المنتخب الوطني لكرة القدم بين واقع الحال وما يطلبه الجمهور
ناصر النجار
وصل منتخبنا الوطني إلى هانوي العاصمة الفيتنامية لإقامة معسكر قصير ينتهي بلقاء منتخب فيتنام في العشرين من الشهر الجاري، وهذا المعسكر هو ضمن مراحل الاستعداد للنهائيات الآسيوية ضمن أيام الفيفا، حيث تزخر الملاعب الدولية بالدورات والمباريات مع نهاية الموسم الحالي في أغلب البلدان.
ومنذ أن أعلن المدرّب الأرجنتيني هيكتور كوبر عن تشكيلته المسافرة حتى طالت الاتهامات المدرّب واتحاد كرة القدم وبعض موظفيه بسبب استبعاد لاعبين مهمّين، أو عدم دعوة لاعبين من المفترض أن يكونوا ضمن عداد المنتخب، لدرجة أن بعض محبي فريق الفتوة طالبوا بلاعبيهم ليكونوا بالمنتخب فهم أبطال الدوري.
قضية المنتخب الوطني لا يمكن حلّها ببعض بوستات على وسائل التواصل الاجتماعي، فالقضية أعمق من رأي هنا ورأي هناك، والعواطف باتت تجرفنا وتحرف بوصلة المنتخب عن الطريق الصحيح، وكما هو معلوم فإن ميزان المنتخب يخضع لمعايير كثيرة من الواجب توفرها باللاعب المدعو للمنتخب، واللاعبون الذين تمّت دعوتهم يملكون الخبرة الدولية وهم معروفون، وقضية تفضيل بعض اللاعبين على بعض قضية نسبية يحدّد معاييرها المدرّب ومساعدوه.
ما نراه اليوم نسمعه منذ عشرات السنين فلم يكن المنتخب يوماً ما يحوز على الرضا الكامل، ويجب أن نسمع صيحات الاستغراب والاستهجان من هنا ومن هناك، وأغلب هذه الصيحات إما عاطفية أو تصبّ في المصالح الخاصة.
والحال نفسها تسري على المدرّبين، فمن كان له مدرّب مهتمّ به نراه يهاجم كل مدربي المنتخبات بمناسبة وغير مناسبة من أجل تمرير ما يريد، كلّ هذه الصيحات لا تصبّ بمصلحة المنتخبات الوطنية، وعلينا أن نمنح لاعبي ومدرّبي المنتخبات الوطنية الثقة، وأن نعطي اتحاد كرة القدم الفرصة ليقدم أفضل ما عنده.
قضية كرة القدم لم تعد قضية لاعب أو منتخب أو نتيجة مباراة، كرة القدم الوطنية بحاجة إلى نفضة شاملة، تحتاج إلى إزالة تعب السنين الماضية وإلى رفع الأنقاض عنها، ومسؤولية تطوير المنتخب تبدأ عند الأندية وتنتهي عند اتحاد كرة القدم، وعندما تملك أنديتنا الرؤية الصحيحة في البناء والتطوير سنجد ذلك ينعكس على المنتخبات كلها.