المهندس عرنوس يطّلع على سير العمل في محطة الرستين ويؤكّد أهميتها في تحسين الواقع الكهربائي
اللاذقية – سانا
ضمن المتابعة لواقع تنفيذ عدد من المشروعات الحيوية في محافظة اللاذقية.. اطّلع رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس اليوم على سير العمل في محطة توليد الطاقة الكهربائية بالرستين، وتقدّم الأعمال فيها.
وخلال الجولة في المحطة التي رافقه فيها وزير الكهرباء المهندس غسان الزامل ومحافظ اللاذقية المهندس عامر هلال، استمع المهندس عرنوس من الكوادر الفنية والإدارية للشركات المنفذة للمشروع عن المراحل التي وصل إليها تمهيداً لوضعها بالخدمة.
وعقد المهندس عرنوس اجتماعاً مع الكوادر المنفّذة، أكّد خلاله ضرورة بذل أقصى الطاقات لتشغيل المحطة خلال الفترة القريبة المقبلة، بما يسهم في تحسين واقع الطاقة الكهربائية المنتجة.
كذلك أكّد أهمية تكاتف جميع الجهود لتذليل العقبات التي تواجه العمل، وإيجاد الحلول لها، وتأمين كل مستلزمات العمل بما يضمن الإنجاز بخطوات متسارعة، معتبراً أن تشغيل المحطة سيكون أحد أشكال الانفراج الجزئي في موضوع الكهرباء.
ودعا إلى مضاعفة الجهود والعمل وفق ثلاث ورديات بشكل مبرمج، مقدّماً الشكر للعمال والكوادر الوطنية في جميع المؤسسات والشركات الإنشائية وشركة مبنا غروب الإيرانية.
وفي تصريح للصحفيين أوضح المهندس عرنوس أن الهدف من الزيارة الاطلاع على الأعمال المنفذة، والوقوف بشكل دقيق على مواعيد إمكانية تشغيل المحطة لرفد المنظومة الكهربائية، وتأمين الطلب على الطاقة.
وبيّن عرنوس أن الكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ 411 مليون يورو، وأعمال التنفيذ تجري في إطار الجدول الزمني المحدّد مع الالتزام بتطبيق أعلى معايير الجودة الفنية لوضع المحطة في الخدمة بأقرب وقت ممكن، ما سينعكس إيجاباً وبشكل مباشر على تحسين الواقع الكهربائي، وتأمين احتياجات المواطنين في سورية عموماً واللاذقية خاصة.
وأشار إلى أن هناك مجموعة مشروعات قيد التدقيق لوضعها في الخدمة بأكثر من منطقة، منها محطتا دير علي وحلب، وذلك ضمن الجهود الحكومية وبتوجيهات من السيد الرئيس بشار الأسد لمعالجة واقع الكهرباء وتحسينه.
بدوره، أشار وزير الكهرباء المهندس غسان الزامل إلى إنجاز المجموعة الغازية الأولى في المحطة بنسبة 100%، التي من المقرّر أن تدخل بالخدمة مع نهاية الشهر الحالي، بينما بلغت نسبة تنفيذ المجموعة الغازية الثانية 98% ومن المفترض تشغيلها بعد عشرة أيام من تشغيل المجموعة الأولى.
أما بالنسبة للمجموعة البخارية، فقد أوضح الزامل أنه تم تجهيز الموقع العام تمهيداً لدخول عناصر التشغيل والمباشرة بالعمل بعد إنهاء الاختبارات والتجارب من كوادر مؤسسة توليد الطاقة الكهربائية بالتعاون مع الشركة المنفّذة، ليتم وضعها في الخدمة منتصف العام القادم.
وعرض الوزير الزامل معوّقات العمل وأبرزها الحصار والعقوبات الاقتصادية، التي تسبّبت بتأخير وصول التوريدات من القطع والتجهيزات والمستلزمات وتنفيذ خط الغاز.
ولفت الزامل إلى جهوزية محطة تحويل الرستين 230 كيلو فولت بعد إجراء كل الاختبارات اللازمة ليتم تشغيلها فور دخول المجموعة الأولى من محطة توليد الرستين بالخدمة، مبيّناً أنها المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذ مثل هذه المحطة بخبرات وطنية سورية، حيث أنجزت “مؤسسة الإنشاءات العسكرية” الأعمال المدنية، بينما نفّذت “المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء” الأعمال الكهربائية والتجهيزات.
