صفيحة الزيت قاربت الـ ٦٠٠ ألف ليرة.. ووفرة الإنتاج لم تكسر السعر
اللاذقية- مروان حويجة
تخطّى سعر صفيحة زيت الزيتون عتبة النصف مليون ليرة هذا الموسم، وسط حالة ذهول غير مسبوقة من المستهلك الذي بات شبه عاجز عن شراء هذه المادة الغذائية رغم أهميتها البالغة والحاجة إليها، والمثير للاستغراب والدهشة ألا تنعكس المؤشرات الإنتاجية في محصول الزيتون على سعر الزيت، بل ما حصل جاء صادماً للمستهلك لأنّ الغلّة الوفيرة التي استتبعها زيادة في العرض لم تنسحب على المعادلة التسويقية نفسها، بل ابتعدت هذه المادة الغذائية عن التوازن بين كفتي العرض والطلب، وبالتالي بين النوع والكم والسعر، رغم أهميتها وضرورتها للمائدة اليومية، ويبدو أنهّا أصبحت مادة احتكارية بامتياز جراء جشع التجّار والمحتكرين ما أدى إلى تضاعف سعر الصفيحة عدة مرات خلال الفترة الماضية إلى الدرجة التي لم يعد بمقدور الأسرة تأمين الحدّ الأدنى من احتياجاتها من هذه المادة جراء غياب الضوابط الرقابية، رغم كلّ ما تعلنه الجهات المعنية عن إجراءات لضبط الأسعار ومنع الاحتكار وتحقيق المواصفات، إلا أنّ الوقائع والمؤشرات تنأى بعيداً عن الرقابة النظرية.
ويؤكد الكثير من أرباب الأسر والمستهلكين أنّ الاستقرار السعري لن يتحقق بيسر وسهولة بالتعليمات النظرية والإجراءات الروتينية لأنّ سوق زيت الزيتون أصبحت – للأسف – بورصة بحدّ ذاتها، حيث يستأثر تاجر السوق السوداء بربحها المضاعف، أما المنتج والمستهلك فغالباً ما يتحمّلان عواقب الجشع والاحتكار.
رئيسُ لجنة سوق الهال “الجملة” في اللاذقية معين الجهني أوضح أن زيت الزيتون سجّل هذا الموسم ارتفاعاً مضاعفاً وغير مسبوق، إذ وصل سعر الصفيحة إلى نحو ٦٠٠ ألف ليرة، ورأى أنّ ارتفاع الإنتاج لم يؤثر على توازن السعر لأسباب عديدة، من أهمها فتح باب التصدير بشكل كبير على حساب حاجة السوق المحلية، إضافة إلى تخزين كميات منه لأن الموسم القادم سيكون موسم معاومة حيث يقلّ الإنتاج، فيتمّ تخزين جزء كبير من الأسر والمزارعين وحتى التجار لتلبية الاحتياجات في الموسم القادم، موضحاً أنّ زيت الزيتون لا يخضع للاهتمام المطلوب من حيث العرض والطلب، وتحديد الاحتياجات المحلية أولاً ومن ثمّ الكميات التصديرية التي لا تؤثر على المنتج في السوق المحلية كماً ونوعاً وسعراً، وهذا يرهق المستهلك كثيراً ويجعله غير قادر على شراء احتياجه من زيت الزيتون ولو بالحدّ المعقول رغم الأهمية الكبيرة لهذه المادة.
وبيّن الجهني أنّ الوضع الراهن لحركة تداول زيت الزيتون يتطلّب الكثير من المتابعة الجادة من الجهات المعنية، لأن هناك عوامل عدة تتداخل في معادلة زيت الزيتون، وأيضاً هناك حلقات وسيطة تنعكس بالمجمل على تكاليف الإنتاج ومستلزماته وسماسرة السوق الاحتكارية ممن يضعون الربح التجاري.
وفي سوق الهال أكّد عدد من المزارعين أنّ سعر زيت الزيتون مرشح لارتفاعات جديدة بصرف النظر عن أية زيادة إنتاجية مهما كانت مؤشراتها، لأنّ الزيادة الإنتاجية لن تؤثّر تسويقياً وسعرياً لأنّ هناك طلباً شديداً عليها على حساب العرض والأولوية التصديرية، ويؤكدون ضرورة إيلاء حلقة التسويق ومراقبة حركة تداول الزيت في الأسواق والتلازم بين التصدير والتسويق المحلي، وذلك لتغطية احتياجات السوق المحلية ولتحقيق التوازن السعري للمنتج وللمستهلك بآن معاً.