جين بينغ لـ”بلينكن”: على أمريكا احترام الصين وعدم الإضرار بحقوقها
بكين – سانا
طالب الرئيس الصيني شي جين بينغ الولايات المتحدة باحترام سيادة الصين، وعدم الإضرار بحقوقها ومصالحها المشروعة.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية شينخوا عن جين بينغ قوله خلال لقائه اليوم مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: إن المنافسة بين الدول الكبرى لا تمثل روح العصر، موضحاً أنه ينبغي على الولايات المتحدة ترجمة التصريحات الإيجابية بخصوص العلاقات مع الصين إلى أفعال.
وأشار جين بينغ إلى أن الصين تحترم المصالح الأمريكية، ولا تسعى إلى تحدّي الولايات المتحدة أو إزاحتها، لهذا يجب عليها احترام مصالح بكين، وأضاف: “لا ينبغي لأي من الجانبين محاولة تشكيل الجانب الآخر على هواه، فضلاً عن حرمان الجانب الآخر من حقّه المشروع في التنمية”، معتبراً أنه وبهذه الطريقة يمكن أن تساهم الولايات المتحدة في السلام والتنمية العالميين، وتساعد في جعل العالم المتغيّر والمضطرب أكثر استقراراً.
وعبّر جين بينغ عن أمله بأن يقدّم بلينكن إسهاماتٍ إيجابية من أجل استقرار العلاقات الصينية الأمريكية، داعياً الجانب الأمريكي إلى “تبنّي موقف عقلاني وعملي والعمل مع الصين في الاتجاه نفسه”.
وكان الرئيس الصيني التقى نظيره الأمريكي جو بايدن في جزيرة بالي بإندونيسيا في الـ14 من تشرين الثاني 2022 حيث ناقش الرئيسان القضايا الاستراتيجية في علاقات البلدين، إضافةً إلى القضايا العالمية والإقليمية.
من جهته، اعتبر وانغ يي مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أن انحدار العلاقات الصينية الأمريكية إلى مستوى منخفض يعود إلى سوء الفهم الأمريكي للصين، والذي أدى إلى انتهاج سياسات مضللة تجاه البلاد.
وقال وانغ يي قوله خلال لقائه بلينكن: إن على الولايات المتحدة أن تفكر في نفسها وأن تعمل مع الصين لإدارة الخلافات وتجنب المفاجآت الاستراتيجية على نحو مشترك، واصفاً زيارة بلينكن لبكين اليوم بأنها تأتي في مرحلة حاسمة للعلاقات الصينية الأمريكية، حيث ثمة حاجة للاختيار، فإما الحوار أو المواجهة وإما التعاون أو الصراع.
وأكد المسؤول الصيني أن التاريخ دائما سيمضي قدماً، وأن العلاقات الصينية الأمريكية ستتقدم أيضاً، وعكس مسار عجلة التاريخ لن يؤدي إلى أي شيء، وقلب ما تم إنجازه أمر غير مرغوب فيه، مشدداً على الحاجة لتحمل مسؤولياتنا تجاه الشعب والتاريخ والعالم، وتجنب دوامة التراجع في العلاقات وإعادتها إلى مسار التنمية السليمة والمطردة، والاستكشاف المشترك للطريق الصحيح لتعايش الصين والولايات المتحدة مع بعضهما البعض في العصر الجديد.
وحثّ وانغ يي الجانب الأمريكي على ألا يُسقط على الصين الافتراض القائل بأن الدولة القوية ستسعى إلى الهيمنة، وألا يسيء الحكم على الصين بالمسار المطروق الذي تتخذه القوى الغربية التقليدية، مضيفا: إن هذا هو الأمر الأساسي لمعرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة يمكن حقاً أن تعود إلى سياسة موضوعية وعقلانية تجاه الصين.
وطالب وانغ يي الولايات المتحدة بالتوقف عن إثارة ما يسمى “التهديد الصيني”، ورفع العقوبات الأحادية غير القانونية ضد الصين، والتوقف عن قمع التقدم العلمي والتكنولوجي للصين، وعدم التدخل بشكل تعسفي في شؤونها الداخلية، مشددا على أن حماية الوحدة الوطنية كانت دائما جوهر المصالح الأساسية للصين، وهي التي يكمن فيها مستقبل الأمة الصينية والمهمة التاريخية الثابتة للحزب الشيوعي الصيني.
وحول مسالة تايوان قال وانغ يي: إن الصين ليس لديها أي مجال لتسوية أو لتنازل حيال هذا الأمر، داعيا واشنطن إلى ضرورة الالتزام بجدية بمبدأ الصين الواحدة المنصوص عليه في البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، واحترام سيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها، ومعارضة ما يسمى “استقلال تايوان” بشكل قاطع.
وفي شأنٍ متصل، أكّد تشين قانغ عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني أن العلاقات الصينية – الأمريكية حالياً في أدنى مستوياتها منذ إقامتها، الأمر الذي لا يخدم المصالح الأساسية للشعبين ولا يلبّي التطلعات المشتركة للمجتمع الدولي.
ونقلت “شينخوا” عن تشين قوله أثناء محادثات عقدها مع وزير الخارجية الأمريكي: إن سياسة الصين تجاه الولايات المتحدة تظلّ ثابتة ومستقرّة وتسترشد بشكل أساسي بمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين التي طرحها الرئيس شي جين بينغ.
وأعرب عن أمل الصين بأن تتبنى الولايات المتحدة تصوّراً موضوعياً وعقلانياً تجاه الصين، وتعمل مع الصين في الاتجاه ذاته وتتمسّك بالأساس السياسي للعلاقات الصينية – الأمريكية، مشيراً إلى أن مسألة تايوان تقع في صميم المصالح الجوهرية للصين، وهي القضية الأكثر أهمية والخطر الأكثر وضوحاً في العلاقات الصينية – الأمريكية.
وأهاب الجانب الصيني بالجانب الأمريكي الالتزام بمبدأ “الصين الواحدة” والبيانات الثلاثة المشتركة بين البلدين، والوفاء حقاً بالتزامه بعدم دعم ما يسمّى “استقلال تايوان”.
واتفق الجانبان على المضي في المشاورات حول المبادئ التوجيهية للعلاقات الصينية – الأمريكية، وأكّدا مواصلة دفع عجلة المشاورات من خلال مجموعة العمل المشتركة، لمعالجة قضايا محدّدة في العلاقات.
وكانت وزارة الخارجية الصينية استنكرت في الثاني من حزيران الجاري توقيع الولايات المتحدة اتفاقية تجارية مع جزيرة تايوان الصينية، مؤكدة أنها تنتهك مبدأ “الصين الواحدة”، وداعيةً في الوقت نفسه إلى إلغائها فوراً.