا الموسم من سلبيات السنوات الماضية كان تركيز الفرق على أخطاء الحكام وتحميلهم فوق طاقتهم، ما جعل الاستعانة بحكام من الأردن لقيادة المباريات الحساسة حلاً من اتحاد اللعبة لتفادي المشاكل، لكن الأكيد أنه حل مؤقت لن يكون نافعاً للمستقبل إذا لم يحظ هذا المفصل بالاهتمام اللازم.
قساوة المشهد العام ظهرت فيه بارقة أمل تجلت في تقلص رقعة الشغب، وربما كان جديد هو ظهور لجنة الانضباط وممارستها لدورها بصورة لافتة، فجاءت العقوبات المحقة كعلاج لكثير من الظواهر المسيئة لقدسية الرياضة لكن المستغرب كان إصرار بعض كوادر الأندية على تكرار المخالفات رغم معرفة العواقب سلفاً.
اتحاد الكرة اليوم أمام اختبار إعادة الجاذبية للمسابقة إن كان من ناحية الشكل أو المضمون، ولعل الأهم هو إنهاء حالة التدهور المادي الذي تعيشه أغلب الأندية من اشتراط توفير موارد الاحتراف قبل بداية الموسم، والانتظار حالياً لتطبيق معايير الاتحاد الآسيوي التي ستفرز فعلياً الأندية المحترفة عن التي تبحث عن معين أو مساند ولا تملك من الاحتراف سوى اسمه.