التيار العقلاني بين أرسطو وابن رشد
حلب- غالية خوجة
تحدث الكاتب الباحث المهندس المعماري جورج سباط عن التيار العقلاني في الفلسفة من أرسطو لابن رشد خلال أمسية ثقافية أقامتها جمعية العاديات ومديرية الثقافة في صالة تشرين، بحلب، وقدمها وأدارها د. عصمت بوابة عضو اللجنة الثقافية.
انطلق الباحث سباط من القرن الرابع قبل الميلاد مع أرسطو كمؤسّس لهذا التيار الفلسفي، وتأثيره بعدما ترجمه السريان في بلاد الشام، إضافة لترجمتهم لكتابات الكثيرين ومنهم فيثاغورس، مشيراً إلى مركزية بلاد الشام ودورها في طريق الحرير الذي انتقل من الصين إلى أوروبا، ودورها في الطريق الثقافي الذي انتقل من اليونان إلى أوروبا.
وزّع الباحث محاضرته إلى محاور ثلاثة هي مرحلة ما قبل ابن رشد، ومرحلة ابن رشد، وتأثير ابن رشد على أوروبا والعالم، موضحاً كيف أن هذا التيار تطور مع الزمن ليؤكد على توحيد الطريقة العقلانية، ولاسيما أن الفارابي لعب دوراً كبيراً في هذا المجال ويسمى أرسطو العرب والمعلم الثاني، إضافة لابن سينا وأبو حامد الغزالي.
وركّز في المحور الثاني على دور ابن باجه سلطان الثقافة الأندلسية، وتلميذه ابن طفيل صاحب كتاب “حي بن يقظان”، إلاّ أنّ لابن رشد دوره المحوريّ في هذا التيار كونه الأشد تأثيراً بأفكاره ومؤلفاته عن العقل والتيار العقلي، واستمرار تأثيره في المحور الثالث لأن كتب ابن رشد ترجمت للغات أخرى، وتشكّلت المدرسة الرشدية في أوروبا والتي تخرّج منها العديد من النوابغ مثل ألبرت الكبير وتوما الأكويني اللذين نشرا شروحات ابن رشد وفلسفة أرسطو في أوروبا، مما مهّد لمرحلة التنوير والعلمانية الأوروبية وانتعاش التيار العقلاني الفلسفي الزاخر بحكمة المؤسسين، ومنها قول أبو نصر محمد الفارابي الفيلسوف والعالم: “واجبُ الوجود عقل محض، يعقل ذاته بذاته، فهو عاقل ومعقول في آنٍ واحد”.