فعاليات ثقافية هندية بدمشق
ملده شويكاني
“ثمة قواسم مشتركة بين الهند وسورية بالتاريخ والنضال والقيم والتعددية”، هذه المفردات المعبّرة عن عمق العلاقات المتجذرة بين الشعبين الصديقين الهند وسورية، قالتها الدكتورة وزيرة الثقافة لبانة مشوّح في الفعالية الثقافية التي أقامتها سفارة الهند في دمشق في المركز الثقافي-أبو رمانة-، وعُنيت بإظهار ملامح التراث بشقيه المادي واللامادي للهند، البلد العريق متعدد الثقافات والديانات واللغات والفنون من خلال معرض الصور الضوئية، والذي ترافق مع محاضرة عن الحضارة الهندية، والتطور التكنولوجي الذي تحظى به، وبين القائم بالأعمال في السفارة الهندية السيد فيجاي باندي أن المعرض يهدف إلى تعريف السوريين بثقافة الهند، وقال إن الروابط قوية بين البلدين.
وقد وثّق المعرض بالصور الضوئية ملامح التراث المادي واللامادي فعرض صوراً للأوابد التاريخية الأثرية والمعالم السياحية والمعابد والتماثيل الشهيرة، فمن اللوحات، الممر إلى المعبد الذهبي، بونجاب، وتشارمينار (المنارات الأربع) ومعبد اكشاردام، غوجورات، ومسجد حضرت بل، جامو وكشعير، ومتحف ولاية مانيبور الذي يضم بانوراما كاملة عن تاريخ هذه الولاية وعظمتها، ومن أشهر محتوياته القارب الملكي الموجود بالمعرض المفتوح بالمتحف، إضافة إلى كل ما يتعلق بالعائلة المالكة من الأزياء والأدوات وأسلحة الحرب، ويضم أيضاً الكثير من المخطوطات والمستندات الأثرية والمعروضات النادرة، وصور الحكام السابقين لمانيبور.
ومتحف غاندي الوطني الذي يعرّف الأجيال بتاريخ هذا المناضل العظيم من خلال الصور واللوحات والمخطوطات وأشيائه الخاصة، ويضم مكتبة تجمع قرابة أربعين ألف كتاب، إضافة إلى كتاباته عن السلام العالمي.
كما وثّق المعرض الفنون الهندية وخاصة الرقص بأنواعه الكلاسيكي والشعبي المرتبط بمناطق متعددة، إضافة إلى الحرف اليدوية الشهيرة مثل سجاد الكشمير والمجوهرات والفخار والمنسوجات المزخرفة والحرف الخشبية وحرفة سبتاماري بيهار التي تشبه صناعة سلل القشّ.
كما وثّق أنواع الأطعمة الشهيرة والحلويات وأنواع الشاي التي تشتهر بها الهند، منها شاي “ماسالا” وأنواع التوابل والبهارات والخبز مثل خبز الدوسا.
التعاون الهندي– السوري
وفي جانب آخر وثّق جوانب التعاون السوري – الهندي لاسيما الطبي في مجال تركيب الأطراف الصناعية لمتضرري الحرب، وكذلك المساعدات التي قدمتها الهند لمتضرري الزلزال، إضافة إلى بعض الفعاليات والتعاون مع وزارات عدة.
اتخذت المحاضرة التي قدمتها رؤى بيدق الطابع السينمائي بعرض فيلم وثائقي والتعليق المباشر عليه بأسلوب سلس، فبدأ الفيلم بالرياضة الشهيرة بالهند اليوغا التي تأسست بالهند وفق مجموعة ممارسات بالتنفس والتأمل ووضعيات معينة للجسد، ونوّهت بيدق إلى الاحتفال العالمي بيوم اليوغا في الحادي والعشرين من حزيران.
وتابع الفيلم عن الاحتفالات الشعبية والموسيقا والفنون والمنسوجات الحريرية والساري والحضور القوي للفنّ التشكيلي، وأظهر ملامح تطور الهند التكنولوجي وبالطراز المعماري (للمولات).
وتطرقت إلى سمات الأدب الهندي الذي يتخذ شكل الملحمة، وسلطت الضوء على أعلام الأدب والفنّ التشكيلي، والأعمال اليدوية المنتشرة بالمعابد والمنازل.
ومن أجمل ما عرض الفيلم الأعياد التقليدية، ومنها عيد الأضواء، وعيد الألوان ويتميز بالاحتفاء بالألوان بوضعها على الوجه مع الرقص، وعيد الراخي، ويعني عيد الأخ والأخت، إذ تقدم الأخت سواراً إلى الأخ يضعه بيده يكون بمثابة وعد لها بحمايتها.