فترة الامتحانات.. أجواء مشحونة بالتوتر لغياب الدعم النفسي.. وتكاليف بملايين الليرات للدروس الخصوصية
دمشق- وفاء سلمان
يعيش الأهل والطلاب في مرحلة الشهادات الإعدادية والثانوية حالة استنفار دائمة على مدار العام الدراسي، لتأتي فترة الامتحانات بكلّ ما فيها من توتر وقلق وخوف لتزيد بضغوطاتها النفسية المخاوف التي تلاحق أحلام آلاف العائلات وآمالهم بمستقبل أبنائهم، وطبعاً هذه الأجواء المشحونة تفرض نمطاً حياتياً مختلفاً وتعاملاً خاصاً بما يفرض التوجّه لأصحاب الاختصاص للاستشارة وتوجيه الأهالي والطلاب نحو كل ما يخفّف التوتر ويضبط الحالة النفسية التي قد تؤدي إلى الانتحار والوفاة!.
الدكتور سمير هادي اختصاصي نفسي أكد أنه خلال فترة تقديم الطلبة للامتحانات يجب التركيز بشكل كبير ومضاعف على توفير الدعم النفسي لهم، لما له من أهمية كبيرة إن كان خلال الأوقات العادية الطبيعية أو خلال الظروف الطارئة، حيث تعتبر مرحلة التعليم الإعدادي والثانوي من أهم مراحل الأفراد الدراسية لأنها تحدّد مستقبلهم بشكل أو بآخر، ولهذا فإن الدعم النفسي خلال هذه المرحلة العمرية الدراسية مهمّ جداً ومؤثر بشكل فعّال، مبيناً أن الدعم النفسي ينقسم لعدة أقسام، فالبداية تكون بدعم الأسرة للطالب لفظياً وعملياً، وتهيئة الظروف المناسبة وتوفير الجو الهادئ والمريح عن طريق تقديم النصائح له، أما القسم الآخر فهو دعم المؤسسة التعليمية التربوية الذي لا يقلّ أهمية عن دعم الأهل، فللمعلم دور فعّال في تعزيز ثقة الطالب بنفسه واستيضاح الأفكار والمعلومات، بالإضافة إلى دوره المهمّ جداً من خلال قربه من الطلاب واستيعابه لهم وتقديم الإرشادات والنصائح المتعلقة بتقسيم فترات الدراسة وفهمها بشكل أوضح، ولا ننكر أهمية وجود الأصدقاء والأقارب الذين باستطاعتهم المساندة وتقديم الكلمة الطيبة والمعلومة المفيدة، وخاصة إن كانوا مروا بتجربة الامتحانات وضغطها.
وأضاف هادي أن التوتر والتشنج وفقدان التركيز لدى الطلاب من أكثر الأمور المؤثرة على امتحاناتهم ونتائجها، كما أن التأجيل وتراكم المواد يؤثر سلباً خلال الفترة الامتحانية، لذلك يجب متابعة الدروس والمواد بشكل دوري ومستمر مما يجعلهم في حالة استعداد نفسي وجهوزية عالية، وكذلك استخدام عدد أكبر من الحواس التي لها دور مهمّ في حفظ المعلومة وتذكرها، مثل استخدام النطق والنظر والسمع وكتابة المعلومات، وذلك للدور الإيجابي للكتابة في حفظ وتذكر المعلومات وقت الامتحان، ولا مانع من تناول بعض المأكولات المساعدة على التركيز كالشوكولا الداكنة والمكسرات والزبيب، وأيضاً الخضراوات الورقية الخضراء وشرب كميات كثيرة من المياه والابتعاد عن المأكولات الدسمة والمصنّعة قدر الإمكان، ولا ننسى أن للرياضة دوراً مهماً جداً لاستعادة النشاط والحيوية والطاقة كالمشي اليومي مدة ساعة.
وفي هذا السياق أشار أحد الطلبة إلى الضغط النفسي الكبير الذي يعاني منه بسبب رغبة أهله باختصاص معيّن عند الانتهاء من هذه المرحلة، بالإضافة لتكاليف الدروس الخصوصية الباهظة التي وصلت في بعض المناطق إلى نحو ١٥ مليون ليرة.
وذكر أحد الأهالي أنه لا يهمّ مدى ارتفاع التكاليف للدروس الخصوصية بل الأهم اختيار الأستاذ المشهور، وذلك من مبدأ المفاخرة وللحصول على النتيجة المطلوبة، في حين ذكر آخرون أن التعليم في المدارس الحكومية لم يعد بالمستوى المطلوب والجيد مما يضطرهم لوضع أبنائهم لدى مدرّسين مختصين، وعلى الرغم من صعوبة تأمين التكاليف المدفوعة إلا أنه أصبح حاجة ضرورية لكي يتم تحقيق النجاح وليس باستطاعة الأهالي تدريسهم بسبب صعوبة المنهاج على حدّ تعبيرهم، وذلك كله من المؤكد سيجعل الطالب في حالة توتر وقلق كبير وقد يؤدي لنتائج وخيمة لم تكن بالحسبان.