تجاوزات وفوضى في بعض مراكز استلام الحبوب بحماة وأجور النقل تتجاوز الـ 700 ألف!!
حماة – حسان المحمد – ذُكاء أسعد
تتواصل عمليات نقل محصول القمح لمراكز استلام الحبوب الثمانية في المحافظة، في جو يصفه الغالبية من المزارعين “بالفوضوي”، بسبب الازدحام الشديد واللعب بالدور في بعض الأحيان، بحسب قولهم، مشيرين إلى وجود استغلال كبير من قبل أصحاب الجرارات والحصادات لهم عن طريق وضع تسعيرة لنقل المحصول تفوق قدرتهم، ضاربين بعرض الحائط قرار اللجنة الزراعية في المحافظة وتسعيرة النقل التي حدّدتها بـ160 ألف ليرة لمسافة 20 كم ومادون.
قبّان آخر
وفي حديث مع بعض الفلاحين أكدوا أن الفوضى، والازدحام الشديد وما يترتب عليه من بطء في عمليات الاستلام، يلزمان أصحاب الجرارات على البقاء في المركز ليوم أو اثنين، ليتسنى لهم إفراغ حمولتهم، وبالتالي يتقاضون أجوراً إضافية نظراً لتعطل الجرار عن العمل خلال هذه المدة، علماً أن أجور النقل تتراوح بين 500 إلى 700 ألف لمسافة لا تزيد عن 12 كم دون احتساب بقاء صاحب الجرار لمدة أطول بسبب ذلك الازدحام، لذا طالب الفلاحون بوجود قبان آخر في مراكز الحبوب، وخاصة في محردة والسقيلبية والغاب لتسريع عمليات الاستلام لعلّ ذلك يساهم في التخلص من مشكلة الانتظار.
الأجور طبيعية!
بالمقابل بيّن أصحاب الجرارات أن أجور النقل طبيعية مقارنة بسعر المازوت الذي يتمّ شراؤه من السوق السوداء بسعر قد يصل إلى 7000 ليرة، فضلاً عن تعطيل عمل الجرار والانتظار لأيام، وأجمع غالبية أصحاب الجرارات على ارتفاع تكاليف الصيانة وقطع التبديل في حال تعرّض الجرار لأي عطل فقد يتجاوز سعر طقم العجلات 14 مليون ليرة والمحرك 30 مليوناً، دون احتساب أجور اليد العاملة، كما وصل سعر غيار الزيت إلى 300 ألف ليرة.
لا يوجد بطء!!
بالنظر لما باح به الفلاحون من هموم ومعاناة، كانت المفاجأة أن الجهات المعنية كان لها رأي آخر!، فمدير فرع حماة للسورية للحبوب المهندس وليد جاكيش، نفى وجود بطء في العمل، مؤكداً أن المراكز تعمل بكل تفانٍ وإخلاص حتى الساعة التاسعة مساء، ويتمّ الاستلام بشكل طبيعي وفقاً للدور مع وجود جهات مشرفة على تنظيم دور الآليات، لكن الازدحام الشديد سببه إقبال الفلاحين على تسليم محصولهم، أما المطالبات بالقبان الثاني فهي لا توثر على تسريع الدور لأن طاقة تفريغ الصومعة ثابتة والانتظار يكون على جورة التفريغ.
وفي السياق نفسه أكد المهندس يوشع الحسين رئيس دائرة التخزين في فرع الحبوب، ازدياد وتيرة إقبال الفلاحين على تسليم الأقماح في المراكز الثمانية المنتشرة على كامل جغرافيا المحافظة وازدياد عدد الآليات الوافدة إلى مراكز الشراء مقارنة بالعام السابق، مشيراً إلى وجود حالة من الرضا من قبل الفلاحين لما تقدمه وزارة التجارة وحماية المستهلك من تسهيلات خلافاً لما تروّجه بعض الصفحات الصفراء.
ونفى عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد العام للفلاحين خالد الضاهر، وجود تجاوزات وفوضى في المراكز، باستثناء مركز جب رملة، فقد لوحظ خلال جولة على المركز عدم تعاون مدير المركز مع الفلاحين، والتعامل بأسلوب وسلوك غير جيد، لذا تمّ إبلاغ مدير فرع حماة ومدير المؤسسة العامة للحبوب للنظر بأمره لاتخاذ التدابير القانونية بحقه. وشدّد الضاهر على ضرورة الإبلاغ عن أية تجاوزات ولاسيما تقاضي أجور زائدة من قبل أصحاب الجرارات ليصار إلى متابعتها وفرض عقوبات بحق هؤلاء من قبل الجهات المعنية.
شكوى هاتفية
وفي السياق نفسه أكد الرفيق حازم الشيخ أمين شعبة محردة للحزب، أن مركز حبوب محردة من أفضل مراكز المحافظة من حيث الدقة والتنظيم وحسن التعامل مع الفلاحين، إذ يتجاوز عدد الآليات الواردة له 200 آلية يومياً، وهذا الرقم يعتبر كبيراً جداً مقارنة بالمراكز الأخرى، مشيراً إلى وجود مندوبين للحزب في المركز بدءاً من الانطلاق حتى الإغلاق بشكل يومي منعاً للفوضى والتلاعب والوساطة التي لا يمكن السماح بها. وأوضح الرفيق الشيخ أن الشكاوى الهاتفية المتعلقة بالتجاوزات لن يتمّ الأخذ بها على محمل الجد، لتهرّب أصحابها على أرض الواقع، لذا لابد من شكوى خطية لاستبيان الأمر والنظر به ليتمّ التعامل معه قانونياً.
أما في مركز حبوب سلمية، فقد أكد الرفيق عبد الكريم شيحاوي أمين شعبة سلمية مراقبة ومتابعة كافة عمليات استلام القمح بشكل يومي، مشيراً إلى رضا الفلاحين وعدم وجود أي شكوى عن تجاوزات أو شكاوى متعلقة بالنقل واللعب بالدور، وفي حال ورودها لاحقاً سيتم معالجتها فوراً مع الجهات المعنية، وقد تمّ استلام كميات تعتبر جيدة في منطقة الريف الشرقي قُدّرت حتى الآن بنحو 2063 طناً.
ضبوط كثيرة
من جهته رياض زيود مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حماة، أكد أن موضوع تقاضي سعر زائد يحتاج إلى شكوى خطية، لأن القانون والقضاء لا يقبل الضبط بناءً على اتصال أو تصاريح شفهية، علماً أن دوريات التموين نظمت عدة ضبوط بحق أصحاب جرارات وحصادات تقاضوا أجوراً زائدة بعد ورود شكاوى للفرع، وبناء على ذلك توجهت دورية من حماية المستهلك ونظمت الضبوط حسب الأصول. وأضاف زيود: إن عدم الشكوى هو من يجعل أصحاب الجرارات يستغلون الفلاحين، وفي حال رغبة أي فلاح بالشكوى سنرسل له الدورية إلى منزله أو أرضه أو إلى أي مكان يحدّده كي لا يتحمل أي أعباء تنقل.
وحول عمليات صرف مستحقات الفلاحين لموسم القمح، بيّن مدير المصرف محي الدين الراجح أنه تمّ صرف مبلغ 5 مليارات ليرة قيم أقماح مسوقة لمراكز السورية للحبوب، و2 مليار ليرة قيم أقماح مسوقة لمصلحة فرع مؤسسة إكثار البذار ويجري صرفها بشكل ميسر للمزارعين دون تأخير حتى تاريخه.