مسؤولو واشنطن وبروكسل يبحثون عمّا يسمّونه هجوماً أوكرانياً ناجحاً
واشنطن – بروكسل – تقارير
تسابق واشنطن وبروكسل الزمن على أمل الوصول إلى أيّ نصر على الجبهة يمكن أن يسمّى هجوماً مضاداً ناجحاً، في الوقت الذي يصرّ فيه الجميع على عدم الإعلان عن موعد هذا الهجوم مخافة الفشل، ورغم استمرار النظام الأوكراني في هجومه المضاد غير المعلن منذ الرابع من الشهر الحالي، إلا أن أحداً من النظام أو مشغّليه لم يُطلق فعلياً على هذا الهجوم صفة “الهجوم المضاد”، الأمر الذي يؤكّد أن أحلام الغرب في الحصول على أيّ نصر في الميدان بدأت بالتبخّر، وأنهم الآن باتوا يعدّون العدّة لتحميل الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي وحده مسؤولية هذا الفشل.
فقد صرّح مسؤولو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أنه من غير الواضح ما الذي سيعدّونه “نجاحاً” للهجوم الأوكراني المضاد، لكنهم اعترفوا بأن إخراج القوات الروسية من الأراضي أمر غير مرجح.
وكما تشير صحيفة “نيويورك تايمز”، تعتقد الولايات المتحدة وأوروبا أن الهجوم المضاد قد يصبح نقطة تحوّل في النزاع، و”يعتمد الكثير على النتيجة”.
وفي الوقت نفسه، تقول الصحيفة: “ليس هناك شك في أن الخطوة العسكرية الجديدة ستؤثر في المناقشات حول الدعم المستقبلي لأوكرانيا، وكذلك النقاش حول كيفية ضمان مستقبلها”.
ووفقاً لـ “نيويورك تايمز”، لا يزال من غير الواضح ما الذي ستعدّه الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا هجوماً مضاداً “ناجحاً”. في السر، يعترف ممثلو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأن “إخراج جميع القوات الروسية.. غير مرجّح”.
وحسب الصحيفة، فإن عودة القوات الأوكرانية والاحتفاظ بها داخل الحدود حتى 24 شباط 2022، والإضراب الذي يجعل المرء يفكر في مستقبل العملية الخاصة يمكن اعتباره “نجاحاً”.
وصرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، بأن القوات الأوكرانية تكبّدت خسائر فادحة خلال هجومها المضاد، وهذه مأساة تتحمّل سلطات كييف المسؤولية الكاملة عنها.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الأوكرانية تقوم بمحاولات هجومية فاشلة منذ 4 حزيران، وتكبّدت خسائر في الأشخاص والمعدات.
وفي 6 حزيران، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: إن القوات الروسية صدّت خلال ثلاثة أيام كل محاولات “الهجوم الذي طال انتظاره” للقوات الأوكرانية، في حين بلغت خسائر الجانب الأوكراني 3715 شخصاً، و259 عربة مدرعة، و134 مركبة و48 قطعة مدفعية ميدانية وأكثر من 50 طائرة مسيّرة.
إلى ذلك، قال ضابط البنتاغون السابق، ستيفن بريان: إن الرئيس الأوكراني تلقّى أنباء غير سارة عن الخسائر الفادحة وإخفاقات قواته خلال محاولاتها الهجوم على زابوروجيه.
وقال بريان على منصة Substack: “إن زيلينسكي، الذي زار إقليم خيرسون الخاضع لسيطرة كييف، تلقى حينها أنباء غير سارة عن الخسائر الفادحة وإخفاقات القوات الأوكرانية في محاولاتها للهجوم على منطقة زابوروجيه”.
وأضاف: “تمكّنت القوات الروسية من تدمير العديد من الدبابات الأوكرانية، بما في ذلك دبابات AMX-10 المزوّدة بعجلات فرنسية ودبابات ليوبارد التي نقلتها ألمانيا إلى أوكرانيا، كما دمّرت أيضاً رادار Hensoldt TRML-4D AESA المهم، وهو جزء من Iris – نظام الدفاع الجوي الذي تم نشره في منطقة الحرب لدعم القوات الأوكرانية”.
كذلك أشار الصحفي إلى أن “الفريق الأفضل في القوات المسلحة الأوكرانية، اللواء الميكانيكي السابع والأربعين، تم تدريبه في دول الناتو، وهو مجهّز بمعدات وتقنيات حديثة، بما في ذلك عربات قتال المشاة الأمريكية برادلي، مدعومة بكمية هائلة من المدفعية، بما في ذلك HIMARS MLRS، فشل في الهجوم”.
وأضاف بريان: “ليس من الواضح حجم الضرر الذي لحق بهذا اللواء، لكن الوحدات الأخرى كانت منهكة لدرجة أن بعض الكتائب رفضت القتال.. في الوقت نفسه، لا يزال لدى القوات المسلحة الأوكرانية احتياطيات كبيرة يمكن أن تجلبها كييف إلى ساحات القتال، لكن بالمقابل تمتلك روسيا أيضاً قوات احتياط ضخمة”.