أخبارصحيفة البعث

لافروف: محاولات الغرب عزل روسيا فاشلة تماماً

موسكو- سانا

لا شك أن الحركة الدبلوماسية الكبيرة التي تشهدها العاصمة الروسية موسكو هذه الأيام، بالإضافة إلى الإقبال الكبير على المنتديات الاقتصادية الروسية، وخاصة منتدى سان بطرسبورغ المنعقد مؤخراً وما نجم عنه من اتفاقيات اقتصادية كبيرة، كل ذلك يؤكد أن روسيا لا يمكن أن تكون معزولة عن العالم كما يحلم الغرب الجماعي، فالعقوبات الاقتصادية الغربية على موسكو جاءت بنتائج عكسية، والاقتصاد الروسي تمكّن من التأقلم معها، بل شهد نموّاً في أكثر من مجال، الأمر الذي يؤكد فشل الغرب في عزل روسيا.

وفي هذا السياق، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن محاولات الغرب عزل روسيا فاشلة، وأن معظم شعوب العالم لا ترغب باتباع سياسات الغرب.

وقال لافروف خلال كلمة في اجتماع مجلس حزب روسيا الموحّدة بموسكو اليوم: إن المحاولات الغربية لعزل روسيا فاشلة تماماً، ونحو 85 بالمئة من سكان العالم لا يرغبون في اتباع السياسات الغربية والخضوع لها، ولكنّهم مهتمون بالتعاون مع روسيا من أجل تعزيز العلاقات الدولية والدفاع عن مصالحهم الوطنية.

وأشار لافروف إلى أن روسيا تعمل على بناء علاقاتها مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح الوطنية، ومراعاة القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، بعيداً عن الهيمنة والمعايير المزدوجة لترسيخ أسس نظام عالمي متعدّد الأقطاب يضمن المساواة بين الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وأوضح لافروف أن العقوبات التي فرضها الغرب ضد روسيا فتحت أمامها مجالاتٍ عديدة للتعاون مع شركاء جدد في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، مبيّناً أن بلاده تسعى لاستغلال إمكانيات منظمتي شنغهاي للتعاون وبريكس لجذب أغلب الدول التي تواجه تضييقاً من الغرب.

إلى ذلك، وصف نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو تصريحات الرئيس التشيكي بيتر بافيل الأخيرة بشأن “مراقبة الروس المقيمين في الدول الغربية” بأنها مؤسفة، مبيّناً أنها تعكس بوضوح عداء هذه الدول لروسيا.

ونقلت وكالة تاس عن غروشكو قوله اليوم: “إن تصريح بافيل مؤسف، ويعكس الدرجة ذاتها من العداء للروس في الغرب”، مضيفاً: “أترك الأمر لضميره ولحكم الشعب التشيكي الذي يرأسه”.

وكان الرئيس التشيكي صرّح في مقابلة سابقة بأن جميع المواطنين الروس المقيمين في الدول الغربية “تجب مراقبتهم عن كثب أكثر من ذي قبل”.

من جهة أخرى، أشار غروشكو إلى أن روسيا تحافظ على الحوار مع الفاتيكان بشأن طرق إحلال السلام في أوكرانيا.

وقال غروشكو: “نحن ندعم الحوار حول سبل إحلال السلام في أوكرانيا، ونقدّر الموقف المتوازن للفاتيكان الذي يتخذه البابا شخصياً”.

وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن الحوار بشأن المبادرة الإفريقية لحل الأزمة الأوكرانية سيستمر في القمّة الروسية الإفريقية، لافتاً إلى أن هناك موضوعاتٍ قد يتم تنفيذها بشكل جيد.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن بيسكوف قوله رداً على سؤال حول موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المبادرة الإفريقية: “إن الحوار مع القادة الأفارقة سيستمر في الأفكار التي تم عرضها في المحادثات من أعضاء الوفد، وهناك بعض المواضيع التي يمكن تنفيذها بشكل كامل، وتحدّث الرئيس بوتين عن هذا”، موضحاً أن الحوار سيستمر، بما في ذلك في القمّة الروسية الإفريقية، التي ستُعقد في سان بطرسبورغ في غضون شهر.

وكان وفد من القادة الأفارقة التقى الرئيس الروسي في سان بطرسبورغ وذلك بعد زيارة الوفد إلى كييف، حيث عقد اجتماعاً مع فلاديمير زيلينسكي، وتم تقديم المبادرة الإفريقية لحل الأزمة الأوكرانية، المكوّنة من 10 نقاط تتعلق بالضمانات الأمنية، وحرية حركة الحبوب عبر البحر الأسود، وإطلاق سراح أسرى الحرب، والبدء الفوري بالمفاوضات.

وفي الأثناء، حذّرت وزارة الخارجية الروسية نظام كييف من القيام بأي مغامرات عسكرية في بيلاروس وجمهورية بريدنيستروفيه، مؤكدة أن عواقب ذلك ستكون خطيرة.

وأفاد مدير القسم الثاني لبلدان رابطة الدول المستقلة بالخارجية الروسية أليكسي بولشوك في تصريح أمس حسب وكالة تاس “بأن المعلومات تشير إلى أن الجيش الأوكراني قد نشر بالفعل وحداتٍ كبيرة على امتداد الحدود البيلاروسية الأوكرانية، ويحاول بشكل دوري اختبار القدرة الدفاعية لدولة الاتحاد بطريقة أو بأخرى”.

وأشار الدبلوماسي إلى أن وحداتٍ إضافية من القوات المشتركة في بيلاروس نُشرت في ظل هذه الظروف، تكمن مهمّتها في العمل كرادع لغزو أراضي دولة الاتحاد وتقليل مخاطر تسلل مجموعات التخريب والاستطلاع، مضيفاً: “نأمل أن يكون لدى نظام كييف وأسياده الغربيين الحسّ السليم لعدم القيام بمغامرات عسكرية قد تكون عواقبها خطيرة للغاية بالنسبة لهم”.

وشدّد بولشوك على أن العسكريين الروس موجودون بجمهورية بريدنيستروفيه على أسس قانونية كجزء من قوات حفظ السلام، مؤكداً أنه “سيتم اعتبار أي أفعال تشكّل تهديداً على أمنهم بمنزلة هجوم على روسيا التي ستردّ بشكل مناسب على أي استفزازات ضد عسكرييها في بريدنيستروفيه، وستضمن حماية المواطنين وفرق حفظ السلام الروسية والمستودعات العسكرية في كولباسنا”.