منصة الغابات ومراقبة الحرائق: السفوح الشرقية لسلسلة الجبال الساحلية الأكثر تعرضاً
دمشق- ميس خليل
يعدّ تقييم مخاطر حرائق الغابات والتنبؤ بها خطوة مهمّة نحو تخصيص الموارد بكفاءة للوقاية من الحرائق والتخفيف من حدّتها وجهود التعافي بعد الحرائق، إذ تشكل حرائق الغابات تهديداً متزايداً ليس فقط على البيئة الطبيعية ولكن أيضاً على المناطق الحضرية والمجتمعات المحلية بالقرب من الغابات.
وأوضحت رئيسة منصة الغابات ومراقبة الحرائق في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد الدكتورة روزة قرموقة لـ”البعث” أن المنصة تقوم بالتنبؤ بالحرائق لمدة ثلاثة أيام قادمة، كما أن أكثر المناطق تعرضاً لمستويات مرتفعة من خطورة الحريق هي السفوح الشرقية لسلسلة الجبال الساحلية، تليها غابات في شمال محافظة اللاذقية وذلك من حيث عدد الأيام، ومن تحليل خرائط العامين السابقين.
وبيّنت قرموقة أن المنصة تقوم بالرصد بدءاً من بداية شهر نيسان وتبدأ بالنشر عندما يبدأ تسجيل مستويات الخطورة المرتفعة، وقد قامت المنصة خلال عام 2022 بنشر ما يزيد عن 180 خريطة لمؤشرات خطورة الحريق تنبأت بشكل صحيح بمعدل 93.7٪ من حوادث الحرائق خلال العامين الماضيين، بالإضافة إلى ذلك أسفرت مقارنة توافق تنبؤات وقوع الحرائق عن تقديرات شدّة الخطورة في الموقع بنسبة 87.3%، وتمنّت قرموقة أن تكون التنبؤات لآلية مخاطر الحرائق اليومية بمثابة حلقة أساسية من سلسلة إجراءات تخفيف أخطار حرائق الغابات المعتمدة على مستوى الإدارات والمؤسّسات الحكومية.
وأوضحت قرموقة أن الحرائق تعدّ جزءاً من النظام البيئي للغابات المتوسطية، ويتعلق بدء موسم حرائق الغابات المتوسطية عادة بتوفر الظروف المناسبة لنشوب حريق ما وانتشاره، وترتبط بشكل أساسي ببدايات تسجيل درجات حرارة ربيعية مرتفعة مترافقة بانخفاض في مستويات الرطوبة الجوية النسبية، وخاصة على عدة أيام متتالية وبذلك تسبّب جفافاً في الغطاء النباتي، وينتهي بانتفاء وجود شروط حدوث الحريق مع بداية المنخفضات الجوية خلال فصل الخريف، ولا توجد تواريخ محدّدة بالضبط لهذه المواسم، حيث يختلف من منطقة إلى أخرى وحسب السنوات، فمثلاً نشرت أولى الخرائط التحذيرية لخطورة الحريق في العام الماضي 2022 بتاريخ 16 نيسان وهو تاريخ مبكر، بينما تأخرت لهذا الموسم إلى 11 أيار، وعادة ما تستمر لغاية نهايات شهر تشرين الأول، وتجدر الإشارة إلى أن المستويات المرتفعة غالباً ما تبدأ في حزيران، وحسب الخرائط منذ عام 2021 فإن ذروة الموسم سجلت خلال شهري آب وأيلول ثم تشرين الأول.
وذكرت قرموقة أنه يتمّ إنتاج خرائط خطورة الحريق في منصة الغابات ومراقبة الحرائق FIRMO بخبرات محلية وفق منهجية خاصة بظروف البيئة المحلية للغابات في سورية وحالة الغطاء النباتي والتضاريس، وذلك اعتماداً على تحليل الصور الفضائية والخرائط الغرضية الموجودة في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد، كما تمّ تحديد أثر التدخل البشري عبر تحضير خرائط مستويات تأثير القرب والبعد عن التجمعات السكنية والمزارع والطرقات، وتمّ التعاون مع مديرية الحراج في وزارة الزراعة لتحديث الخرائط التفصيلية للغطاء الغابي، كما يتمّ استقبال خرائط الطقس من وحدة التنبؤ العددي في المديرية العامة للأرصاد الجوية، وتستهدف خرائط المنصة تقديم معلومات للمختصين ومتخذي القرار، ويتمّ بموجبها دعم الإجراءات المطلوبة للتدخل للحدّ من الآثار السلبية للحرائق على مرحلتين قبل وأثناء الحريق، ومن خلالها يتمّ تنبيه القاطنين وأصحاب المزارع والحقول المتاخمة لحدود الغابة من خطر نشوب أو انتشار الحرائق، وخاصة أثناء عمليات خدمة المزرعة بشكل عام وأثناء الفترات التي تكون فيها خطورة الحرائق مرتفعة.