دراساتصحيفة البعث

تفجير سد كاخوفكا.. ما هي العواقب على محطة زاباروجيا النووية؟

تقرير إخباري

تحققت المعلومات التي قدمها، فاسيلي نيبينزيا، المندوب الروسي في مجلس الأمن، والتي قال فيها منذ تشرين الأول عام 2022 في رسالة إلى مجلس الأمن بأن هناك نوايا من قبل السلطات الأوكرانية لتدمير سد كاخوفكا. وبالفعل، تعرض السد إلى تفجير في ليلة السادس من حزيران الجاري، ما أدى إلى تصريف كميات كبيرة من المياه في اتجاه مجرى السد، بالإضافة إلى العواقب الوخيمة على المدى القصير للغاية بالنسبة للسكان الموجودين في اتجاه مجرى النهر، حيث من المحتمل حدوث الفيضانات. وبحسب خبراء، يمكن أن يكون لهذا الحدث عواقب من حيث الأمان النووي، حيث تقع محطة الطاقة النووية في زاباروجيا على بعد 140 كيلومتراً من منبع سد كاخوفكا، وتسحب المياه اللازمة لتبريد مفاعلاتها الستة من خزان المياه الضخم البالغ 18 مليار متر مكعب الذي أنشأه السد في مجرى نهر دنيبر. ويمكن أن يؤدي الانخفاض في مستوى الماء في النهاية إلى تعقيد عملية تبريد المفاعلات النووية، لذلك، حتى عند الإغلاق، يجب تبريد المصنع باستمرار في محطة الطاقة النووية زاباروجيا.

حالياً، إن المفاعلات في وضع الإغلاق البارد، وواحد في حالة إيقاف التشغيل على الساخن. وعلى الرغم من توقف تفاعلات الانشطار النووي، والانخفاض النسبي في درجة الحرارة، فإن الحفاظ على وظائف الأمان للمفاعلات، ولا سيما التبريد الدائم للوقود المشع للغاية الموجود في القلب، وفي برك الوقود المستهلك، يتطلب طاقة كهربائية موثوقة تبلغ 100 ميغاواط، باستخدام مصدر بارد (الماء)، مع التذكير بأن استحالة تبريد بشكل صحيح يمكن أن يؤدي، في تكوينات معينة، إلى كارثة، كما حدث الحال في آذار 2011 في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة في اليابان.

في الأشهر الأخيرة، ازداد بشكل حاد خطر فقدان الموارد المائية اللازمة لتبريد محطة الطاقة النووية في زاباروجيا، خاصة مع انخفاض منسوب المياه في خزان كاخوفكا بشكل خطير، حيث انخفض بمقدار 2 إلى 14 متراً في 2 شباط 2023، أي أدنى مستوى له منذ 3 عقود. وفي الأسابيع الأخيرة، كان هناك مخاوف من مخاطر الفيضانات، حيث كان مستوى المياه 17.54 متراً في 21 أيار 2023.

لقد أدى تفجير سد كاخوفكا في 6 حزيران في المدى المتوسط ​​إلى استحالة توفير المياه لأنظمة التبريد بالمحطة، حيث أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان صحفي تعليقاً على تفجير السد، إلى أنه وفقاً لموظفيها في الموقع، فإن انخفاض منسوب المياه في خزان كاخوفكا يبلغ 5 سم في الساعة. لذلك يمكن استنتاج أنه إذا استمر الانخفاض في المستوى بالمعدل الحالي، فلن يكون من الممكن تزويد النظام خلال 3 أيام، وعندها سيكون من الضروري تنفيذ حلول طارئة لضمان الإمداد بالمياه.

وأضاف بيان الوكالة أن المياه متوفرة في بركة التبريد الكبيرة المجاورة للمحطة، والتي يتم الحفاظ على مستوى المياه فيها، حسب التصميم، فوق مستوى الخزان. وبالتالي يمكن أن توفر قدرات التبريد لبضعة أشهر، حسب تقديراتها، مع ملاحظة أنه من الضروري أن تظل بركة التبريد هذه سليمة، ولا ينبغي فعل أي شيء من شأنه أن يقوض سلامتها. ولكن في حالة الاستحالة الكاملة لتبريد المفاعلات، قد يحدث انصهار قلب المفاعل الذي تم إغلاقه مؤخراً بعد حوالي عشرة أيام.

وبحسب الخبراء، يؤدي استمرار الصراع إلى تآكل هوامش الأمان بشكل دائم، ويزيد من خطر وقوع حادث خطير، وعلى الرغم من الجهود التي بذلها مديرها العام منذ شهور، لم تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الحصول على “ملاذ” محطة توليد الكهرباء في زاباروجيا. وعليه، فإن هذا الاعتراف بالعجز، وحقيقة أنه لا توجد محطة للطاقة النووية مصممة للعمل بمستوى مقبول من الأمان في زمن الحرب، ينبغي أن يدفع جميع البلدان إلى مراجعة تقييمات الأمان للمنشآت النووية، وإعادة النظر في سياسات تطوير الطاقة النووية.

هيفاء علي