فكرة متناقضة لمسابقة كأس سلة الرجال والفوائد الفنية محدودة!
البعث الأسبوعية- عماد درويش
لم يكن أحد يتوقع أن تخرج بطولة كأس الجمهورية لكرة السلة للرجال بهذا الشكل المسلوق، حيث أقيمت المسابقة وفق نظام جديد أقره اتحاد السلة بشكل مخالف للقوانين والأنظمة حيث لم يتم إقراره في الجمعية العمومية للاتحاد بل أقيمت باجتهادات شخصية من قبل بعض الأعضاء دون موافقة كافة أعضاء الاتحاد كون البعض منهم مسافرون منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
ورغم ذلك تم إقرار النظام الجديد حيث شاركت ستة أندية فقط فيها وهي صاحبة الترتيب من الأول للسادس في الدوري، ولعبت وفق مجموعتين من دور واحد بنظام التجمع أقيم في مدينة دمشق، وكان الأفضل بالاتحاد دعوة كافة الأندية للمشاركة بالمسابقة، لكن الأمر المميز تمثل بمشاركة اللاعبين الأجانب “لاعبين مع كل فريق بأرض الملعب” خلافاً لنظام الدوري الذي كان يقتصر على لاعب واحد.
الكثير من المراقبين اعتبروا أن قرار اتحاد اللعبة قرر مشاركة لاعبين أجانب رفع المستوى الفني للمباريات، لكن أسوأ ما في البطولة تمثل بالأخطاء بالتحكيم حيث ظهرت أخطاء قاتلة خلال المباريات وأثرت على نتائج بعض الأندية وخرجت من البطولة بسبب أخطاء بعض الهفوات من الحكام وكانت مرشحة للفوز باللقب، وحتى عند الرجوع للفيديو ببعض المباريات كان يتم اتخاذ قرارات عكس ما كان يظهر بالإعادة، وكان الأجدى أن يتم الاعتماد على طاقم حكام من مستوى عال جداً، وكان من الممكن الاستعانة بالحكام من الخارج.
تفوق وتنظيم
البطولة أكدت بشكل لا مجال للشك فيه تفوق المدرب الوطني على المدرب اللبناني إذ تأهل المدربين الوطنيين هيثم الجميّل مع الجيش وعماد شبارة مع النواعير للمباراة النهائية، على حساب المدربين اللبنانيين غسان سركيس ومروان خليل مدربي أهلي حلب والوحدة.
تأهل الجميّل وشبارة على حساب سركيس وخليل أظهر قدرة المدرب السوري بكرة السلة على إثبات جدارته وتأقلمه مع المتغيرات، وقد تشهد هذه النتائج اختلافات كبيرة في مرحلة “الفاينال فور” بتواجد ذات المدربين في المنافسة على لقب الدوري.
البطولة شهدت أيضاً مشاكل تنظيمية خصوصاً في المباراة النهائية منها عدم تشغيل جهاز الـ 24ثانية الأمر الذي أربك لاعبي الفريقين وحكام المباراة، كما لم يجد الإعلاميون مكاناً لهم لتغطية المباراة، حيث شغل مكانهم أشخاص ليس لهم علاقة بالإعلام، وهذه نقطة تسجل على اتحاد السلة.
رفع المستوى
رئيس اتحاد كرة السلة طريف قوطرش أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن اعتماد الشكل الجديد للمسابقة والمقتصر على مشاركة فرق المقدمة في دوري المحترفين تم بهدف رفع سوية المسابقة وزيادة عدد المواجهات القوية من الناحية الفنية، وأن هذا الإجراء جاء لتتوافق روزنامة مسابقاتنا المحلية مع الجدول الزمني لمسابقات الاتحاد الآسيوي للعبة، سيما أن روزنامة مسابقاتنا قد تأخرت بشكل قسري بسبب تبعات كارثة الزلزال، كما أن الشكل الجديد ارتبط بموضوع البث التلفزيوني بعد أن عقد الاتحاد الرياضي العام اتفاقاً مع وكيل إعلامي تم عن طريقه بيع حقوق بث المسابقات المحلية.
وكشف رئيس الاتحاد أن الموافقة على مشاركة لاعبين أجنبيين اثنين مع كل فريق في أرض الملعب تمت لسببين أولهما القناعة بأهمية العنصر الأجنبي بارتقاء المستوى الفني والمتابعة الجماهيرية، وثانيهما يتعلق بإمكانية اختيار أحد هؤلاء الأجانب ليلعب كمجنس في صفوف منتخبنا الوطني بعد أن يكون اللاعب قد اعتاد على أجوائنا السلوية وتعرَّف بصورة وافية على لاعبي المنتخب الموجودين مع الأندية واعتاد على ثقافة كرة السلة السورية لتحصل عملية الاندماج بشكل سليم.
وعن أسباب اختيار دمشق مكاناً لإقامة مباريات المسابقة هذا الموسم أوضح قوطرش أن استضافة مدينة حماة لتجمع العام الماضي، وكذلك عدم وجود الساعة والأدوات المساعدة على النقل التلفزيوني بجودة عالية في صالة حمص أدى لاستبعاد المدينتين (حمص وحماة) من بين الخيارات رغم جاهزية الصالة في حماة، مبيناً أنه لو شارك أحد أندية محافظة اللاذقية لكانت الأخيرة من بين الخيارات وبالتالي فقد تم إجراء قرعة بين مدينتي حلب ودمشق التي وقع عليها الاختيار.
نظام “مسلوق”
من جهته الخبير السلوي هشام الشمعة كشف أن مسابقة الكأس لم يلب الطموح كونه أقيم “مسلوقاً ” وكان هناك جهد كبير على اللاعبين الذين لعبوا كل يوم مباراة، مضيفاً: لاعبونا لم يعتادوا على هذا النمط من المباريات، وهذا الأمر أدى لعدم تلبية المطالب الفنية للبطولة، والدليل أن هناك بعض الأندية لم تكن لياقة لاعبيها جيدة وتلقت الخسارة تلو الأخرى وخرجت من البطولة، وعلى سبيل المثال من المستحيل أن يخسر نادي الوحدة أي مباراة بفارق 40 نقطة مع أي نادٍ في سورية، لكن بسبب اللياقة البدنية تلقى الخسارة وخسر اللقب، الناحية الإيجابية الوحيدة تمثلت بوجود الجماهير الكبيرة، وأعتقد لو أن المسابقة أقيمت كما كانت بالسابق كل أسبوع مباراة لكانت النتيجة مرضية للجميع، والإيجابي الأخر تمثل بوجود اللاعبين المحترفين.