“الزراعة” تخشى منافسته للمحاصيل الحقلية.. “القبار” لازال خارج الاهتمام رغم فوائده وجدواه!
ككل عام مع بدء شهر حزيران، تتهافت أسر وعائلات ريف حماه الشرقي وباديتها لقطاف ثمار القبار الشوكي، في جو من الألفة متجاهلين آلام أشواكه الجارحة التي تخترق حتى قفازات الأيدي في أغلب الأحيان، فهو يشكل مصدر رزق للعديد من العائلات الريفية، رغم تدني سعره في سورية مقارنة بالسعر العالمي، حيث يستطيع الفرد جني من 1 – 3 كغ يومياً، إلا أنه لا يوجد استثمار فعلي لهذا النبات حتى يومنا هذا، ولم تزل الزراعة تصنفه كنبات حراجي!.
أمر غير وارد!
المهندس أشرف باكير مدير زراعة حماه، أكد أن نبات القبار هو نبات بري ويعامل كمحصول حراجي وتطبق عليه قوانين المنتجات الحراجية فيما يخص النقل والتخزين، لكن وجوده بأي أرض قد يخرجها عن الخدمة ليصبح منافسا حقيقيا للمحاصيل الحقلية الأخرى، وهذا ما أكده أيضا مدير دائرة الحراج الدكتور عبد الكريم محمد، مشيرا إلى أن تحويله إلى نبات حقلي أمر غير وارد لأنه نبات ينمو بشكل طبيعي وبشكل كبير وفي أماكن متفرقة وزراعته قد تحتاج لتكاليف مرتفعة، وبين أن دائرة الحراج تعمل منذ العام السابق على تجميع هذا النبات و إدخاله في مستودعات مرخصة، ليتم بعدها تأمين رخص للنقل من محافظة إلى أخرى.
وأكد الخبير الزراعي معن نبهان أن نبات القبار سريع الانتشار إذ يتميز بجذور عميقة وسرعة انتشار بالبذور والعقل نتيجة الرياح والفلاحة، ففي مناطق الريف الشرقي والبادية كان تواجده شبه نادر في سنوات سابقة، أما اليوم فهو متواجد بشكل كبير، وفي الحقيقة هو نبات منافس فعلاً لكافة الزراعات سواء الموسمية أو حتى الأشجار كونه يشارك الأشجار بالرطوبة الموجودة بالتربه، وقد تحدث السرعة الكبيرة لنموه مشاكل كبيرة بتخديم الأشجار الأخرى، وربما يشكل هذا النبات مشكلة حقيقية خلال السنوات القادمة، إلا إذا تم استثماره كسلعة اقتصادية رابحة وحقيقية دون أثر سلبي عن طريق زراعته في مناطق البادية والأراضي التي لا يمكن استثمارها بمحاصيل أو أشجار بعيدا عن الأراضي الزراعية.
خيارات ممكنة
بالمقابل أوضح مدير الهيئة العامة لإدارة وتطوير البادية الدكتور بيان العبد الله، أن هناك آلاف الهكتارات على امتداد الجغرافية السورية خارج نطاق الاستثمار، ولا يمكن إدخالها في منظومة الإنتاج الزراعي بعائد اقتصادي مجز، من هنا تأتي أهمية التفكير والبحث عن آلية استثمار مثلى، تؤدي لإنتاج اقتصادي مربح، وقد يكون إدخال نبات القبار أحد الخيارات الممكنه، لما له من عائد اقتصادي مع قلة التكاليف والخدمات اللازمة إضافة لما يشكله من أهمية قصوى كغطاء أخضر في مناطق البادية حيث يمتاز بالمقاومة الشديدة للجفاف مع وجود مجموع جذري وتدي متشعب وهذا يرشحه ليكون أحد الأسباب الناجعة لتثبيت الكثبان الرملية في البوادي والتقليل من خطر التغيرات المناخية عدا عن فوائده الطبية والغذائية حيث يستخدم الزيت المستخرج منه في تحضير العديد من المستحضرات الطبية العلاجية ومستحضرات التجميل إضافة لاستخدام البراعم قبل تفتحها بإعداد المخللات التي تعتبر من أساسيات الموائد في دول الخليج، ودعا الدكتور العبد الله إلى زراعته والاهتمام به في مناطق البادية والأراضي الخارجة عن الاستثمار كي لا يؤثر بشكل سلبي على المحاصيل الأخرى، فنحن بحاجه لنستزرع كل شبر من أرضنا لتحقيق أمننا الغذائي.
مردود هائل
المهندس الزراعي محمد جغيلي، أكد عدم وجود جهة عامة في سورية تهتم بهذا النبات وزراعته واستثماره، رغم فوائده الكبيرة في منع زحف الصحراء وجرف التربة، إضافة لمردوده الاقتصادي الهائل قياساً بغيره من النباتات التي تحتاج لعناية فائقة للحصول على مردودها وفائدتها، وأهميته أيضا بالنسبة للنحل كغذاء متوفر بكثرة ولعدة أشهر، لذلك فهو يحتاج لشركات وجهات عامة وخاصة للعناية بتكاثره ويحتاج أيضا لجهة عامة أو خاصة لتصنيعه وبيعه بالأسواق العالمية، مشيراً إلى أن تركيا هي من أكثر الدول التي تقوم بشرائه حاليا وتصنع منه العديد من المنتجات لتصدرها للعالم.
ذكاء أسعد