استشهاد فلسطينيين اثنين بعد تنفيذهما عملية بطولية أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين
الأرض المحتلة – تقارير:
تمادي الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على الشعب الفلسطيني وإيغاله في استهدافهم قتلاً واعتقالاً وتهجيراً دون رادع أو وازع، قابلته المقاومة الفلسطينية بعمليات نوعية ضربت الاحتلال أمنياً وعسكرياً وكشفت عن التقدم الكبير الذي حققته المقاومة في مراكمة الخبرات واستعدادها لمواجهة العدوان والمبادرة إلى استهداف مستوطناته في الضفة الغربية المحتلة وصولاً إلى تحقيق الردع ضده.
وفي التفاصيل، استُشهد فلسطينيان اليوم بعد تنفيذهما عملية بطولية شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية، أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين إسرائيليين، وإصابة آخرين، وجاءت رداً على جرائم الاحتلال المتواصلة، وأحدثها عدوانه على مدينة جنين ومخيمها أمس.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن ثلاثة مقاومين وصلوا إلى مستوطنة مقامة شمال مدينة رام الله، وأطلقوا الرصاص على تجمّع للمستوطنين، ما أدّى إلى مقتل 4 منهم وإصابة 4 آخرين، قبل استشهاد مهند شحادة 26 عاماً أحد منفذي العملية برصاص الاحتلال، بينما تمكّن المنفذان الآخران من الانسحاب من المكان.
ولاحقاً أعلنت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية استشهاد خالد صباح 24 عاماً، وهو من منفّذي العملية البطولية برصاص قوات الاحتلال شمال مدينة طوباس.
وبمقتل المستوطنين الأربعة يرتفع عدد قتلى الاحتلال في العمليات البطولية التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية منذ مطلع العام الجاري إلى 24 جندياً ومستوطناً إسرائيلياً، وعدد المصابين إلى أكثر من 100، وجاءت هذه العمليات رداً على جرائم قوات الاحتلال ومستوطنيه التي أسفرت خلال هذا العام وحده عن استشهاد 170 فلسطينياً وإصابة المئات.
وأكّد المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع أن العملية البطولية النوعية تأتي رداً على عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها أمس، مشدّداً على أن العمليات البطولية والمقاومة بكل أشكالها متواصلة ضد الاحتلال واعتداءاته اليومية واقتحاماته للمسجد الأقصى ومحاولات تهويده.
من جانبه، أشار المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي إلى أن العملية البطولية رد طبيعي على جرائم الاحتلال المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني، وهي تؤكد قدرة المقاومة على توجيه الصفعات المتتالية للاحتلال، بينما اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن العملية شاهد جديد على بطولات المقاومة بمواجهة إجرام الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وكانت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية أصدرت بياناً في وقتٍ سابق، أكدت فيه أن ردود الفعل الدولية تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي لا ترتقي إلى مستوى معاناة الشعب الفلسطيني، وتدور في حلقة مفرغة من الصيغ الإعلامية الشكلية.
وأوضحت الخارجية أن التصعيد الإسرائيلي الراهن يشكّل جزءاً لا يتجزأ من سياسة الاحتلال التي تهدف إلى تفجير الأوضاع لتسهيل عمليات استكمال الضم التدريجي للضفة الغربية.
وأشارت الخارجية، إلى أن جرائم القتل والإعدامات الميدانية التي ترتكبها قوات الاحتلال ومستوطنوه بحق الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال، والتي باتت تسيطر على المشهد اليومي لحياة الفلسطينيين تعكس استخفاف الاحتلال بالمجتمع الدولي الذي يتقاعس عن اتخاذ تدابير عملية ضاغطة على الاحتلال لوقف إجراءاته الأحادية الجانب، ما يشكّك في جدية المواقف الدولية الداعية لوقف التصعيد.
عربياً، أدان حزب الله في لبنان، العدوان “الإسرائيلي” على مخيم جنين أمس، مستنكراً “الأعمال الوحشية والهمجية” التي قامت بها قوات الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين، واعتداءاتها المتكرّرة على المخيّم وجواره.
وأشاد حزب الله، في بيان، بـالتصدّي “البطولي لمقاومي جنين وإخوانهم المجاهدين، الذين فاجؤوا قوات الاحتلال ووجّهوا لها صفعةً مؤلمة واشتبكوا معها لساعات طويلة، قبل أن تتمكّن من سحب آلياتها المحترقة من ساحة المعركة”.
كذلك أشاد البيان، “بالعملية النوعية التي نفّذها المقاومون الأبطال في مستعمرة عيلي شمال رام الله، وأدّت إلى مقتل عدد من الجنود الصهاينة وجرح آخرين”، مؤكداً أنها “تدلّ على جهوزية المقاومة وقدرتها على ضرب العدو والردّ على جرائمه في المكان والزمان اللذين تختارهما”.
وأضاف البيان: إنّ “مواجهات الأمس واليوم، كشفت يقظة المقاومة الفلسطينية وحضورها الدائم للدفاع عن الشعب الفلسطيني والمقدسات، وقدرتها على مواجهة أساليب الغدر الصهيوني وتلقين العدو الدروس والعبر التي ستجعله يفكّر مليّاً قبل ارتكاب حماقات جديدة”.
في الأثناء، استشهد الفلسطيني أمجد عارف الجعص 48 عاماً متأثراً بإصابته خلال عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها أمس.
وباستشهاد الفلسطيني الجعص يرتفع عدد شهداء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها إلى ستة فلسطينيين بينهم طفل، وعدد الإصابات إلى 91 فلسطينياً.
كذلك اقتحمت قوات الاحتلال بلدات حارس في سلفيت وبيت أمّر وبيت سامر في الخليل ورنتيس في رام الله، واعتقلت خمسة فلسطينيين.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال حي العباسية في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وهدمت منزلاً.
من جهة أخرى، أكّدت حركة فتح أن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم التي هجرهم الاحتلال الإسرائيلي منها لن يسقط بالتقادم، وأن جميع المخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية سيكون مآلها الفشل.
وقالت الحركة في بيان اليوم بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يوافق الـ20 من حزيران من كل عام: إن الاحتلال يحاول عبر التهجير القسري إلغاء الوجود الأزلي للشعب العربي الفلسطيني على أرضه، إلا أن الفلسطينيين استطاعوا بصمودهم ومقاومتهم وتشبّثهم بأرضهم وحقوقهم أن يحبطوا المآرب الاستعمارية للاحتلال.
وأشارت الحركة إلى أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 يضمن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم، مبيّنةً أن محاولات الاحتلال اختلاق وقائع ديمغرافية وجغرافية جديدة من خلال التوسع الاستيطاني واستجلاب المستوطنين ستبوء بالفشل.