الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

الوطن غالٍ وعزيز والمواطن شامخ وصامد

غالية خوجة 

“الوطن غالٍ، الوطن عزيز، الوطن شامخ، الوطن صامد” كلمات تاريخية للقائد الخالد حافظ الأسد لخّصت الانتماء والهوية والوطنية متضمّنة الكيفية التي يعرفها الإنسان الوطني البسيط والمتعلّم والمناضل والجندي والعامل والفلاح والطبيب والمثقف والفنان والسياسي.

أربع مرات تتكرر كلمة “الوطن” لتكون المركز الروحي والوجودي والتجذّري مع أربع كلمات تلخّص بعمق وشفافية معادلة الوطن والتضحية لأجله بالروح والنفس والمال، اثنتان منهما: “غال”، “عزيز” تأتيان كمقدمات لنتيجة واحدة ملخصة بكلمتين: “شامخ”، “صامد”، وتحيلنا إلى نص واحد بقلب واحد يجمع الوطن والمواطن الغالي والعزيز والشامخ والصامد، وهي معادلة متوازية بين القيادة والجيش والشعب، إذن، فلنتساعد جميعاً ولنتكامل من أجل هذا الوطن وهذا المواطن.

كيف..؟

إن هذا الشموخ المتلاحم مع الصمود يؤدي إلى نتيجة واحدة اختصرها القائد بشار الأسد “النصر أو النصر”، لأنه الخيار الوحيد لوطننا العربي السوري المجيد مهما مرّت عليه حروب ظلامية وعالمية، لأن سورية ليست فقط وطن وموطن الأبجدية الأولى وفينيقها وموسيقاها، بل أيضاً، وطن وموطن الإبداع، لأن الإنسان العربي السوري مبدع منذ وجود أجداده على هذه الأرض التي تعتزّ برسالتها الحضارية وأهمها نور الوعي المشرق على العالم بمحبة وسلام وروحانية وعلم وفنون وإنسانية.

ولمواصلة هذه الرسالة بمسؤولية نلمس كيف أن الجيش العربي السوري هو الفينيق المبدع والأسطورة المنتصرة التي أذهلت العالم والظلاميين والإرهابيين رغم تفنّن المعادين بكل شرّ وإيذاء وقتل وتخريب وتدمير، وبكافة الوسائل البدائية والحديثة والتكنولوجية، والسرّ هو إرادة الصمود العقائدية وإرادة الانتماء والتضحية وإرادة المقاومة والانتصار.

وبالمقابل، ترادفت الجبهات المختلفة لتكون كلاً متناغماً مع الجيش، فلم ولن يتوقف الصبر حتى النصر، لأن الأمل الموثوق مفتاح سرّي يمتلكه الشعب من عامل ومزارع ومحامٍ وطبيب وإعلامي وكاتب وسيدة منزل وطالب ومهنيّ وطفل ومريض فُقد دواؤه كما فُقدت لقمته أثناء العشرية الظلامية التي أكملها الحصار الظالم.

ورغماً عن كل ذلك، تستمر الحياة بجمالياتها وشقائها وتعبها وأملها في سوريتنا التي لا أجمل منها إلاّ سوريتنا، ولتصبح أفضل نحتاج إلى تناغمٍ يستبعد الأنانية التي هي سبب الجشع والطمع وبؤس الآخرين والفساد في الأرض، وللتخلص من الأنانية علينا أن نعمل باليسر الذي مع العسر، خاصة وأننا شعب طيب مثل أرضنا الطيبة، وتلك ميزة من الميزات الأساسية لهويتنا الأخلاقية والوطنية.

فماذا لو زرعنا المزيد من المحبة والعطاء مع التربية والعلم والفنون في قلوب الأطفال لنحصد أزمنة قادمة أقلّ فساداً وبؤساً؟

وماذا لو استعرنا من ذاكرتنا الأغاني الوطنية لنعود ونسمعها في كل مكان؟ وماذا لو انشغل الشعراء والموسيقيون بأغانٍ وطنية جديدة تتحدث عن الأرض والجيش والناس؟ وماذا لو اهتمّت الشاشات أكثر، سواء الفن السابع أو التلفاز أو الفضاء الإلكتروني، بمسرحيات وأفلام وتمثيليات ومسلسلات وطنية اجتماعية أيضاً؟ وماذا لو أولينا الكتاب الإلكتروني الموجّه للأطفال واليافعين والكبار والطلاب وعشاق العلم والأدب والمعرفة أهمية مناسبة ومعاصرة، ولاسيما الجهات المعنية الموثوقة؟

وبلا شك، بعْدَ “ماذا لو”، هناك الكثير من التساؤلات والاقتراحات والآراء تخطر لأيّ منا من أجل صياغة مرحلة زمنية معاصرة بأبهى الإمكانات والطاقات الممكنة والمبدعة، لأننا شعب مبدع ومعطاء وكريم ومحبٌّ بشموخ، إلاّ أن بعضه أصبح يحبّ الأنانية، خاصة المادية منها، وهي أحد أساليب حياة العالم الآخر التي نتركها له وشأنه، بينما نحن شعب مختلف بطبيعته وفطرته وتأثيراته الجميلة في المكان والزمان والحضارة، وهنا، لا بد أن نسأل: ماذا لو أيها الأناني الجشع خفّفت الوطء قليلاً، وتذكرت أنك ستنال أعمالك والكفن فقط من هذه الدنيا؟!.