الرفيق الهلال في مؤتمر فرع حلب: تطوير آليات العمل وتفعيل الجانب المجتمعي وملامسة هموم الشعب
حلب – معن الغادري
عقد فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي مؤتمره السنوي، وذلك بحضور ومشاركة الرفاق المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد للحزب، والمهندس حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء، وياسر الشوفي عضو القيادة المركزية للحزب رئيس مكتبي التربية والطلائع، وزياد صباغ عضو لجنة التفتيش الحزبي.
ونقل الرفيق الهلال في مستهل المؤتمر تحيّة ومحبّة السيد الرئيس بشار الأسد، الأمين العام للحزب، إلى الحضور ومن خلالهم إلى كل أهالي حلب التي أصبحت رمزاً بصمودها الأسطوري وانتصارها المدوّي ومثالاً وأنموذجاً يحتذى به في معاني الانتماء والوفاء والولاء للوطن وقائده؛ إذ كانت وما زالت على العهد رافعة الرأس والجبين بكل العزة والكرامة والإباء، مسطّرة أروع ملاحم البطولة والشجاعة جنباً إلى جنب مع أبطال الجيش العربي السوري إلى أن تحقق النصر واندحر الإرهاب إلى غير رجعة.
واستعرض الرفيق الهلال الواقع السياسي، مشيراً إلى أن التحوّلات السياسية التي شهدتها المنطقة مؤخراً عزّزت انتصار سورية في جميع المجالات وفي المحافل الإقليمية والدولية، بقيادة القائد الأسد، الذي لم يساوم ولم يفرّط ولم يتنازل، وهو ما تُرجم واقعاً في القمة العربية في جدّة، التي كانت قمّة سورية، مضيفاً إن موقف سورية سيبقى ثابتاً ومبدئياً وسيادياً تجاه جميع القضايا، وستواصل معركتها بكل صلابة وثقة وإيمان حتى تطهير جميع الأراضي السورية من دنس الإرهاب ومن المعتدين.
وأشار الرفيق الهلال إلى أن ما أصاب حلب وبعض المحافظات في سورية بسبب زلزال الـ6 من شباط، من أضرار وضحايا وأوجاع مؤلمة وقاسية، وما قابله من رجولة وهبّة ونخوة من كل أبناء الشعب العربي السوري تجاه أهلهم المتضرّرين، شكّل البلسم لمداواة الجراح، وجسّد كل معاني التضامن والتعاضد، وأظهر قوة وصلابة وتماسك الشعب السوري الذي تربى على القيم والمبادئ النبيلة، وهو ما قضّ مضاجع أعداء سورية في كل مكان، وبالتالي سقطت كل رهاناتهم مجدّداً.
وتطرّق الرفيق الأمين العام المساعد إلى العديد من الجوانب التنظيمية والاقتصادية والفكرية والعقائدية، مؤكداً أن الحزب خلال مسيرته النضالية الطويلة دافع عن قضايا الأمة العربية، وكان حاضناً للشعب والمجتمع بمختلف شرائحه ومحقّقاً لآمال وطموحات المواطنين، وهو شريك أساسي في بناء الدولة المتجدّدة والمتحضّرة، وهو اليوم أكثر حيوية وتجدّداً وتمسّكاً بمبادئه وقيمه وبأهدافه، داعياً إلى تطوير آليات العمل وتفعيل الجانب المجتمعي وملامسة هموم الشعب وتلبية احتياجاته ومتطلباته.
وركّز الرفيق الهلال على ضرورة البناء التنظيمي السليم والتنسيب النوعي لصفوف “البعث”، واختيار القيادات الكفؤة، إضافةً إلى ضرورة الالتزام بالاجتماع الحزبي وتنويع مواضيعه وطروحه وأفكاره ومناقشة قضايا تهمّ الشأن العام، مشدّداً على ضرورة الالتزام وتنفيذ قرارات قيادة الحزب، وعدم التهاون في مسألة إهمال الواجب الحزبي وفصل غير الملتزمين، وأن يكون العمل التنظيمي وفق التوزع الجغرافي لا المهني؛ لتكون فاعلية العمل الحزبي أشمل وأوسع.
