الجعفري: روسيا كانت على الدوام شريكاً رئيسياً لسورية
موسكو – سانا
أكّد السفير السوري في موسكو الدكتور بشار الجعفري أن روسيا كانت على الدوام شريكاً رئيسياً لسورية طوال مرحلة الأزمة.
وفي ندوة للحوار تحت عنوان “عودة سورية إلى الأسرة العربية… منتصف الطريق”، دعا إليها نادي فالداي للحوار الدولي، قال الدكتور الجعفري: إننا نستعد لإنهاء الاحتلال الأجنبي لأراضينا ودحر التنظيمات الإرهابية ووضع نهاية للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسورية.
وأضاف الجعفري: قرّرنا المضي قدماً في عمليات إعادة البناء والسعي إلى جذب المساهمين للمشاركة في مشاريع البنية التحتية الاقتصادية، وتأمين الطاقة الكهربائية الضرورية لعودة المهجرين إلى ديارهم، موضحاً ضرورة إنهاء الضغوط الأحادية الجانب التي يستخدمها الغرب ضدّ سورية.
وأكّد الجعفري أن سورية دعمت وتدعم روسيا في عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وتُدين الدور الأوروبي العدواني هناك، مشدّداً على أن العملية الروسية العسكرية كانت ضرورية وشرعية، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حق عندما يؤكّد هذه الحقيقة في بياناته.
بدوره قال نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية رمزي رمزي (عبر تقنية الفيديو): إن الشعب السوري تعرّض خلال هذه المرحلة لأقسى الصعوبات التي لم يلاقها أي شعب في العالم، مشيراً إلى أن العالم العربي مهتم اليوم بحل الأزمة في سورية نهائياً وعدم تركها منفردة أمام التدخلات الإقليمية والدولية.
من جانبها اعتبرت ماريا خادينسكايا غالينيشيفا نائب رئيس قسم التخطيط السياسي الخارجي المختصة بالشؤون السورية في وزارة الخارجية الروسية عودة سورية إلى محيطها العربي انتصاراً فعلياً جاء نتيجة عمل مضنٍ من وجهة النظر الجيوسياسية، ويدلّ على توجه البلدان العربية نحو مرحلة الشراكة للاستعداد في الانتقال إلى عالم متعدّد الأقطاب، سيتم بناؤه وفقاً للمبادئ التي أقرّتها روسيا في عقيدتها للسياسة الخارجية.
وأكّدت غالينيشيفا أن التحولات في المنطقة تُشير إلى أن النهج الروسي السوري المشترك والمترابط بقوة والموجّه نحو المصالح الوطنية للبلدين لا بدّ أن يحقق مهامه، مشدّدةً على أن سورية كانت ولا تزال تتمتع بالسيادة الكاملة وغير المنقوصة دائماً وهذا ما لا يمكن للعديد من البلدان الافتخار به.
من جهته، أشار الباحث في الشؤون العربية والإسلامية إيغور ماتفييف (عبر تقنية الفيديو) إلى الانتصار الذي حققته الدبلوماسية السورية، لافتاً إلى أن صمود الشعب السوري مكّنه بمساعدة الدول الصديقة من تحقيق الانتصار وإحباط المخططات التي رسمتها البلدان الغربية وأعوانها باستخدام الإرهاب الدولي بهدف القضاء على سورية.
وفي إطار الردّ على أسئلة الصحفيين والخبراء المشاركين في الندوة قال السفير الجعفري: لا يمكن مقارنة أي شيء مع مأساة الشعب السوري ومع هول الأزمة في سورية خلال تاريخ الأمم المتحدة منذ تأسيسها ولهذا اليوم.
وأكّد الجعفري أن عودة سورية إلى محيطها العربي هي عملية سياسية تمّت بعد توفر الإرادة السياسية في المنطقة، ولا أحد يمكنه أن ينكر أن سورية باتت ضحية للعدوان الغربي الذي جلب الإرهابيين من كل حدبٍ وصوب ودفع بهم عبر تركيا إلى سورية.
وفي لقاء مع مراسل “سانا” في موسكو، اعتبر الجعفري الندوة مهمّة لأنها سمحت بالحديث عن طبيعة ما يجري من تطوّرات في العلاقات العربية العربية والإقليمية والعالم وعن دور الصين وروسيا في إعادة التلاحم بين كل هذه المكوّنات الجيوسياسية في المنطقة والآفاق المحتملة لإعادة إعمار وبناء سورية.
وتابع الجعفري: إننا قمنا بعملية جرد وشرح للخلفيات التاريخية الحقيقية للأزمة في سورية بكل تفاصيلها، وذكّرنا الحاضرين بالمفاصل المهمة كي لا يغيب عن الأذهان دور التخريب الخارجي الذي يجري في بلدنا منذ بداية الأزمة فيها.