بلينكن يبحث عن الدفء في الرياض
تقرير إخباري
في خضمّ التغيّر السريع في مشهد التحالفات في الشرق الأوسط، وسلسلة الانفراجات الدبلوماسية التي شهدتها المنطقة، وعلى رأسها عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، والاتفاق الإيراني السعودي التاريخي، وسعي السعودية للانضمام إلى مجموعة “البريكس”، يقوم وزبر الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة إلى السعودية تستغرق ثلاثة أيام، بهدف تعزيز العلاقات المتوترة مع السعودية بسبب توسع علاقاتها مع من تعتبرهم خصومها.
يأتي ذلك في وقت تتزايد القناعات لدى الأميركيون بأن معالجة مجمل القضايا الخلافية العالقة قد أصبح أمراً ملحاً أكثر، خاصةً بعد المصالحة السعودية الإيرانية، والتي تعتبر بمثابة انعطافة كبيرة أعادت خلط الأوراق في الشرق الأوسط، ورسمت ملامح خارطة سياسية جديدة، وأظهرت في الوقت ذاته السعودية كلاعب إقليمي وازن، وقوة دبلوماسية لا يمكن تجاهل تأثيرها.
وفي أول لقاء بينهما استمر ساعة و40 دقيقة، ناقش بلنكين والأمير محمد بن سلمان قضايا الحرب في اليمن، والاضطرابات في السودان، بالإضافة إلى مسألة حقوق الإنسان، والتطبيع مع ” إسرائيل”، حيث دار جزء كبير من المناقشات حول تطبيع محتمل للعلاقات بين السعودية و”إسرائيل”، على الرغم من تقليل مسؤولين سعوديين من احتمال إحراز تقدم في هذه المسألة.
وكانت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية قد لفتت إلى أن هذه الزيارة تعد تغيراً واضحاً فيما أسمته خطاب “الحقد” الذي تصاعد في تشرين الأول 2022، وذلك عندما قررت منظمة “أوبك+” – بقيادة السعودية وروسيا – خفض إنتاج النفط، ما أدى إلى حدوث ارتفاع في أسعاره قبل شهر من الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، والتي كان التضخم قضيةً رئيسية للنقاش المحتدم فيها.
وبحسب مراقبين فقد شغلت جهود السلام في اليمن حيزاً كبيراً من، خاصةً أن وفداً سعودياً كان قد أجرى محادثات مع اللجان الشعبية في اليمن في محاولة للتوصل إلى هدنة، كما جرت عملية تبادل أسرى كبرى بين الطرفين استمرّت ثلاثة أيام.
يذكر أن العلاقات السعودية الأمريكية توترت في السنوات الأخيرة، بسبب رفض السعودية، أكبر مصدّر نفط في العالم، المساهمة في تخفيف ارتفاع أسعار الطاقة عقب العملية الروسية العسكرية في أوكرانيا. بالإضافة إلى توطيد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين السعودية والصين، الأمر الذي أثار مخاوف كبرى لدى واشنطن، ما دفعها إلى إجراء مثل هذه الزيارة إلى السعودية.
يذكر أن زيارة بلينكن تأتي بعد أسابيع قليلة من زيارة أجراها إلى المملكة مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، وبعد نحو عام على زيارة أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن في صيف العام 2022، والتي جاءت نتائجها متباينة، ووصفها محللون بأنها فشلت في تحقيق أهدافها.
عناية ناصر