المهندس عرنوس: دراسة واقع الرواتب والأجور في خواتيمها
بدوره، المهندس حسين عرنوس قدّم عرضاً شاملاً حول مجمل الخطط والمشاريع التنموية والاستراتيجية التي تنفّذها الحكومة بحلب وعلى مستوى بقية المحافظات، وخاصةً ما يتعلق منها بدفع العملية الإنتاجية وتقديم المحفّزات وتحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي، وأكّد أن الحكومة ماضية في سياسة ترشيد الدعم وتوجيهه لمستحقيه، مبيّناً أن كتلة الدعم التي تتحمّلها الحكومة تزيد على 52 ألف مليار ليرة، منها 17 ألف مليار كتلة دعم المشتقات النفطية، في حين أن واردات الخزينة من الضرائب المحصلة حوالي 7 مليارات فقط.
وبيّن المهندس عرنوس أن هناك جهوداً كبيرة لتحسين واقع الكهرباء، وقريباً سيتم وضع محطة الرستين في الخدمة، كما يتم العمل على استكمال تجهيز المجموعة الأولى في المحطة الحرارية والمتوقع أن تنتهي أعمال تأهيلها خلال الشهر السابع.
وتحدّث المهندس عرنوس عن الواقع الزراعي موضحاً أن الحكومة تضع في سلّم أولوياتها دعم هذا القطاع الاستراتيجي وتوفير كل مستلزمات واحتياجات الإنتاج الزراعي، مشيراً إلى أن “محصول القمح هذا الموسم جيد وعمليات استلام المحصول تسير بشكل جيد وسلس، ولمسنا ارتياحاً كبيراً من الفلاحين تجاه ما تقدّمه الدولة”.
وحول تحسين الرواتب والأجور، أكّد رئيس مجلس الوزراء أن الفريق الحكومي يعدّ دراسة متكاملة لواقع الرواتب والأجور وتحسين الواقع المعيشي، مبيّناً أن الدراسة في خواتيمها.
وأبدى رئيس الحكومة تفاؤله على الرغم من كل الصعوبات لجهة الحصار وقيام العصابات الإرهابية وقوات الاحتلال الأمريكي من نهبٍ لنفط وثروات سورية في المنطقة الشرقية، إضافةً إلى سنوات الحرب والحصار، مؤكداً أن الحكومة تعمل على توطيد علاقات الشراكة مع عدد من الدول العربية وقطاع الشركات ورجال الأعمال السوريين والعرب، ومنوهاً بأن تحسّن العلاقات والانفتاح العربي على سورية لا يكفي وحده بل يحتاج إلى خطوات عملية مباشرة لدعم مشروع إعادة إعمار سورية، والنهوض بالواقع الاقتصادي وكسر الحصار الجائر المفروض على شعبها.
من جانبه، أشاد الرفيق ياسر الشوفي بمضمون التقرير المقدّم، منتقداً في الوقت نفسه المداخلات التي لم تكن بمستوى ما تحتاج إليه المرحلة من عمل وجهد كبيرين، كما دعا الجهاز الحزبي لتحمل مسؤولياته وأن يكون دائماً في مقدّمة الخطوط في مشروع بناء سورية المتجدّدة بقيادة الرئيس بشار الأسد.
الرفيق أحمد منصور، رئيس فرع حلب، أكّد ضرورة رفع مستوى الأداء الحزبي، وخلق حالة من التشاركية البنّاءة، لتدعيم روائز البناء.
وأثنى الرفيق زياد صباغ، على ما جاء في التقارير المقدّمة، مبدياً بعض الملاحظات التنظيمية، وداعياً إلى ضرورة العمل على تلافيها، كما انتقد موضوع انخفاض عدد المنتسبين للحزب.
وركّزت المداخلات على توفير البيئة الملائمة للقطاع الحرفي، والمواقف المأجورة ورفع رسومها بشكل مفاجئ، ودعم ذوي الشهداء، كما أثير ملف التعليم الخاص، وارتفاع رسومه.
كذلك ركّزت المداخلات على تقديم كل الدعم الممكن للمزارعين، وتأمين مصادر الري، والعمل على استكمال صيانة وترميم المنشآت الرياضية وحمايتها.
وفي الشأن الاقتصادي تمّت المطالبة بدفع العملية الإنتاجية، ومكافحة كل أشكال الفساد، وتحسين واقع النقل، ورفع تعويض إصابات العمل بما يتناسب مع الواقع الراهن.
تصوير – يوسف نو