سوق الألبان والأجبان.. التسعير عشوائي وظاهرة الغش إلى تفاقم
دمشق – رحاب رجب
تشهد أسعار بعض المواد الغذائية في الأسواق السورية، وخاصةً الألبان والأجبان، فوضى في التسعير وارتفاعاً يومياً بالأسعار، وسط غياب الرقابة وضبط عملية البيع والشراء، يضاف لها عمليات الغش المنتشرة على نطاق واسع.
وعن أسباب ارتفاع منتجات الحليب (لبن، لبنة، أجبان.. وغيرها) بيّن مدير شركة ألبان دمشق أحمد طحطوح أن سبب ارتفاع منتجات الحليب يعود إلى ارتفاع سعر المواد الأولية الأساسية (الحليب الخام، الحليب المجفف مسحوب الدسم، الزبدة الدوكمة والسمنة) نتيجة تقلبات سعر الصرف وصعوبة تأمينها من المصادر المختلفة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والتصنيع ومواد التعبئة والتغليف.
وتحدث مدير الشركة عن ازدياد ظاهرة الغش في الحليب والأجبان باستخدام مواد عديدة، لافتاً إلى أنه لا يتمّ غش منتجات الحليب المصنّعة في الشركة بأي مادة مخالفة، وإنما يتمّ التصنيع وفق شروط ومتطلبات المواصفات القياسية السورية الخاصة بمنتجاتها ليتمّ الحصول على منتجات مطابقة للمواصفة السورية.
وعن إنتاج الشركة أكد طحطوح أن كمية الإنتاج وصلت إلى 395.207 أطنان بقيمة 5738474 ألف ليرة من مختلف منتجاتها، حيث وصلت كميات اللبن المعلب المنتجة إلى 115.669 طناً، واللبنة المعلبة إلى 177.560 طناً، والأجبان بمختلف أنواعها إلى 101.494 طناً.
ولفت طحطوح إلى أن الإنتاج يواجه صعوبات عديدة تعيق عملية الإنتاج، منها قلة كميات الحليب الخام الموردة، وعدم إمكانية تأمين المواد الأولية الأساسية بسبب تقلبات أسعار الصرف، والأهم قلة اليد العاملة وتواجد العمالة الهرمة، وعدم توفر السيولة المالية اللازمة، إضافة إلى قدم الآلات الموجودة وانتهاء العمر الافتراضي لبعضها الآخر.
وبيّن مدير الشركة أن الخطط المستقبلية لتحسين واقع الإنتاج تتمثل بتوريد وتركيب خط إنتاج اللبن واللبنة المعلبة بطاقة إنتاجية 3200 كغ/سا (قيد الإعلان)، وتأهيل غرف تحضين اللبن واللبنة المعلبة.
وفي مقابل هذا الواقع المستقر في شركة الألبان والأجبان تشهد الأسواق الكثير من المخالفات، سواء في الأسعار أو في الجودة، حيث أكد الكثير من أصحاب محلات بيع الألبان والأجبان أن أسعار الحليب ومشتقاته من الألبان والأجبان تشهد ارتفاعات مستمرة، أدّت إلى عجز كثير من العائلات عن شرائها، وأصبحت بعيدة عن متناول نسبة كبيرة من المواطنين الذين باتوا يشترون الجبنة واللبنة بالأوقية ونصف الأوقية، وفي ظل تدني نسبة الدخل لكثير من السوريين، وضعف القدرة الشرائية، بات المستهلك يبحث عن بديل بسعر أقل ولم يعد يكترث لجودة المنتج.
وأكد الصناعي عامر أحمد أنه ونتيجة الارتفاع في الأسعار، انتشرت ظاهرة الغش في منتجات الألبان والأجبان وسط غياب الرقابة الحكومية التي عجزت عن ضبط الأسعار وتأمين مستلزمات الإنتاج للتجار والعاملين في قطاع الألبان والأجبان، بما يسمح لهم البيع بأسعار تناسب دخل المواطن، وأضاف أن المواد المغشوشة وذات السعر المنخفض والتي تباع في السيارات الجوالة، غير قابلة للاستهلاك البشري حيث برّر انخفاض أسعارها بأنها تتكون من “حليب بوردة ونشاء ومحسنات قوام”.