وتفقّد المهندس عرنوس سير العمل في محطة تصفية المياه من بحيرة سد 16 تشرين لأغراض الشرب بالقرب من مفرق عين البيضا، لتأمين وارد مائي إضافي إلى مدينة اللاذقية وريفها بنحو 85 ألف متر مكعب من مياه الشرب يومياً.
وخلال الاجتماع مع كوادر الشركة المنفّذة وجهة الإشراف ومؤسسة المياه المعنيين بتنفيذ أعمال المحطة، نوّه المهندس عرنوس بالجهود المبذولة لإنجاز المشروع وتحسين الواقع المائي في المحافظة، مؤكداً ضرورة وضع برنامج زمني لتشغيل المشروع خلال الفترة القريبة القادمة بما يضمن دعم شبكة مياه الشرب وتأمينها للأهالي.
وشدّد المهندس عرنوس على أهمية مشروع جرّ مياه الشرب من بحيرة سد 16 تشرين إلى اللاذقية، الذي تنفّذه الحكومة بالتعاون مع شركة فود ستروي الروسية المختصة بهذا المجال، مشيراً إلى أن “قيمة المشروع تبلغ 47 مليون دولار، إضافة إلى نحو 22 مليار ليرة سورية للأعمال المدنية”.
وبيّن أن جميع التجهيزات المتعاقد عليها موجودة في المشروع، وتم تركيب القسم الأعظم منها، والأعمال تسير بشكل جيد، والتنفيذ والوضع الفني على أرض الواقع ممتاز أيضاً، منوهاً بمساعي الطرفين لتسريع وتيرة الأعمال واختصار مدة التنفيذ، وبذل الجهود لتشغيل المشروع ووضعه بالخدمة بأقرب وقت ممكن مع الحفاظ على الجودة.
بدوره، أوضح وزير الموارد المائية الدكتور تمام رعد أن نسب الإنجاز مرتفعة في مشروع محطة التصفية على سد 16 تشرين، مع توريد كل تجهيزات المشروع وتركيب القسم الأعظم منها.
وحول تنفيذ الأعمال المدنية، لفت الوزير رعد إلى إنجاز العمل بمنشأة المأخذ، بينما شارفت أعمال منشأة الفلاتر الدوارة على الانتهاء، وتجاوزت نسبة الإنجاز في المرشحات الرملية 70 بالمئة، مبيّناً أنه سيتم وضع المشروع بالخدمة بأسرع وقت ممكن خلال العام الحالي.
ولفت إلى أن الوزارة تنفّذ حالياً معالجة لخزان مياه قسمين يدعم شبكة مياه الري بحوالي 37 ألف متر مكعب، وشارفت الأعمال فيه على الانتهاء، متوقّعاً إطلاق المياه في شبكة الري خلال الأيام القادمة.
وذكر أن تنفيذ أعمال تأهيل سدّة السن جارٍ أيضاً، وأنجزت كامل الأعمال المتضرّرة إثر الزلزال، مشيراً إلى أهمية هذه الأعمال كجزءٍ مهم من المشروع الحيوي في مركز السن لتأمين مياه الشرب لمحافظتي طرطوس واللاذقية.
إلى ذلك، اطّلع المهندس عرنوس على مشروع إنشاء وحدات سكنية مؤقتة في حي الغراف بمدينة اللاذقية، ضمن مشروع إقامة 1000 وحدة سكنية مؤقتة، الذي ينفّذ بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي للمتضرّرين من الزلزال.
وخلال تجوّله في المشروع، أعرب المهندس عرنوس لرئيس وفد الهلال الأحمر الإماراتي في سورية محمد الكعبي، عن الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة على المساعدات الإغاثية التي قدّمتها للمتضرّرين نتيجة الزلزال، ولدورها في تأمين السكن المؤقت من خلال هذا المشروع، ما يعكس عمق العلاقات الأخوية بين شعبي وقيادتي البلدين.
وأوضح مدير المشروع في فرع الشركة العامة للبناء والتعمير الجهة المنفذة المهندس منذر إسماعيل، أن موقع الغراف من بين سبعة مواقع اختيرت لتنفيذ المشروع بين اللاذقية وجبلة واسطامو، ويأتي على مساحة 33 دونماً، ويضمّ 350 وحدة سكنية مع وحدة خدمية، لتبلغ مساحة الشقة 42 متراً مربعاً، تحوي غرفتي نوم وصالوناً ومنافعها، ومجهزة بالطاقة الشمسية لتدفئة المياه والإنارة، لافتاً إلى أن نسبة التنفيذ في الموقع تتراوح بين 30-40 بالمئة وهي الأعلى بين المواقع، ومن المنتظر تسليمها قبل الموعد المحدّد بـ8 أشهر.