استشهاد شاب وطفلة خلال عدوان الاحتلال المتواصل على الضفة
الأرض المحتلة – تقارير
يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي تلافي خيباته وفشله الأمني بعد العمليات البطولية التي نفّذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في جنين وشمال رام الله، ويعمل على الهجوم برفقة عصابات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين في عدد من مدن الضفة الغربية المحتلة، للتخفيف من حدّة الغضب بين مستوطنيه من جهة، والضغط على المقاومة من جهة أخرى.
وفي السياق، استُشهد فلسطيني وأُصيب آخرون اليوم بجروح نتيجة إطلاق عصابات المستوطنين الرصاص عليهم خلال اقتحامها بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة ترمسعيا شمال شرق مدينة رام الله في الضفة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن رئيس بلدية ترمسعيا لافي أديب قوله: إن نحو 400 مستوطن هاجموا البلدة برفقة أعداد كبيرة من قوات الاحتلال، وأطلقوا الرصاص على الأهالي، ما أدّى إلى استشهاد الشاب عمر قطين، 27 عاماً، وإصابة 12 آخرين بالرصاص، ومنعوا سيارات الإسعاف من الوصول إلى البلدة لإسعاف المصابين، كما أحرقوا 30 منزلاً وأكثر من 60 مركبة، وأضرموا النيران في عشرات الدونمات، وأحرقوا المحاصيل الزراعية.
وفي سياق متصل، استُشهدت الطفلة سديل نغنغية 15 عاماً متأثرة بجروحها نتيجة إصابتها برصاصة في الرأس، خلال عدوان الاحتلال قبل يومين على جنين ومخيمها ليرتفع عدد شهداء العدوان إلى 7.
وباستشهاد نغنغية وقطين يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة منذ بداية العام الجاري إلى 175 شهيداً، بينهم 30 طفلاً.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال قرية حوسان غرب بيت لحم، وأغلقت مدخلي القرية “الغربي” ثم اعتدت على الفلسطينيين في منطقة المطينة على “المدخل الشرقي” قرب الشارع الرئيسي بالرصاص وقنابل الغاز السام، بينما اعتدى مستوطنون على الأراضي الفلسطينية بمنطقة قديس في القرية وأضرموا النيران فيها.
كذلك اعتدى مستوطنون على الفلسطينيين في بلدة برقة شمال غرب نابلس، وخرّبوا ممتلكاتهم وسط إطلاقهم الرصاص وقنابل الغاز السام على الفلسطينيين، كما اعتدى مستوطنون في قرية ياسوف شرق سلفيت على فلسطينيين ومركباتهم وحطموا ممتلكاتهم.
وكان مستوطنون اقتحموا فجراً بلدتي كفر الديك غرب مدينة سلفيت واللبن الغربي شمال غرب مدينة رام الله بالضفة، واعتدوا على منازل الفلسطينيين وكسروا زجاج نوافذ عدد منها، كما اقتحموا المحال التجارية وخرّبوا محتوياتها، وأحرقوا عدداً من المركبات.
وأُصيب 34 فلسطينياً الليلة الماضية بجروح نتيجة اعتداءات المستوطنين في المنطقة الممتدة من ترمسعيا شرق رام الله حتى دير شرف غرب نابلس.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس: إن 310 اعتداءات للمستوطنين سُجّلت منذ أمس في المناطق المحيطة بنابلس، موضحاً أن هجمات المستوطنين شملت عمليات حرق منازل ومركبات وأراضٍ زراعية وتخريب ممتلكات، لافتاً إلى أن هذه الاعتداءات في تصاعد، حيث تشهد مناطق شمال الضفة انتشاراً واسعاً للمستوطنين على الطرقات والمناطق التي تحيطها المستوطنات.
إلى ذلك، حذّر وزير الإعلام في السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من أن القضية الفلسطينية تمرّ بمنعطف خطير في ظلّ مواصلة الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على الأرض والحجر، والإنسان الفلسطيني وسط صمت دولي مريب.
وأشار أبو ردينة في كلمته خلال اجتماع الدورة العادية الـ53 لمجلس وزراء الإعلام العرب، في العاصمة المغربية الرباط، إلى أن قضية القدس المحتلة ومقدساتها تشهد اليوم حرباً غير مسبوقة من الاحتلال بغية تهويد معالم المدينة المقدسة وتزوير تاريخها وإرثها الحضاري.
واعتبر أبو ردينة أن انتهاكات الاحتلال تتطلّب موقفاً عربياً داعماً لصمود الشعب الفلسطيني، والوقوف أمام محاولاته من خلال وضع آليات واضحة، لمساندة الحق الفلسطيني ودعمه، ومنها خطة التحرّك الإعلامي في الخارج بما يساهم بشكل فاعل في إيصال عدالة القضية الفلسطينية إلى الرأي العام الدولي، ويفضح جرائم الاحتلال التي ترقى إلى جرائم حرب في المحافل الدولية.
دولياً، أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً لا يرقى إلى مستوى العدوان الإسرائيلي وعصابات مستوطنيه، واكتفى الاتحاد بالإعراب عن قلقه من هجمات المستوطنين المتكررة على البلدات الفلسطينية في الضفة، وإشعالهم النار في الممتلكات والمركبات الفلسطينية، حيث قال الاتحاد: إنه يعرب عن إدانته لعنف المستوطنين في أنحاء الضفة، الذي أدّى إلى أعمال عنف عشوائية غير مقبولة ضدّ المدنيين الفلسطينيين وتدمير لممتلكاتهم، مؤكداً أن “إسرائيل” ملزمة بحماية المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.